برنامج «تعرف إلى عالم الأعمال» ينهي مرحلته التجريبية

26-06-2007

برنامج «تعرف إلى عالم الأعمال» ينهي مرحلته التجريبية

دقّت أمس الساعة المئة على انطلاقة الفترة التجريبية لبرنامج (تعرّف إلى عالم الأعمال)، فأعلنت دانيا العشّي مديرة البرنامج تخريج الدفعة الختامية من طلاب المدارس الثانوية الذين خضعوا لدورات المرحلة التجريبية، وأعلن وزير التربية الدكتور علي سعد أنّ هذا اليوم الذي شهد انتهاء المرحلة التجريبية، سيكون هو ذاته اليوم الذي ينتقل فيه البرنامج إلى مرحلة المنهجية وتطبيقة على أوسع نطاق من مدارس القطر ومعاهدها المهنية.

كما كان الاحتفال مناسبة لتعلن يمامة العريبي مديرة مشروع شباب والذي يعتبر برنامج (تعرف إلى عالم الأعمال) أحد برامجه، أعلنت أنّ البرنامج وصل إلى اتفاق مع وزارة التربية لإدخال مقرراته في مناهج التدريس، وفي مراحل دراسية مختلفة. ‏

هذا البرنامج الذي تطبّقه أكثر من عشرين دولة حول العالم بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، طبّقته سورية كأول دول عربية تتبنّى هذا البرنامج بدعم من السيدة أسماء الأسد التي كرّمت خريجي الدفعة الختامية من المرحلة التجريبية في المركز الثقافي في كفرسوسة . ‏

وبهذه الدفعة من الخريجين يصل عدد المشاركين في البرنامج منذ انطلاقته في أيلول 2006 إلى 360 من طلاب المدارس العامّة والمهنية والمعاهد المتوسطة والأساتذة والمشرفين. ‏

حيث جرت فعالياته في 19 مدرسة توزعت على دمشق وريفها والقنيطرة، كدورات تأهيلية عملية يشارك فيه الطلاب اختيارياً كل يوم سبت. ‏

بعض الشباب مثل فيدل نصر من مدرسة أمية، لا ينكر أنّه انضم للدورات في البداية بهدف التهرّب من واجباته المدرسية والبيتية، لكنّه وجد نفسه بعد ذلك منخرطاً في تجربة جديدة فتّحت عقله إلى أفكار جعلته يطمئن إلى مستقبله. ‏

كما أنّ المنافسة في توليد الأفكار أصبحت أكثر منهجية، ولذلك فإنّ منار صالح من مدرسة الحجر المهنية تعترف أنّ الدراسة التفصيلية التي قدمها أحد زملائها عن مشروع ÷كافي نت مع مطعم÷ كان أكثر اقناعاً ومهنية ومدروساً بشكل أكبر من مشروعها من ناحية الجدوى الاقتصادية، علماً أنّ مشروعها كان مشابهاً لمشروع زميلها من حيث النوع. ‏

مايلفت النظر خلال دردشة مع عدد من الطلاّب والطالبات الذين ناقشناهم في مشاريعهم الخاصّة التي اختاروها، هو دفاعهم المنطقي عنها، فقد كان مدهشاً على سبيل المثال أن تحدثنا نغم أبو حجر وروان علي ومجدولين مكاري من مدرسة المتفوقين، أن مشروعهنّ المشترك (مطعم وكافي نت) يحتاج لرأسمال 15 مليون ليرة سورية...كان التساؤل هل تحتاج بداية مشروع كهذا إلى رأسمال كبير بهذا الحجم؟ ‏

كان دفاع الطالبات محسوباً بالورقة والقلم: أولاً هذا المشروع سيقام في مجمّع تجاري (مول) في منطقة راقية..ترخيص المشروع، تكاليف استثمار المكان، تجهيزات، عمّال، دعاية وإعلان...إلخ...مثل هذه الحيوية والمبادرة تدفع لتذكّر انطلاقة برنامج (تعّرف إلى عالم الأعمال) والذي انطلق العام الماضي في أعقاب تقرير أصدرته منظمة العمل الدولية، يشير إلى نسب عالية من «الخمول والكسل لدى الشباب السوري...وضعف العلاقة بين التحصيل العلمي والحصول على وظيفة..إضافة إلى الدور المتواضع جداً لمكاتب التشغيل». ‏

دانيا العشّي مديرة البرنامج تقول لتشرين إنها تتحفّظ على عبارة «الخمول والكسل» لأن ما وجدته خلال تجربتها في هذا البرنامج مع الشباب السوري، أن لديه الطاقات والحيوية والإبداع «لكنّه يحتاج فقط إلى من يوجهه في مراحله العمرية المبكّرة». ‏

الوزارات الثلاث (التربية، التعليم، الشؤون الاجتماعية والعمل) التي تتولّى رسمياً الإشراف على المدارس والمعاهد والجامعات ذات الاختصاص الفني والمهني، تشارك اليوم في هذا البرنامج بعد عقود من الإشراف الذي كانت نتيجته ما سمّي (ظاهرة العزوف عن المدراس والمعاهد المهنية والفنية)، والذي أثبتت تفاصيل تقصيرها في دراسات عديدة، كان آخرها فقط ربما تقرير منظمة العمل الدولية والذي صدر تحت عنوان: (انتقال الشباب السوري ‏

من الدراسة الى سوق العمل). ويومها صرّح الخبير في منظمة العمل الدولية د.سفيان العيسى أنّ «الرابط وثيق بين مستويات التعليم وموقع الشباب في سوق العمل، كما أن التحصيل العلمي الذي تلقاه الشباب السوري لم يكن مفيداً جداً للحصول على وظيفة، ولم يكن مناسباً ولا مساعداً في عملهم الحالي». ‏

ويطابق التقرير بين قدرات ومهارات الشباب وحاجات سوق العمل، حيث تبين على أساس تجربة أصحاب العمل مع مقدمي الطلبات الشباب أن عدداً كبيراً من أصحاب العمل يعتبرون أن قدرات مقدمي الطلبات متوسطة اجمالا ولكنهم ذوو انضباط كبير وقادرون على الالتزام بعملهم، ما يشير بالنتيجة الى محدودية فرص العمل المتاحة في مجال الوظائف المهنية. ‏

واليوم تجيء الأهداف الأربعة التي حددها برنامج (تعرّف إلى عالم الأعمال) متطابقة تقريباً مع التوصيات التي انتهى إليها تقرير منظمة العمل الدولية والتي تسعى لخلق وعي للمشاريع الخاصّة وعملية التوظيف الذاتي وتوفير المعرفة اللازمة للبدء بمشروع ناجح، وتسهيل الانتقال من المرحلة التعليمية إلى المرحلة المهنية وخلق انطباع إيجابي عن المشاريع الخاصة..‏

حمود المحمود

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...