"الناتو" بشأن أفغانستان: لدينا القدرة على ضرب الجماعات الإرهابية على الرغم من انسحابنا
قال حلف شمال الأطلسي ("الناتو")، أمس الثلاثاء، إنّه لا بدّ لحركة "طالبان" من ألاّ تسمح بأن تصبح أفغانستان تربة خصبة للإرهاب مجدَّداً، محذِّراً من أنّ "الحلف لا تزال لديه القوة العسكرية لضرب أي جماعة إرهابية من مسافة بعيدة على الرغم من انسحابه".
وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، للصحافيين في مؤتمر صحافي إنّ "من يقبضون على زمام السلطة في أفغانستان الآن يتحمّلون مسؤولية ضمان ألاّ يستعيد الإرهابيون الدوليون موطئ قدم لهم".
وأضاف "لدينا القدرة على ضرب الجماعات الإرهابية من مسافة بعيدة إذا رأينا أنّها تحاول ترسيخ موقعها، وتخطّط وتنظّم هجمات على حلفاء حلف شمال الأطلسي ودولهم".
ودعا ستولتنبرغ "طالبان" إلى تسهيل مغادرة جميع من يريدون الرحيل، وقال "إنّ أعضاء الحلف الدفاعي الغربي اتّفقوا على إرسال مزيد من طائرات الإجلاء إلى كابول".
وعبّر ستولتنبرغ، في الوقت نفسه، عن إحباطه من القيادة الأفغانية، محمِّلاً إياها مسؤولية نجاح "طالبان" السريع في السيطرة على البلاد. وقال ستولتنبرغ "جزء من قوات الأمن الأفغانية حارب بشجاعة، لكنهم لم يتمكنوا من تأمين البلاد، لأنّ القيادة السياسية الأفغانية فشلت في آخر الأمر في الوقوف في وجه طالبان، وتحقيق الحل السلمي الذي ينشده الأفغان بشدة".
وفي وقت سابق اليوم، شددت "طالبان" على أنها "لن تسمح للقاعدة أو أيّ منظمة إرهابية أخرى بالعمل في أفغانستان".
وتحدّثت عن ضرورة انسحاب القوات الأميركية من البلاد بحلول 11 أيلول/سبتمبر المقبل. واكدت أنها "غير مهتمة بمهاجمة القوات الأميركية حتى ذلك الحين".
وقالت وزارة الدفاع الأميركية ("البنتاغون")، بدورها، "إنه لا توجد تهديدات أو أعمال عدائية ضد قواتنا حتى الآن من طالبان"، وأكدت أن قواتها على الأرض في كابول تتواصل مع طالبان بشأن "المساعدة على إجلاء مزيد من الأميركيين في أفغانستان".
في السياق ذاته، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الإثنين، إنّ "التدخل في أفغانستان لم يكن ناجحاً بالمقدار المأمول منه".
واعتبرت ميركل أنّ "الوضع في أفغانستان مرير"، وأن ثمة "أسباباً سياسية داخلية أميركية ساهمت في قرار سحب القوات الغربية منها"، مضيفةً أن "انسحاب القوات الغربية من أفغانستان كان له تأثير الدومينو".
بدوره، اعتبر أرمين لاشيت، رئيس حزب "الاتحاد الديموقراطي المسيحي"، وهو حزب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الإثنين، أنّ انسحاب القوات الغربية من أفغانستان "أكبر إخفاق للحلف الأطلسي منذ تأسيسه قبل سبعة عقود".
وقال رئيس الحزب إنّ "استيلاء حركة طالبان على السلطة بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي يبيّن بوضوح أن تدخّل المجتمع الدولي لم يتكلّل بالنجاح".
وأكد مسؤولون في"طالبان"،أول أمس الإثنين، أنهم "لم يتلقّوا أيّ تقارير عن أيّ اشتباكات في مختلف أنحاء البلاد"، وذلك بعد سيطرة الحركة على العاصمة كابول، وانهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة، بعد أن أمرت "طالبان" قواتها، الأحد الماضي، بدخول أحياء العاصمة كابول.
إضافة تعليق جديد