المرأة والجينز : إثارة وحرية والتهابات عصبية

14-05-2006

المرأة والجينز : إثارة وحرية والتهابات عصبية

تحب ميندي ستيرن، مدربة الشؤون الشخصية في مدينة دورانغو بولاية كولورادو، شكل بنطال الجينز ذي الخصر المنخفض. لكن السيدة الرشيقة ذات الـ 34 عاماً لا تستطيع تصور خروجها من البيت وهي تكشف الجزء الأوسط من جسدها. وانسوا ما يسمى ذيل الحوت، عندما يظهر الجزء العلوي من الملابس الداخلية فوق البنطال. وتقول ستيرن: «إنه شيء تعوزه الأناقة». ولكن خلال السنوات الخمس الماضية، كانت بناطيل الجينز ذات الخصر المنخفض، هي موضة الجينز الوحيدة التي يمكن العثور عليها في الأسواق. ولذلك تمسكت ستيرن ببناطيلها المفضلة البالية – التي اشترتها من محال أولد نيفي قبل الانخفاض الشديد في خصر بناطيل الجينز- وكانت تأمل أن يتغير الزمن.
أخرجي بطاقتك الائتمانية يا ميندي. فمدّ الجينز يرتفع من جديد. وقد بدأت المحال التجارية في أرجاء الولايات المتحدة بتقديم طراز جديد من بناطيل الجينز، وبدأت الفجوة بين السرة والحزام تضيق أخيراً. وتقول النساء اللواتي تمنعهن حشمتهن الشديدة أو أحجامهن الكبيرة، أو ذوقهن الرفيع، من ارتداء بناطيل تغطي بالكاد عظام الحوض، إنهن يرحبن بهذا التغيير. وتنتهي القصة الجديدة، التي تسمى الخصر المتوسط العلو على بعد نحو إصبعين أسفل السرة ولها حزام ينتهي في ثلثي المسافة بين الورك والجزء الأضيق من الخصر. وتقول محال غاب التي أطلقت النسخة الخاصة بها من البناطيل ذات الخصر المتوسط في هذا الموسم وأسمتها "قصة الولد" حقق هذا الطراز نجاحاً كبيراً بالفعل. وتقول كيت موليناري المتحدثة باسم محلات غاب: «إنها تطير طيراناً من الرفوف». وستقدم شركة "ليفايز" خطاً جديداً من بناطيل الجينز ذات الخصر المتوسط في خريف هذا العام.
وكانت نجمة البوب المراهقة السابقة بريتني سيبرز ارتدت عام 2000 بنطال جينز منخفض الخصر، وكشفت للعالم عن الجزء الأوسط من جسدها. ومنذ ذلك الحين أصبحت بناطيل الجينز – كلما انخفض الخصر كان أفضل – هي نوعية الملابس المفضلة لدى النساء المهتمات بالموضة. وكونت الشركات التي تنتج نوعيات راقية مثل (ترو ريليجيون) و(7 فور آل مانكايند) و(ميس سيكستي)- التي بيع بعضها بنحو 200 دولار للبنطال الواحد – أنصاراً مخلصين إلى درجة الإفراط أحياناً. ووجدت هذه الطلعة قبولاً كبيراً لدى الفتيات اليافعات ذوات البطون المشدودة. وحذا كثير من أمهاتهن حذوهن بشجاعة. لكن ذلك لم يكن أمراً مرضياً لمديري المدارس: فقد منع ارتداء بناطيل الجينز منخفضة الخصر في عدد كبير من المدارس الثانوية. وحاول المشرعون في ولايتي لويزيانا وفرجينيا حظر ارتدائها (وفشلوا). وحذر الأطباء النساء من ارتداء البناطيل المفرطة في الضيق؛ حيث ذكرت مجلة طبية كندية أن المريضات أصبن في الحقيقة بتلف في الأعصاب نتيجة ارتدائهن بناطيل جينز تضيق على الشرايين. ورغم كل ذلك، ورغم المقاومة من نساء مثل ميندي ستيرن، نمت سوق الجينز، التي تبلغ قيمتها الآن 14,7 بليون دولار بنسبة 14 بالمائة بين عامي 2000 و2005.
فلماذا بقيت هذه الموضة تلك المدة الطويلة؟ إنه سر غامض، فبناطيل الجينز ذات الخصر المنخفض ليست مريحة جداً، والعثور على بنطال يطابق مقاييس الجسم أمر يتطلب براعة. تقول بيثاني ستيفان 34 عاماً، من مدينة كولينزفيل بولاية إيلينوي: «حتى وأنا واقفة في غرفة القياس، كان علي أن أدفعه إلى الأعلى». ومن المؤكد أن تلك البناطيل قد تبدو مثيرة للغاية، ولكن إجمالاً، لا تضفي البناطيل ذات الخصر المنخفض مظهراً جذاباً على كثير من أنواع الأجساد. تقول هيذر رينولدز 49 عاماً، من بلدة نورث بورت في نيويورك التي حاولت مجاراة تلك الموضة لكنها رفضتها بسرعة: «بعد إنجاب ثلاثة أطفال لا أريد بالتأكيد تعرية أرض المعارك التي هي بطني». وحتى النساء اللائي يتمتعن بأجساد رشيقة يجدن أن بناطيل الجينز ذات الخصر المنخفض قد تقدم للعالم شحم البطن المكشوف والمتدلي فوق البنطلون، وأعلى المؤخرة المكشوف عند الانحناء، ومستودعات الشحم التي تظهر على جانبي الخصر. وتقول رينولدز: «لقد سخرنا من الرجل الذي أصلح حوض الغسيل في منزلنا (السباك بنطاله يكشف أعلى مؤخرته عند الانحناء)، لكن أطفالنا يدفعون 150 دولاراً من أجل تقليد مظهره».
ويقول صانعو الموضة في هوليود أيضاً إن مظهر الجينز ذي الخصر المنخفض وصل إلى نهاية مسيرته الطبيعية. وتقول مسؤولة مظهر النجوم جين يانغ: «في هذه الأيام، أستطيع رؤية مؤخرات كثيرة شبه مكشوفة من الأعلى في الملاهي الليلية. إنه شيء مبتذل». وقد أصبح الصانعون مستعدين لشيء جديد. فخلال الأشهر القليلة الماضية أخذت سوق الجينز الشديدة السخونة في البرودة. وبتقديم تصميمات مثل جينز الماما التي يمكن أن ترتديها النساء الأكبر سناً وحجماً، يأمل صناع الجينز إيقاد شعلة المبيعات من جديد. ويقول مارشال كوهين محلل المبيعات بالتجزئة لشركة "أن بيه دي غروب": «الصناع يعرفون أن البناطيل المنخفضة الخصر لا تبدو جميلة على الجميع. ويأملون أن تحفز تصميمات أكثر صلاحية للبس استمرار النمو». والنساء – وبخاصة ذوات الأجساد الكبيرة – مستعدات لشراء ذلك.

 

 

بيغ تاير

المصدر: نيوزويك 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...