المشهد الأوبامي
يعرف غي ديبورد المشهد spectacle على أنه علاقة اجتماعية بين البشر تتواسطها الصور , إنه قلب تزييف العالم الواقعي , تماما كما يرى جان بودريار أن غاية الإيهام الذي تمارسه رموز العولمة هو صناعة واقع مجتث عن أصوله , فوق واقع , و يعرف ماريو برنيولا الإيهام على أنه صورة دون هوية , لا تحيل إلى أي نموذج خارجي و ليس له أية أصالة جوهرية ... ( محمد شوقي الزين , تأويلات و تفكيكات , المركز الثقافي العربي , 2002 , ص 211 و ما بعد ) , فوق الواقع هذا , أو المشهد المنتج , يشترط , أو يلزم البشر بموقف المتفرج السلبي , المتلقي , بحيث يبدو المشهد كغاية في ذاته . كان جورج بوش , و مع انتهاء سنواته الثمانية في البيت الأبيض , قد تحول إلى كابوس مشهدي , لذلك كان التغيير في المشهد "جذريا" بقدر عمق الأزمة الواقعية , هكذا جرى استبدال الصورة السلبية بصورة إيجابية , السياسة الفعلية هنا غير مهمة , مغيبة , الصورة أو أيقونة السياسي هي الأصل , الذي يسبق الواقع في عالم المشهد , و لا فرق بعدئذ إذا استنسخ أوباما خطة إنقاذ بوش أو حتى إذا ضاعفها عدة مرات . يعيد المشهد إنتاج القداسة في السياسة , بإلغائه العقل البشري منها و بإصراره على فرض موقف المتفرج فقط على البشر , بتحويلها إلى تركيز أو تكثيف للمشهد , ليس المشهد الأوبامي إلا جزء من تلك الميثولوجيا السياسية الجديدة التي ينتجها المشهد اليوم , في مواجهة أي بديل ديمقراطي حقيقي .
مازن كم الماز
الجمل
إضافة تعليق جديد