تحديات اندماج الخريجين الشباب في قطاع العمل

06-08-2009

تحديات اندماج الخريجين الشباب في قطاع العمل

بإشراف هيئة تخطيط الدولة ووزارة الاقتصاد والتجارة وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، وسيدات أعمال سورية، عقد في دمشق على مدار يومين 28و29 /7/2009، ملتقى المرأة الثالث في إدارة الأعمال الاقتصادي. وقدم الباحث الاقتصادي أيهم أسد ورقة عمل بعنوان (تحديات اندماج الخريجين الشباب في قطاع العمل). ونظراً لأهميتها سنقوم بعرض محتواها.
فقد تضمنت الورقة مجموعة من المحاور كان أولها: تحديات الخريجين الشباب في سوق العمل/الهيكل العام. وقد صنف الباحث هيكل التحديات على الشكل التالي
أ- تحديات اقتصادية: 1- انخفاض مستويات الأجور في القطاعين العام والخاص. 2- ارتفاع تكاليف التأهيل والتدريب لدخول سوق العمل. 3- ضيق السوق المحلية ومحدودية توليد فرص العمل.
ب - تحديات نفسية واجتماعية 1- أثر تناقض الاختصاص/المهنة. 2 - تسلط وفردانية رب العمل. 3- سوء تقييم السوق للشهادة.
ج- تحديات قانونية: 1- عدم وجود عقود عمل موحدة. 2- توقيع استقالات وتعهدات مسبقة. 3- ضعف تطبيق قانون العمل.
د- تحديات تنظيمية: 1- انعدام قاعدة بيانات لسوق العمل والمعلومات المتعلقة بها. 2- عدم وجود مؤسسات وسيطة بين الخريج وسوق العمل. 3- الدور الضعيف للتنظيمات النقابية في حماية العمال.
وقسم الباحث العوامل المؤثرة في منظومة التعليم العالي إلى أربع عوامل أساسية هي:منظومة الاقتصاد، ومنظومة القوانين والتشريعات، ومنظومة البنية التحتية، ومنظومة البحث. وحددت الورقة أهم خصائص منظومة التعليم العالي وما بعده. المنظومة التي من أهمها سيطرة أسلوب التلقين على طرق التدريس، وتحول الطالب إلى نموذج الطالب المتلقي، أو نموذج المصرف الكمي للمعلومات، مما دفن المبادرة والإبداع، إضافة إلى ما تعانيه تلك المقررات من تقادم علمي معرفي، وتكريسها أفكاراً علمية ماضوية، لا تتناسب مع الحداثة العلمية. إضافة إلى غياب مفهوم وممارسة (الحرية الأكاديمية) في الجامعات، والمستندة أساساً على التتبع المنهجي للحقيقة والمعرفة والتعامل معها دون قيد أو شرط من أي سلطة خارجية و غياب مفهوم (الاستقصاء) العلمي القائم على استمرارية تتبع ورصد الحقائق العلمية النظرية والميدانية، وابتعاد الجامعة عن الحراك الاجتماعي من الناحيتين البحثية النظرية والتطبيقية، مما قلل التغذية المعرفية الراجعة للجامعة عن المجتمع وعزلها عن مشكلاته وتغيراته، وضعف ترابط الجامعة مع مراكز الأبحاث والدراسات والمؤسسات الاقتصادية، مما قلل وأضعف من تبادل الخبرات العلمية و ضعف تعليم اللغات الحية والمعلوماتية للطلاب. يترافق ذلك، من وجهة نظر الورقة، مع ارتفاع عبء الطلاب بالنسبة للأستاذ الجامعي مما يضعف التواصل والتفاعل مع الطلاب وضعف الإنفاق على تمويل البحث العلمي والنظري. إذ لا يتجاوز ما تنفقه سورية على البحث العلمي والتطوير 0.18% من الناتج المحلي الإجمالي.
فيما شخصت الورقة منظومة العمل بأنها تتميز بالخصائص التالية:
قطاع صناعي خاص صغير ومتناهي الصغر، تشكل منشآته التي تشغل أقل من 10 عمال نحو 90%، وهذا النوع من المنشآت لا يطلب قوة عمل متعلمة، وفي حال طلب ذلك فهو لا يقيم علاقة بين شهادة العامل وأجره. ووجود اقتصاد هامشي كبير نسبياً يقدر حجمه ما بين 40% إلى 50% من حجم الاقتصاد. وعدم وجود شبكات حماية اجتماعية وضمان اجتماعي فعالة، ضعف العلاقة التمويلية بين الجهاز المصرفي والقطاع الخاص الإنتاجي. إذ لا تتجاوز نسبة ما يحصل عليه القطاع الخاص الصناعي من الإقراض المصرفي حاجز الـ6%، في حين تحصل الأنشطة التجارية على نحو 55% من حجم الإقراض. تركز الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاعات محددة. قطاع عام إداري وإنتاجي مترهل، تسيطر عليه البيروقراطية والروتين التنظيمي. ضعف المرونة التفاوضية بين رب العمل والعامل، وضعف دور نقابات العمال في الدفاع عن حقوق ومصالح العمال، مقابل قدرة أرباب العمل على التحكم بهم. سوق عمل تقليدية من حيث بنية الإنتاج والإدارة، لا تحفز منظومة التعليم العالي على توليد خريجين للعمل فيها.
وكشفت الورقة أن عدد خريجي منظومة التعليم العالي من عام 1997 إلى عام 2007 يصل بشكل وسطي سنوي إلى نحو 43 ألف خريج لا تمتص السوق سوى 60% منهم. إضافة إلى الخريجين المتعطلين خلال سنوات (1997/2007) شكلوا بالمتوسط نحو 12% من مجمل المتعطلين. كما أن هناك زيادة مستمرة في عدد ونسبة الخريجين المتعطلين، مما يدل على عدم قدرة السوق على استيعاب الخريجين الجدد. واستناداً إلى ذلك تطرح الورقة السؤل التالي: لماذا يزداد عدد الخريجين المتعطلين رغم موجة الإصلاح الاقتصادي؟ وما يلاحظه الباحث أيضاً أن هناك تركزاً واضحاً لعمل الخريجين في قطاع الخدمات بجميع أنواعه، مما يحرم قطاعات الاقتصاد الحقيقي اليد العاملة المتعلمة.
معلومات هامة جداً أوردها الباحث أيهم أسد تستحق الاهتمام، وما أوردناه كان غيضاً من فيض. ولابد أن تكون لنا وقفة ثانية مع المؤشرات التي أوردها.

سامي أبوعاصي

المصدر: النور

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...