المسح الاجتماعي:أهداف غير واضحةوالمسجلون في كافةالمراكز500.000

23-03-2009

المسح الاجتماعي:أهداف غير واضحةوالمسجلون في كافةالمراكز500.000

استيقظ أهالي قريتنا على تسارع الخطا لبعض المواطنين باتجاه مركز مزدحم بطوابير المواطنين الذين تهافتوا عليه بعد أن سرت شائعة أن الحكومة بصدد دراسة اجتماعية لتقديم إعانات مادية لكل مواطن محتاج عبر تعبئة استمارات خصصتها وزارة العمل وكون الشائعة تقول: إن الاعانات لا تعطى إلا للمحتاج بدأ البعض بافتعال الفقر.. وتقديم معلومات غير صحيحة..!!مراكز المسح الاجتماعي

حتى لما جاءت وزارة العمل «متأخرة» بتوضيح أن الهدف من المسح الاجتماعي ليس تقديم إعانات مالية بل وضع قاعدة بيانات للحكومة لمساعدتها في اتخاذ القرار.. وأن البعد الآخر لهذا المسح هو ربما التدخل الطارىء في بعض الأماكن والمناطق المحتاجة.. وربما التدخل عبر إحداث مراكز تنموية ومشاريع اقتصادية وصحية...‏

ولكن هيهات.. المواطن ما زال يفضل المساعدة العينية.. أي انه يريد أكل السمك بدلاً من تعلم اصطياده...‏

- تضمنت الخطة الخمسية العاشرة للحكومة فصلاً خاصاً يتعلق بالحد من الفقر، وتنفيذاً لذلك البرنامج جاء قيام وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بدراسة اجتماعية (مسح) للمستوى المعيشي للأسر في مختلف المحافظات، وقد بدأ العمل بمشروع البحث بشكل فعلي على أرض الواقع بتاريخ 12/1/2009 من خلال 63 مركزاً موزعة على كافة المحافظات، ويستمر حتى نهاية الشهر الرابع من هذا العام.‏

أما العمل على تقدير الاحتياجات المادية والبشرية من اختيار الموظفين وتأهيلهم، وتأثيث وتجهيز مراكز البحث فقد انطلق بداية العام 2008‏

حول أهداف المشروع وغاياته والاعداد له، وأسباب تضارب الآراء الذي رافق تلك الأهداف استطلعنا آراء معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور عيسى ملدعون ومديرة المشروع السيدة ليندا عبد العزيز، إضافة الى آراء عدد من المواطنين الذين يستهدفهم المشروع للوقوف على فهمهم له والآمال التي يعقدونها عليه.‏

- يقول الشاعر والروائي الفرنسي فيكتور هيغو : «ما أصوب تقدير الفقراء».‏

يبدو أن هذه المقولة صحيحة الى حد كبير، اذ انه رغم تأكيدات المعنيين بمشروع المسح الاجتماعي بأنه لا توجد أي برامج مقررة لتوزيع مساعدات مالية على الأسر التي يستهدفها المسح، لكن اولئك المواطنين - كما تبين لنا من خلال الوقوف على آرائهم - غير مقتنعين بتلك التأكيدات، أو على الاقل هم غير مبالين بها ولا يأخذونها على أنها الكلام النهائي ويبدو أنهم - المواطنين على صواب وهذا الاستنتاج ليس من فراغ بل هو مدعوم بكلام حرفي لمعاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ومديرة المشروع إذ قالا رداً على سؤال:‏

« على الرغم من أننا أكدنا انه ليس هناك حالياً برامج مقررة لتوزيع مساعدات مالية، لكننا نشير الى أن قاعدة بيانات الأسر المستهدفة ستستخدم من قبل الجهات الحكومية في تخطيط وتنفيذ برامج تنموية تساعد على تحسين مستوى معيشة تلك الأسر.‏

 لاشك أن هناك صعوبة في التحقق بشكل كامل من الحالة المادية لجميع المتقدمين خاصة مع وجود أمل كبير لديهم بالحصول على مساعدات مالية أو رواتب شهرية، وفي هذه الخاصية أوضح الدكتور عيسى ملدعون ان المسح يتم من خلال 36 مركزاً خصصتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل للمسح الاجتماعي ويعمل في كل مركز مشرف يحمل اجازة جامعية في الاقتصاد اوالقانون أو علم الاجتماع وباحثون اجتماعيون يحملون اجازات جامعية او اجازة من معهد متوسط كحد ادنى ومشرف الديوان والاداريين ، بالاضافة إلى طاقم العمل المساعد، كما تم اختيار العاملين من خلال مقابلات شخصية في المديريات التابعة للمحافظات وتم إلحاق العاملين جميعاً بدورات تدريبية ، كل فئة حسب طبيعة عملها.‏

وحول الاسس المعتمدة للتحقق من صحة البيانات بينت مديرة المشروع ليندا عبد العزيز انه يتم التحقق ميدانياً من البيانات المقدمة من قبل المواطنين المتقدمين للمسح من خلال اللجان المحلية التي تم تشكيلها لهذا الغرض ، اضافة الى التحقق المكتبي من البيانات والتحقق من قواعد بيانات الجهات المعنية كالمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية والسجل العام الموحد للعاملين في الدولة.‏

