الموسيقى لذتها غير المحسوسة تفرز مادة خاصة في الدماغ

12-01-2011

الموسيقى لذتها غير المحسوسة تفرز مادة خاصة في الدماغ

أفادت دراسة كندية بأن اللذة الكبيرة التي نشعر بها عند استماعنا إلى الموسيقى تنجم من إفراز الدماغ لمادة «الدوبامين»، وهي ناقل عصبي أساسي يرتبط عادة بلذات محسوسة، كتناول الأطعمة والحصول على المال.

ومادة «الدوبامين» هي جزئية كيميائية في «نظام المكافأة» تدعم بعض السلوكيات الضرورية للاستمرار على قيد الحياة (تناول الطعام)، أو تلعب دوراً في عمليات التحفيز (مكافأة ثانوية من خلال المال).

لكن السؤال يطرح حول كيفية تدخّلها في متعة مجردة، مثل فعل الاستماع إلى الموسيقى، والتي لا تبدو ضرورية لبقاء البشر على قيد الحياة.

وبهدف فهم ذلك، اختار باحثون من جامعة «ماكغيل» في مونتريال (كندا) نحو عشرة متطوعين تراوحت أعمارهم بين 19 و24 سنة. وأتى اختيار هؤلاء من بين 217 شخصاً أجابوا على إعلانات تسأل عن أشخاص خبروا «رعشات» دالة على لذة قصوى شعروا بها خلال استماعهم إلى الموسيقى.

فقام فريق فالوري ساليمبور وروبرت زاتوريه بقياس إفرازات الدوبامين ونشاط الدماغ بواسطة آليات تصوير مختلفة، مثل التصوير بالرنين المغنطيسي الوظيفي والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني.

في موازاة ذلك، كانت أجهزة استشعار تسجل نبضات قلوب المتطوعين وحركة تنفسهم ودرجات حرارة أجسامهم والإشارات التي تدل على رعشات اللذة التي يشعرون بها على مستوى البشرة.

والنتائج التي نشرت في مجلة «نيتشر نيوروساينس» تبين أن إفراز «الدوبامين» يأتي قبيل الشعور باللذة المرتبطة بالموسيقى، كما يأتي خلال «رعشة» اللذة نفسها، أي عند الذروة العاطفية. ويشكل ذلك عمليتين فيزيولوجيتين مختلفتين تدخل فيهما مناطق مختلفة في الدماغ.

وخلال ذروة اللذة، نسجل تورط نواة «أكمبانز»، التي تكون ترتبط عادة في النشوة الخاصة بتعاطي المنشطات مثل الكوكايين. أما قبيل بلوغ هذه الذورة، فقد سجلت حركة الدوبامين في منطقة أخرى هي النواة المذنبة.

اختلف مستوى إفراز الدوبامين بحسب حدة الانفعال واللذة، مقارنة مع القياسات التي سجلت عند الاستماع إلى موسيقى «محايدة» لم تخلف أي أثر لدى المتطوعين.

وخلص الباحثون إلى أن «نتائجنا تساهم في تفسير السبب الذي يقف وراء القيمة الكبرى التي توليها المجتمعات الإنسانية للموسيقى». فهذه النتائج تسمح بفهم «سبب استخدام الموسيقى في طقوس معينة وفي عمليات تسويق محددة وفي الأفلام».

وتساهم الموسيقى، هذه اللذة غير المحسوسة، بتعزيز الأحساسيس والانفعالات من خلال الترقب والمفاجأة والتوقع، بواسطة الدوبامين.

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...