اليازجي يدعو إلى الحوار: هناك صعوبات لكننا غير قلقين
دعا بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر اليازجي السوريين إلى الحوار والمحبة حتى تمر هذه الغيمة التي تعبر بسوريا.
وقال اليازجي، في مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» بثت أمس، «نحن في هذا البلد نعيش عائلة واحدة، مسلمين ومسيحيين وكل أطياف المجتمع السوري. هكذا تربينا وهكذا نشأنا وهكذا نعيش. إننا عائلة واحدة. وهذه الروح التي قد تكون غريبة عن المجتمع السوري، نعتبرها غيمة نرجو أنها ستعبر بأسرع وقت، وتعود سوريا إلى سوريا المضيئة التي كانت دوماً مهد الحضارة والثقافة والعيش المشترك في هذه البلاد وهذه الديار».
وأضاف «نحن متمسكون بتراب هذه الديار. نحن باقون. ولا نحمل في قلوبنا أي قلق. هناك صعوبات، نعم. هناك أيام صعبة، نعم. ولكن هذا لا يجعلنا أن نكون قلقين أو نريد أن نترك أو أن نغادر هذه الديار. المسيحية انطلقت من هنا. نحن موجودون ونعيش بكل حرية، ونعيش بكل تفاهم مع الإخوة جميعاً في هذه البلاد».
وعما إذا كان يتواصل مع الرئيس بشار الأسد بخصوص ما يجري في سوريا، قال اليازجي «هناك تواصل بالطبع مع الجميع. مع الرئيس ومع الجميع. لأننا نعتقد أن الحوار هو اللغة التي يجب أن نتبعها جميعا كي نصل إلى السلام. الحوار والعيش المشترك وتقبل كل واحد منا للآخر، وتقبل الآخر كما هو. والجلوس سوية حول طاولة الحوار، حكومة وشعبا، وهذا ما يعمل الجميع له».
وعن تقييمه لمشاركة البطريرك الماروني بشارة الراعي في حفل تنصيبه في دمشق، قال اليازجي «نحن الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة المارونية والكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الملكية والكنيسة السريانية والارمنية، ودون أن أنسى أحداً.. ليس على سبيل الحصر، كان هناك حضور لكل هذه الكنائس. ولإخوتنا المشايخ أصحاب السماحة كان هناك حضور قوي وفعال، وهذا يؤكد أننا جميعاً عائلة واحدة. ولهذا كان طبيعياً وبكل اندفاع أن يأتي أخونا الحبيب الذي نقدره كثيراً البطريرك الكاردينال بطرس الراعي، ويشارك في هذا الحفل».
وحول ما إذا كان السعي نحو الحرية والديموقراطية يستحق أن تسفك كل هذه الدماء على أرض سوريا، قال اليازجي «بالطبع قطرة دم أهم من أي شيء. فالعنف والقتل لأي سبب كان وبأي شكل كان مرفوض من قبلنا دوما. عندما نتكلم عن حقوق الإنسان وشرعة حقوق الإنسان وكل هذه الكلمات، فإننا نرجو أن يكون ذلك الهدف الحقيقي لكل ما نقوم به أو لكل ما نقوم به من قرارات سياسية. لا أن تكون شعارات تختبئ وراء مصالح خاصة، إن كانت شخصية أو دولية. ونرجو من المجتمع الدولي، ومن أصحاب الشأن، أيا كانوا، أن يساعدوا بالفعل في أن يُمحى الظلم والفقر والقهر من المجتمع».
وعما إذا كان متفائلا بمستقبل البلاد، قال «نحن متفائلون ونحن نعتقد أن هذه الغيمة ستعبر إن شاء الله عاجلا. قد يكون الثمن غاليا، وهو غال. هذه ليست المرة الأولى التي تمر بها بلادنا في ظروف قاسية، ولكن في النهاية تمر هذه الغيمة وهذا الشعب باقٍ وموجود». وأضاف «أقول لشعبنا في سوريا إن الوعي الموجود في قلوبنا جميعا هو السلاح الأساسي الذي سنواجه فيه هذه الفترة العصيبة التي نمر فيها. ولهذا دعونا جميعا بالمحبة، بالحوار، بالتفاهم، بالسلام، نتكاتف ونتضامن بعضنا مع بعض. بالطبع ربنا خلق كل إنسان في شكل، فالتعدد هو غنى، وهو داع أو أداة للتكامل وليس للخلاف. ولهذا أعود وأقول، بالحوار والمحبة وهذا موجود في قلوبنا نحن السوريين فليكن هذا هو سلاحنا الأساسي الذي نستعمله كي تمر هذه الغيمة التي تعبر سوريا».
إضافة تعليق جديد