تتبع شجرة العائلة الإنسانية يؤكد تحدرها من شخص واحد
الجمل: كل من عاش قبل بضعة آلاف سنة في أي مكان من هذا العالم، لن يكون قد أنجز شيئاً ملحوظاً في حياته، سوى أنه: وُلد، عاش، وأنجب أطفالاً ثم مات.
وحالياًَ يعتبر أمثال هؤلاء الناس أسلافنا الذين انحدرنا منهم، وبلا شك، جميع هؤلاء الأجداد ينحدرون من شخص واحد، هو: الإنسان الأول في التاريخ، أو الإنسان الأخير في تتبع شجرة العائلة الإنسانية والجدير بالذكر أن هذا الإنسان الأخير أو الأول –لا يهم- يتصل وراثياً بحوالي 6,5 مليار شخص، يعيشون على سطح كوكب الأرض حالياً..
أي لقد انحدر كل شخص موجود حالياً، من أشخاص يمكن أن يكونوا على قدر كبير من الأهمية كـ (تون عنخ امون) مثلاً، أو (أفلاطون)....الخ. وقام (ستيف اولسن) بإصدار كتاب مهم في هذا الصدد: (ترسيم التاريخ الإنساني)، والذي تتبع فيه نشأة الإنسان بدءاً من نقطة انطلاق أول إنسان في منطقة شرق إفريقيا قبل أكثر من 100 ألف عام.
من الطبيعي أن يهتم الإنسان بأجداده، وأن يشبع تساؤلاته الخاصة عنهم، مثل: من هم؟.. أين كانوا يعيشون؟... ماذا كانوا يحبون؟.. وغير ذلك، فقد ظل الناس دائماً يهتمون بتتبع أصولهم الجينية، وجمع الموضوعات الأثرية القديمة، وعلى هذه الخلفية يقوم معظم الناس بزيارة المواقع التاريخية على أمل التقاط المؤشرات التاريخية التي تعطيهم فكرة عن كيفية معيشة أجدادنا القدماء.. وذلك على النحو الذي يعطي القدرة لكل شخص على تحديد مكانته على حركة التاريخ، وموقعه على شبكة الوجود الإنساني. ومع ذلك فثمة قلة من الناس يمكن القول بأنها استطاعت أن تعرف بشكل حقيقي الكيفية المعقدة لعملية الوصول إلى معرفة وإدراك روابط شبكة الوجود البشري....
تؤكد علوم الجينوم، كما تؤكد الرياضيات، بتقنية عالية أن القرابة الجينية في شبكة الوجود البشري، تربط كل الذين يعيشون حالياً في الكرة الأرضية من جهة، ومن الجهة الأخرى تربط كل الأحياء من البشر بالذين ماتوا من قبل.
استطاع (اولسن) بمساعدة خبير إحصائي، وخبير كمبيوتر، وجهاز كمبيوتر متطور، أن يحسب بدقة فائقة، الكيفية التي تترابط بها شجرة العائلة الإنسانية.. على نحو أكد فيه عدداً من الفرضيات الهامة، ومن أبرزها:
- إذا تتبعنا شجرة العائلة لفترة تمتد من 2000 إلى 2500 عام، من الممكن أن نعثر على شخص -واحد على الأقل- يمكن أن يكون مرتبطاً بقرابة جينية مع كل سكان الكرة الأرضية الحاليين.
- إذا تتبعنا شجرة العائلة لفترة تمتد من 5000 إلى 7000 عام، فسوف يتبين لنا أن كل الناس الذين كانوا يعيشون في تلك الفترة يرتبطون بالقرابة الجينية الوثيقة مع من يعيشون في عالم اليوم.
ويمكن القول، بأن كل الفلسفات والأساطير والأديان والأيديولوجيات قد ظلت تؤكد دائماً على وحدة الأصل الإنساني.
وقد انتشر في الغرب حمى البحث عن الأسلاف لاسيما بعد انتشار خبر العثور على حفيد جينكز خان –راجع الجمل-، ويتم ذلك عن طريق اختبار فحص الحمض النووي (DNA)، من أجل تحديد القرابة الجينية التاريخية للشخص، حيث أعلنت مئات المختبرات المختصة بعلم البيولوجيا الدقيقة (مايكرو بيولوجيا) عن خدماتها للزبائن.
وبدأ الأمر يصبح مصدراً للتفاخر الاجتماعي بين الناس، ومن هؤلاء الممثلة الحسناء (بروك شيلدز) التي زعمت أن لها قرابة جينية تؤكد انتمائها إلى سلالة (الملك شارلمان)، و(الملك وليم الفاتح)، بالإضافة إلى أن عائلتها تضم خمسة ممن جلسوا على كرسي الـ (بابوية)... وادعت أن المفكر النهضوي (نيقولا ميكافيلي) من أجدادها...
لكن العديد من الصحفيين تصدى لها بالسخرية والاستهزاء، وكانت أبرز التفنيدات لمزاعم (بروك شيلدز) تقول: إن نبلاء وملوك أوروبا يحتفظون بدقة بتاريخ عائلاتهم، كذلك السجلات التاريخية في المتاحف الأوروبية لا تزال موجودة بشكل سليم في المتاحف الأوروبية حالياً، ولا يستطيع أحد إنكارها.
والملك إدوارد من أحفاده المعروفين: جورج واشنطن، جيفرسون, وروزفلين، وجميعهم حكموا أمريكا، وأيضاً تشارلز داروين، والروائية جين أوستن.. وهناك احتمال واحد يمكن أن يثبت ادعاء (بروك شيلدز)، هو أن تكون إحدى جداتها (عشيقة) للملك إدوارد.
الجمل: قسم الترجمة
المصدر: ياهو نيوز
الكاتب: مات كريتسون
إضافة تعليق جديد