انشقاقات في صفوف داعش مع اقتراب الخطر من عقر داره
في الوقت الذي بدأ فيه عناصر تنظيم داعش بالانشقاق عنه نتيجة اقتراب الخطر من عقر داره، اتجه التنظيم إلى تجنيد مقاتلين أفارقة وكوبيين وماليزيين ترشيداً لنفقات رواتب مقاتليه، وسط أنباء عن الكشف عن هوية الطفل الذي ظهر في فيديو إعدام نشره التنظيم باسم أبو عبد اللـه البريطاني منذ أيام.
وأفادت مواقع إلكترونية معارضة، أنه بدأ يراود عناصر وقادات تنظيم داعش، المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، بشكل جدي الانشقاق عن صفوفه والهرب خارج مناطق سيطرته، بعد أن ضاقت الأرض عليهم بما رحبت، حيث انشق القياديان في التنظيم محمد الرفدان وكريم الرفدان من أبناء قرية جديد عكيدات بريف دير الزور، وهربا إلى خارج مناطق سيطرة التنظيم.
القياديان من أوائل المبايعين للتنظيم، وقد ساهما في إدخال التنظيم سابقاً إلى محافظة دير الزور مع ابن عمومتهما عامر الرفيدان، «الوالي» السابق لدير الزور، والذي قتل بإحدى غارات «التحالف الدولي» على الطريق الواصل بين دير الزور ومدينة الشدادي بريف الحسكة.
ومع اشتداد ضيق الحلقة على التنظيم واقتراب الخطر من عقر داره، بدأ التمرد والعصيان يظهر بين عناصره بصور مختلفة، ومنها رفض للأوامر، فسارع التنظيم لعلاجه بصورة أخرى بعيداً عن إظهار الحقيقة، ليتخلص من ستة من عناصره بصلبهم في شارع التكايا بالقرب من حديقة المشتل بدير الزور، بتهمة تعاطي الممنوعات والتدخين سراً، وإلقاء القبض على عدد آخر من عناصره في الريف الغربي لدير الزور بتهمة ارتكاب الزنى.
كما اعتقل التنظيم عدداً من عناصره في الريف الشرقي لدير الزور بتهمة الإفساد في الأرض، كل هذه التهم لم تكن إلا غطاء للتنظيم على تمرد عناصره ورفضهم أوامره، خصوصاً آخرها بالذهاب لقتال «الوحدات الكردية» في منطقة الشدادي.
ويستنزف سلاحا الجو السوري والروسي البنية الاقتصادية للتنظيم، مع توسيع وتكثيف الغارات على الحقول النفطية الواقعة تحت سيطرته في أرياف دير الزور، عقب استهداف صهاريج النفط المسروق الذي يباع في السوق السوداء في تركيا بعلم النظام التركي، إضافة إلى استهداف البنية الاقتصادية للتنظيم في معاقله وأوكاره.
على خط مواز، كشف أمس، الضابط السابق المتخصص في مكافحة الإرهاب، اللواء أحمد شداد، حسب وكالة «سبوتنيك» للأنباء، أن التنظيم يتجه حالياً إلى تجنيد مقاتلين جدد، من عدة دول أفريقية، بالإضافة إلى استقدام آخرين من دول مثل كوبا والبرازيل وماليزيا، بدعوى ضغط النفقات، بعدما تجاوزت رواتب بعض المقاتلين الأجانب لدى التنظيم، 1500 دولار شهرياً لكل منهم.
وأوضح شداد، أن داعش لجأ إلى هذه الدول ليحصل منها على مبتغاه من المقاتلين، لسببين، الأول هو وجود أعداد كبيرة من المرتزقة ممن يسهل عليهم تأجير أنفسهم في المعارك، وبالتالي كثيرون منهم مدربون على الأعمال القتالية، والثاني لأنهم «رخيصو الثمن».
وكالات
إضافة تعليق جديد