الحرب الروسية الأوكرانية تعري عنصرية الغرب

01-03-2022

الحرب الروسية الأوكرانية تعري عنصرية الغرب

حاول بعض الإعلاميين ووسائل الإعلام الغربية اتباع أساليب غريبة وبعيدة عن المهنية والعمل الصحفي الأخلاقي من أجل كسب استعطاف المشاهد في البلدان الأوروبية وحول العالم بالتزامن مع قرارات حجب وسائل الإعلام الروسية من أجل حجب الحقائق بشكل كامل عن البعض، عما يجري في أوكرانيا.

وذكرت وكالة «سبوتنيك» أن مراسل «سي بي إس نيوز»، قال خلال بث مباشر: «هذا ليس مكاناً، مع الاحترام، مثل العراق أو أفغانستان أو سورية، حيث نشهد نزاعات منذ عقود، هذا مكان حضاري نسبياً وأوروبياً إلى حد ما».

هذا التصريح لقي موجة انتقادات من الأوكرانيين والعرب والأوروبيين أيضاً، حيث اعتبر الأوكرانيين حضاريين نسبياً، وأنهم أوروبيون إلى حد ما.

وانتقدت وسائل الإعلام العربية أيضاً هذا الخطاب ووصفته بأنه خطاب عنصري، مؤكدين أن المنطقة العربية هي مهد الحضارات في العالم مثل سورية ومصر والعراق وغيرها، حيث توجد آثار تعود لآلاف السنين تشهد على ذلك، مثل الإهرامات وتدمر وبابل وأول مقطوعة موسيقية في العالم بأوغاريت السورية.

وأكد مغردون في العالم العربي أيضاً أن عدم الاستقرار في مناطقهم ليس سببه السكان، إنما سببه الاعتداءات الأميركية المتكررة على بلادهم بالمدمرات والطائرات الأميركية مثل أحداث احتلال العراق وتدمير المنشآت في سورية، وسرقة الآثار في منطقة بلاد الرافدين التي تعرض حالياً في المتاحف الأوروبية وقصور الزعماء الأميركيين بلا خجل.

وقالت مراسلة أخرى أيضاً تعمل لمصلحة «إن بي سي»، «بصراحة هؤلاء ليسوا لاجئين من سورية، هؤلاء من أوكرانيا المجاورة، هؤلاء مسيحيون، إنهم بيض، إنهم يشبهون الأشخاص الذين يعيشون في بولندا».

هذه الكلمات تسببت بموجة غضب كبيرة في العالم الإسلامي، حيث أكد المغردون أن هذه الكلمات تخرج عن أخلاقيات العمل الصحفي والإعلامي، حيث لا يجب تجزئة المشاعر الإنسانية وحصرها بأفراد محددين أو ديانات محددة، لأن الإنسانية ليست حكراً على أي طائفة، مؤكدين أن الأطفال الذين قتلوا بضربات الطائرات الأميركية وطائرات «الناتو» في البلدان العربية لم يكونوا على علم بأنهم مسلمون أيضاً لقد كانوا أطفالاً رضعاً.

وقال أحدهم على قناة «بي بي سي»، خلال بث مباشر أيضاً: «اعذروني إنه أمر مؤثر بالنسبة لي عندما أرى أوروبيين ذوي شعر أشقر وعيونهم زرقاء يقتلون».

واعتبر المغردون أن هذه التصريحات تبرر بطريقة غير مباشر قصف وقتل المدنيين ذوي البشرة المخالفة في أفغانستان والعالم العربي وإفريقيا، مؤكدين أنها كلمات عنصرية بحتة.

لم تكتف الانتقادات عند هذا الحد، حيث شارك المواطنون حول العالم مشاهد غريبة جداً، تظهر عمليات تمثيل بوجود قتلى خلف المراسلين، حيث رصد في أحد المشاهد خلال بث مباشر لمراسل وجود مجموعة جثث مستلقية، لكن تحرك إحدى هذه الجثث بشكل مفاجئ خلال البث حيث قدمت شابة لتغطي «الجثة الحية» من جديد، كان مشهداً تمثيلياً لافتاً، تسبب بتداول المقطع الغريب حول العالم.

وفي السياق انتقد نائب رئيس مجلس النواب التشيكي السابق فويتيخ فيليب ازدواجية المعايير التي يعمل بها الكثير من السياسيين الغربيين ووسائل الإعلام الدولية حيال الأحداث الجارية في أوكرانيا مشيراً إلى أن هؤلاء صمتوا حين قام حلف شمال الأطلسي بقصف وتخريب مناطق في سورية والعراق وليبيا، حسبما ذكرت وكالة «سانا».

وأوضح فيليب في موقعه على «فيسبوك» أن سورية وليبيا والعراق وغيرها من الدول وقعت ضحايا لخرق فظ للقانون الدولي الذي قامت به الولايات المتحدة ومع ذلك فإن الأوساط السياسية والإعلامية التي تتحدث الآن عن أن روسيا تخرق القانون الدولي من خلال هجومها على أوكرانيا صمتت حينها ولذلك فإن مواقفها فاقدة للمصداقية.

وكان فيليب أكد في وقت سابق أن حلف شمال الأطلسي الناتو ينتهج سياسات إجرامية ويعمل على إثارة الأزمات في الدول التي لا تخضع لإرادة الولايات المتحدة.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...