بدوي يغضبه التزليط ويثيره الخمار
الجمل – حلب : طالما بقي التصدير مفتوحاً لن ينزل سعر الكرز عن الخمسين !
هذا ما قاله محمد بدوي بائع الخضار الشاب لزبونه المتأفف من غلاء الكرز، يبيع محمد كغ الكرز نوعية ممتازة بـ 75 ليرة ونوعية عادية بخمسين، خلال ساعة سيُنفّق ما تبقى من فواكه بسطته ويمضي إلى زوجته. يمضي الزبون وأنا ما أزال أنتقي تفاحاتي بعناية
- "والله ذبحهم حلال "!!
رفعت رأسي وتأملت في اليمام الذي يلتقط حبات الذرة البيضاء بطمأنينة خلف بسطة محمد بدوي، فتعجبت منه وقلت وماذا تستفيد من ذبحهم هل يؤكل لحمهم أليس منظرهم حضاري جداً هكذا ؟؟
تعجب من بلاهتي وقال :لكن يطلعوا ويعرضوا لحمهم علينا و ويكسبونا ذنوب عند الله !! أشّو الحضاري عندك تزليط ؟!
حتى اللحظة كنت أظنه يقصد طيور اليمام تلفتُّ خلفي وأدركتُ أنه كان يعني فتاتين تسيران مع والدتهما "المحجبة " كن يقتربن منا
عفواً هل تقصد البنات أم اليمامات ؟؟
قال: طبعاً البنات والأحلى أمهم محجبة يخزي العين !!
قلت له لا شك أنك تمزح... ذبحْ ذبحْ هيك بالسكين !!
استمرئ كلامي وقال: وبأي حق يخرجن بهذا الشكل الفاضح، ألا يتسببن بالرذيلة وبدفعنا إلى النظر إليهن وهذا محرم شرعاً.
- وهل يجبرنك على النظر إليهن ؟ يمكنك ألا تنظر إليهن ...غُضّ الطرفَ يا بني إذن . تضحكه الفصحى التي استخدمتها، يتدخل زميله أحمد لا.. لا هن لا يجبرننا لكن نحن جالسون وهن واقفات وبالتالي نرى مواضع مثيرة جداً من أجسادهن ألا ترى كيف حشر جسمها في البنطال حشراً حتى وتلفظ أحمد بألفاظ فاضحة جداً، أثارت رفض محمد و اعتراضه
الذي عقب بالقول: نحن نفوسنا ضعيفة وأمارة بالسوء نحن مخطئون أيضاً هكذا خلقنا الله ولذلك أمرت الشريعة بستر المرأة.
- الفتاتان لم تتجاوزا الخامسة عشرة ، و هما أقرب للمراهقة من النضج الجسدي ، ترتديان جينزاً ضيقاً وقمصان بأكمام طويلة إلا أن الصديقين أبديا تعجبهما من كون الأم محجبة إذن تعرف واجباتها تجاه الله فكيف تتساهل في حجاب بناتها ؟؟
- إذن سيكون وزرها أكبر بكثير من وزر بناتها
- لكن وهل يحق لإنسان أن يذبح إنسان بأي شريعة ستذبحهن يا محمد ؟
تلعثم قليلاً وقال:
أنه غضب فقط، أنا لا يمكن أن أقتل إنساناً، حتى إذا شاهدت زوجتي تزني لن أقتلها فالقاتل والقتيل في النار !!
محمد بدوي شاب يبلغ 24 عاماً، لم يكمل تعليمه الابتدائي يواظب على الصلاة ، وتوحي لحيته المشذبة بالتزام ديني ما، كلامه هادىء يوحي ببساطة وطيبة شديدة، تزوج منذ أشهر وزوجته حامل الآن ، ويتمنى أن يرزقه الله طفلة يربيها على مكارم الأخلاق ويعلمها ، لم يسبق له أن أقام علاقة ولو عذرية حتى مع أي فتاة، يواظب على سماع خطب الجمعة ويردد قصص الوعظ التي يسمعها ومنها أن إنسانا تعبد وصام وصلى 500 عام!! ومع ذلك لم يدخل الجنة ، لكن في النهاية دخلها بعد حوار طويل مع الله الذي أفهمه أن الرحمة هي ما يدخل البشر الجنة مهما فعلوا من خير، القصة كانت لخطيب جمعة مفوه كما يصفه ويمضي في حديثه فمنهم من يتحدث عن ذبح من يرتكب المعاصي ، ومنهم من يبشر القاتل والقتيل بنار جهنم، روى لي أكثر من قصة نقلاً عما يسمعه .
أصغيت له طويلاً بدا طيباً ولطيفاً، وفي النهاية تبرأ تماماً من شبهة الذبح وأبدى اعتراضه على الخمار الذي يظهر العينين فقط فإما حجاب شرعي يظهر الوجه فقط وإما "باشاي" تسدل على الوجه، فمشهد العينين المكحلتين مثير أكثر وخاصة إذا ما تم تحديدهما بالشال الأسود من تحت ومن فوق !!
رغم عفته يبدو عليه أنه ذواق في جمال النساء
اليمامات كن العشق الأنثوي الوحيد لمحمد بدوي خارج المؤسسة الشرعية ، في كل يوم يشتري بثلاثين ليرة ذرة بيضاء وينثرها على الرصيف فتتجمع عشرات الطيور ، ويقول حتى في الطيور حسنة عند الله ، لكن الذبح على رأس لسانه في التعامل مع النساء لمجرد " مخالفة " ما يعتقد أنه فرض شرعي فإلى متى سيبقى ذبح إناث البشر فكرة سهلة !
باسل ديوب
إضافة تعليق جديد