الوحدة تسبب ضغط الدم وأزمات القلب وتشعر بالبرد
قال باحثون أميركيون إن الأشخاص في الخمسين من العمر وما فوق الذين يشعرون بالوحدة وليس لديهم علاقات أو اتصالات مع الآخرين هم أكثر عرضة للاصابة بارتفاع ضغط الدم أكثر من غيرهم.
وتوصلت الباحثة لويز هوكلي وزملاؤها من جامعة شيكاغو إلى أن الكآبة والضغط النفسي قد يزيدان ضغط الدم ،ولكنهم لم يتمكنوا من الربط بين هذين العاملين وارتفاع ضغط الدم عند الذين يشعرون بالوحدة في الخمسين من العمر وما فوق.
وقالت هوكلي في الدراسة التي نشرت في دورية "علم النفس والشيخوخة " :"يبدو أن الوحدة هي خطر صحي فريد من نوعه بحد ذاته".
وأضافت إن الذين لديهم أصدقاء وعلاقات اجتماعية كثيرة قد يشعرون بالوحدة إذا كانوا غير راضين عن علاقتهم بالآخرين، مشيرة إلى أن الذين يعيشون في عزلة قد لا يشعرون بالوحدة " إذا كانت علاقاتهم بالآخرين لها معنىً ومفيدة لهم".
وشملت الدراسة 229 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 50 و 68 سنة تم اختيارهم بشكل عشوائي من البيض والأميركيين من أصل أفريقي ولاتيني عبأوا استمارات عن الوحدة وارتفاع ضغط الدم.
وخلصت هوكلي إلى "أن الشعور بالوحدة يحفز على التواصل مع الآخرين ولكن هناك خوف من الرفض والسلبية وخيبة الأمل بالآخرين".
وفي سياق آخر قال باحثون في جامعة مانشيستر البريطانية، إن العلاقات الاجتماعية المتينة مع الأقارب أو الأصدقاء أو الشركاء، تعتبر علاجا طبيا فعالا، يقلل خطر الإصابة بأزمات قلبية متكررة بحوالي النصف. ووجد العلماء بعد متابعة 600 مريض بلغ متوسط أعمارهم 60 عاما، كان 75 في المائة منهم من الرجال، لمدة سنة واحدة، بعد تعرضهم لأزمة قلبية حادة، حسب قدس برس، أن الوحدة وليس الاكتئاب فقط، تمثل عاملا رئيسيا يفاقم مخاطر الإصابات القلبية المتكررة، حيث ازداد إقبال الأشخاص، الذين يشعرون بالوحدة على معاقرة الخمر والمخدرات، وهو ما أدى إلى إصابتهم بنوبات قلبية متكررة.
ولم تكن هذه الدراسة هي الأولى التي تحدثت عن الوحدة وما تشكله من أمراض خطيرة حيث أكدت دراسات سابقة أن الاكتئاب والعزلة هي من أسباب أمراض القلب ولها نفس الأثر الضار على القلب مثل التدخين والدهون.
فقد أفادت دراسة أسترالية مؤخرا أن الوحدة وقلة الاتصال مع العائلة والأصدقاء ترفع نسبة الإصابة بأمراض القلب.
وشملت الدراسة الرجال والنساء من مختلف الفئات العمرية وفي اكثر من بلد. إلا أن الدراسة لم تصل إلى ربط أمراض القلب بنمط الحياة اليومي للإنسان مثل ضغط العمل أو القلق الدائم.
ومن جانب آخر، يرى الدكتور دين أوميش، باحث ريادي في معالجة الإحباط، إن العزلة تشكل خطرا على صحة الإنسان. وقد نقل عنه القول إن " الوباء الحقيقي ليس مرضا عضويا في القلب ولكنه مرض روحي للقلب إنها الوحدة والعزلة".
كما توصل أخصائيون في علم النفس في جامعة تورنتو إلى أن العزلة الاجتماعية تجعل الناس يشعرون بالبرد.
ووجد فريق البحث ان الأشخاص الذين يشعرون بأنهم معزولون يعبرون عن الشعور بالبرد في الغرفة التي يكونون فيها أكثر من غيرهم.
كما ان مثل هؤلاء الأشخاص يختارون لطعامهم الشوربة الساخنة بدلا من تفاحة أو عصير بارد.
وأجريت الدراسة على 65 من المتطوعين قسموا إلى مجموعتين.
استعادت المجموعة الأولى تجارب شخصية كانوا يشعرون فيها بأنهم مستبعدون اجتماعيا وشعروا بالعزلة او الوحدة كتجربة رفض السماح لهم بدخول ناد.
بينما استعاد أفراد المجموعة الأخرى تجارب شعروا فيها بأنهم مقبولون.
ثم طلب الباحثون بعد ذلك من كل فرد منهم تقدير درجة حرارة الغرفة.
وتراوحت تقديراتهم بين 12ـ40 درجة مئوية، حيث أعطى الذين تذكروا تجارب انعزالية تقديرات أقل لدرجة الحرارة.
وفي التجربة التالية طلب الباحثون من 52 متطوعا المشاركة في لعبة بالكرة تنظم بالكمبيوتر.
وصممت اللعبة بحيث ترسل الكرة إلى البعض عدد مرات أكبر من البعض الآخر.
وبعد ذلك سئل المتطوعون عن مدى رغبتهم في الحصول على قهوة ساخنة أو قطع من البسكويت أو شراب مثلج أو تفاحة أو شوربة ساخنة.
ووجد الباحثون أن اللاعبين "غير المحبوبين" أكثر تفضيلا للشوربة الساخنة أو القهوة الساخنة.
ويفسر الباحثون تفضيل هؤلاء للأطعمة والمشروبات الساخنة بأنه ناجم عن الشعور بالبرد نتيجة للشعور بالعزلة.
يمينة حمدي
المصدر: العرب أون لاين
إضافة تعليق جديد