بدء أعمال المنتدى الاقتصادي العربي - الأمريكي اليوم

تنطلق في مدينة هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية، الاثنين، أعمال الدورة الثانية للمنتدى الاقتصادي العربي الأمريكي، الذي تنظمه لجنة الشؤون الاقتصادية الأمريكية الشرق أوسطية "أمياك"، بالتعاون مع جامعة الدول العربية، والذي يستمر لمدة يومين.

ويهدف المنتدى الذي يعقد تحت شعار "عالم واحد وثقافتان.. فرص بلا حدود" إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، والترويج للفرص الاستثمارية المشتركة في العالمين العربي والأمريكي.

ويشارك في المنتدى مسؤولون رسميون من مختلف الدول العربية ومن الولايات المتحدة، إلى جانب رجال أعمال واقتصاد، ومديري الشركات، وأساتذة الجامعات، وممثلي مختلف القطاعات الاقتصادية والأكاديمية من الجانبين.

وتتمثل أهمية المنتدى الاقتصادي العربي الأمريكي في سعيه الى تقريب وجهات النظر، ومناقشة إمكانيات تطوير العلاقات الاقتصادية المشتركة بين العالم العربي وأمريكا، و توفير فرصة الترويج للإمكانيات الاقتصادية العربية في السوق الأمريكية.

وأكد مسؤولون بجامعة الدول العربية أن المنتدى يشكل فرصة لإطلاع مجتمع الأعمال الأمريكي على ملامح التطور الاقتصادي في العالم العربي، والمشاريع الكبيرة التي تنفذ فيه، بالإضافة إلى شرح وتوضيح أنشطة مجتمعات الأعمال في العالم العربي، ومواكبتها للسياسات الاقتصادية العالمية ودور مؤسسات القطاعين العام والخاص التكاملي في دعم الاقتصاد العربي.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، قد أكد في مؤتمر صحفي في وقت سابق، أن هذا المنتدى يعد محطة رئيسية في جهود الجامعة، لتعزيز العلاقات العربية الأمريكية والدولية، وهو سياسية جديدة تتبعها الجامعة لبناء الجسور مع مختلف التجمعات العالمية، مثل الصين وأمريكا ودول أمريكا الجنوبية والهند وتركيا واليابان وأوروبا وأفريقيا.

وقال إن هذه المبادرات تأتي بهدف شرح المواقف، وخلق أرضية مشتركة لمصالح مشتركة، وهذا أحد المسارات الجديدة للسياسة العربية تجاه دول العالم، حسبما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وقال أمين عام الجامعة العربية "هذا المنتدى لا يبحث عن أسباب الخلافات العربية الأمريكية، رغم الاعتراف بوجودها، بل البحث عن نقاط لقاء المصالح المشتركة وتطوير الصورة السلبية عن العرب في أمريكا."

وشدد موسى على أنه آن الأوان لخلق حوار استراتيجي بين الدول العربية وأمريكا، لمناقشة القضايا التي تحدث توترات في العلاقة بين الجانبين، داعياً واشنطن لضرورة إدراك أهمية مثل هذا الحوار.

وأوضح أن الاتفاق على عقد الجولة الجديدة من المنتدى الاقتصادي العربي الأمريكي في هيوستن، تم بعد انطلاق الدورة الأولى في ديترويت قبل عامين، حيث تم الاتفاق على عقدها كل 18 شهراً، لكنه تأخر بسبب الأعاصير التي تعرضت لها بعض الولايات الأمريكية العام الماضي.

وستشارك في المنتدى شركات كبرى من القطاع الخاص في العالم العربي، الأمر الذي سيعطي المنتدى أهمية وثقلاً كبيرين، نظراً لحجم الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها تلك الشركات، والذي يسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد العربي، إلى جانب تقديم صورة واضحة عن متانة القاعدة الأساسية التي تنطلق منها كافة المشاريع الاستثمارية الكبرى في المنطقة، حسب مصادر الجامعة العربية.

وأشار الخبراء إلى أن العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بين أمريكا والعالم العربي، تحتاج إلى المزيد من الدعم والتقارب، وأن عقد هذا الملتقى في هذه الفترة، من شأنه الإسهام كثيراً في زيادة الوعي الأمريكي عن العالم العربي وإمكانياته الاقتصادية، ويخلق فرصة لتغيير الصورة النمطية، التي يتبناها الأمريكيون عن العرب.

ويوفر المنتدى فرصة لرجال الأعمال والاقتصاديين العرب، للعمل على وضع استراتيجية واضحة وسليمة، للتقارب مع المجتمع الأمريكي، وتزويده بمعلومات حقيقية عن حجم الاقتصاد العربي، ومدى قوته وازدهاره، ومقدرته على جذب الاستثمارات الأجنبية.

ويؤكد انعقاد المنتدى أهمية توحيد الجهود بين الاقتصاديين في العالم العربي والجالية العربية المقيمة في أمريكا، من خلال خطة استراتيجية لخلق المبادرات لدعم التواصل مع المجتمع الأمريكي من خلال دعوة رجال أعمال واقتصاديين وأعضاء من مجلس الشيوخ الأمريكي لزيارة الدول العربية وإقامة مشاريع اقتصادية مختلفة، مما يخلق نوعاً من التقارب الفعّال، ويوفر للأمريكيين قاعدة بيانات هامة عن العالم العربي بشكل عام .

ومن الموضوعات التي سيتم مناقشتها خلال المنتدى، تقنية المعلومات والاتصالات، والطاقة، والخدمات المالية، والصحة العامة، والتجارة، والسياحة، إضافة الى دور العرب في الولايات المتحدة في دعم العلاقات العربية الأمريكية.

كما سيتم مناقشة تأسيس عدد من المجالس العربية الأمريكية المتخصصة، مثل مجلس المحافظين، والذي يضم محافظي المدن الرئيسية العربية والأمريكية، ومجلس الغرف التجارية، الذي يضم الغرف التجارية العربية والأمريكية، ومجلس سيدات الأعمال العرب والأمريكيين.

كما سيتم طرح برنامج يهدف لإعداد القادة العرب لخلق جيل جديد من شباب المستقبل، يكون لديه القدرة على التعامل مع المستجدات والتحديات الدولية المتلاحقة.

وكانت لجنة "American Middle-East Economic Affairs Committee"، المعروفة باسم لجنة "أمياك"، قد تشكلت عقب انتهاء فعاليات الدورة الأولى من المنتدى التي عقدت عام 2003 في ديترويت بولاية ميتشيغان الأمريكية، لمتابعة تنظيم الدورات اللاحقة من المنتدى.

المصدر: وكالات