- وتتضمن استمارة المسح بيانات عن عنوان اقامة الأسرة والبيانات الشخصية لرب الاسرة، كما تتضمن بيانات عن جميع أفراد الأسرة من نواحي التعليم والتشغيل والاعاقة وبيانات عن وضع المسكن ومصادر الدخل وبعض البيانات المتعلقة بالانفاق مثل فاتورة الكهرباء ، وتوفر بعض السلع المعمرة كالبرادات وغيرها، وتتضمن الاستمارة في نهايتها تعهداً خطياً بصحة البيانات المقدمة من المدلي بالبيانات يحمله المسؤولية القانونية اذا كانت البيانات غير صحيحة وتحمل كل استمارة رقماً خاصا بها.‏

- في مشاريع كبيرة كهذا المشروع يجد خفافيش الليل فرصتهم للظهور في النهار فيستغلون وجع الفقراء ويعزفون على وتر تحسين اوضاعهم المعيشية فيخترعون القصص ويبثون الاشاعات حول الرواتب الموعودة ، ويعدون بعض الفقراء بمساعدتهم في تسجيل بيانات تدمي قلوب من تصل اليه من المعنيين.‏

بعض الاقاويل انتشرت حول ابتزاز يمارس من قبل بعض الموظفين.‏

- معاون الوزيرة ومديرة المشروع أكدا حدوث الابتزاز على بعض الفقراء من قبل ضعاف النفوس ولكنهما نفيا بشكل قاطع حدوثه من قبل الموظفين، بل حصل من قبل بعض المواطنين الخبثاء.‏

وبينا في هذا الاطار أن اعلان المسح تضمن امكانية تقدم المواطنين بشكواهم الى مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة المعنية، وان التعامل مع الشكوى يتم بشكل آني من قبل المديرية ولفتا الى ان هناك رقابة ميدانية على عمل مراكز المسح والعاملين فيها خاصة بعد ظهور بعض الحالات التي يستغل فيها بعض المواطنين من قبل ضعاف النفوس من غير العاملين في المركز.‏

على الرغم من أن الغريق يتعلق بقشة - كما يقولون- وعلى الرغم من قول الشاعر: ما اضيق العيش لولا فسحة الأمل.‏

وعلى الرغم من وجود ضيق في العيش لدى البعض، مهما كان هذا البعض قليلا في عدده، وعلى الرغم من أن الشريحة التي يستهدفها مشروع المسح توحي بشكل أو بآخر بأن الغيث على الطريق - طال الطريق أو قصر، على الرغم من كل ذلك لم تتخذ الجهة المعنية احتياطاتها لعدم حصول اللبس والغموض من خلال الاعلان الذي يصل الى كل المواطنين ، وخاصة الذين يستهدفهم المسح ولفترة زمنية كافية، هذا الكلام ليس لنا، بل لعدد كبير من المواطنين الذين يتقاطرون للتسجيل في المشروع.‏

معاون الوزيرة ومديرة المشروع كان لهما رأي مغاير حيث أوضحا أن المشروع انطلق فعلياً في بداية العام الحالي وان الحملة الاعلامية بدأت خلال فترة سبقت اطلاقه وتم الاعلان في وسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة حول المسح وشروط التقدم اليه كما تم التنسيق والتواصل بين المحافظين ومديريات الشؤون الاجتماعية والعمل التابعة للمحافظات.‏

- يقول محمد سليمان من كفر العواميد: إنه جاء للتسجيل لأنه يأمل بمعونة لأخويه المعوقين، مبينا أنه سجلهما بالشؤون منذ عام 2003 ولم يحصلا على المعونة.‏

- محمد موصلي : «عمري ستون عاما، لدي ست بنات وولدان، واحد منهم فقط يعمل براتب اسبوعي قيمته (600) ليرة سورية، وأنا على ثقة بتقديم معونة لنا من وراء التسجيل، ولولا ذلك لما جئت وسجلت اسمي.‏

- محمد منديل (ثمانون عاما) من القشنية: لدي خمسة أولاد لا يعطونني شيئا، وأملي بالمعونة كبير.‏

- رجاء قواريط: لدي ولدان وزوجي متوفى، ولست موظفة، وليس عندي دخل ، وآمل بالخير من هذا التسجيل.‏

- أم أحمد (سبعون عاما) عندي بنت واحدة متزوجة أسكن وحدي في غرفة، استدنت اجرة الطريق من جارتي حتى وصلت الى هنا.‏

- أبو عبد الله(82 عاما) لست موظفا وكذلك أولادي، ليس لديهم دخل، وكي لا أكذب يعطونني إعاشة من مركز الزاهرة(50) ل.س بالشهر ، لا أقبضها لأنها لاتساوي اجرة الطريق الى المركز.‏

هلال عون- أحلام اسماعيل

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...