بعد 30 سنة على رحيله شارلي شابلن مازال في المقدمة
مهما كانت الصورة «مغبّشة» وباهتة، والشريط متقطّعاً والصوت مشوّشاً والمشاهد ذاتها معادة ومحفوظة عن ظهر قلب، لا يزال «تشارلي» يجذب الأنظار والمشاهدين من مختلف الأجيال حول العالم، إن على الشاشة الصغيرة، أو حتى في بعض الدور السينمائية، حيث لا تزال بعض أشهر أفلامه تعرض لغاية اليوم. تشارلي تشابلن، الكوميدي الإنكليزي اللاذع والصامت في أغلب مشاهده، يتذكّره العالم غداً لمناسبة مرور 30 عاماً على وفاته. (25 كانون الأول 1977 حيث توفي تشابلن عن 88 عاماً). بالقبّعة السوداء والبنطلون الفضفاض والحذاء الكبير والعصا المتمايلة، رسم تشابلن في أذهان مشاهديه شخصية باتت «أيقونة» في عالم الفنّ السينمائي. استطاع تشابلن عبر السينما أن يجسّد بطريقة كوميدية ساخرة حالات اجتماعية، ويهاجم أنظمة سياسية في حقبات تاريخية مفصلية، فعايش طوال 65 عاماً من العمل المتواصل فترة نهاية الحرب العالمية الأولى والأزمة الاقتصادية الكبرى والحرب العالمية الثانية وما رافقها من تغيرات اجتماعية وسياسية كبيرة. ولم يقف تشابلن على الحياد، فأعلن انتماءاته السياسية اليسارية بشكل صريح، إن من خلال دفاعه عن القضايا الإنسانية والسياسية التي كانت تتبنّاها الشيوعية في تلك الفترة، أو من خلال خطاباته التي كان يلقيها في أفلامه، منتقداً الرأسمالية والطبقية والديكتاتورية النازية والفاشية، وحاملاً قضايا الفقراء والعمّال إلى الشاشة الفضية. ومن أهم أفلامه في تلك الحقبة The Great Dictator (1940) و Monsieur Verdoux (1947) و A King in New York (1957). وقد رشّحت أفلامه تلك، إضافة إلى Circus (1928) و City lights (1931) و Limelight (1952)، إلى جوائز أوسكار عدة (عن الإخراج والتمثيل والموسيقى التصويرية التي ألفها بمعظمها تشابلن بنفسه). لكن كره تشارلي للجوائز، واحتقاره للمؤسسات التي تمنحها، جعلاه، كما يروي ابنه، يستخدم الجائزة التي ربحها عام 1929 سنّادةً للباب في منزله!
واليوم، لا يزال تشارلي تشابلن يتمتع بشعبية أكبر من أي وقت مضى، ومجموعة أفلامه تشاهد في كل القارات من اليابان إلى البرازيل، وذلك بفضل عمل مكتبة الأفلام في بولونيا وفي إيطاليا وشركة «ام كا 2» الفرنسية التي تُرمِّم أفلامه. وفي نهاية السبعينيات من القرن الماضي، حاول أولاد تشابلن إعطاء الأفلام نفحة جديدة، فنسخت الأفلام بأفضل الطرق المهنية على أقراض مدمجة. ثم قرر ورثة تشابلن في 2001 منح ماران كارميتز مدير شركة «ام كا 2» حقوق استثمار 18 من أبرز أفلام تشابلن لإعادة إحيائها في الصالات. وأطلقت الشركة الفرنسية حينها عملية ترميم الأفلام التي عهدت إلى مكتبة الأفلام في بولونيا ومختبر «إيماجيني ريتروفاتا»، وإلى شركة «وورنر» إدارة توزيع الأقراص في العالم. وبعد ترميم الأفلام الطويلة سينجز مختبر «إيماجيني ريتروفاتا» العام المقبل مهمة ترميم 33 فيلماً قصيراً من أصل 35 لتشابلن أنتجتها شركة «كيستون» في 1914 و1915. يذكر أنه منذ 2001 بيع حوالى 2.8 مليون من الأقراص المدمجة لأفلام تشابلن في العالم. وبانتظار افتتاح متحف تشارلي تشابلن في سويسرا، وضعت مكتبة الأفلام في بولونيا على الإنترنت المحفوظات الخاصة بتشابلن التي يمكن رواد الشبكة الاطلاع عليها مجاناً.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد