تحذير من كذبة نيسان
في الأول من نيسان نقف مع اسلوب أصبح تقليداً سنوياً ينتظره البعض لعمل مقالب بالأصدقاء والجيران والأقارب...
وقد مارس كذبة نيسان أغلب الشعوب منذ القدم ولاتزال تمارس حتى الآن فبعضهم يعتبرها مزجة بريئة أو من باب الفكاهة المسلية، الغاية منها الضحك والمرح واللعب بأعصاب الآخرين ولكن كثيراً ماتصبح هذه الكذبة ثقيلة عندما نستخدمها بطريقة خاطئة ونسيء استعمالها عندها قد تؤدي الى تدمير بعض الأشخاص وتخريب البيوت.
أم فادي تقول: أنا لا أحب الأول من نيسان مع أن نيسان اجمل شهر في السنة فهذه الكذبة التي اخترعوها تسبب الكثير من المشكلات فأنا أعرف صديقة لي اتصلوا بها بالهاتف وقالوا لها إن زوجها عمل حادث سيارة وهو الآن في المستشفى فصرخت بأعلى صوتها ثم أغمي عليها وأسعفت على أثرها الى المشفى مصابة بجلطة دماغية فأي كذبة أو مزحة هذه؟!!
ہ أما السيد طارق فقال: متى كان الكذب شيئاً محبباً بالنسبة لنا ونحن نتعلم منذ نشأتنا بأن الكذب شيء معيب وإذا كان الكذب ينجي فالصدق أنجى الى ما هنالك من امور فأي عيد هذا عيد الكذب الذي اخترعوه ليشغلوا الناس بأمور تافهة..
فهناك الكثير من المشكلات التي تحدث في هذا اليوم نتيجة للمقالب التي يفعلها الناس ببعضهم فأنا اختلفت مع صديق لي وكنت أحبه وأوده كثيراً منذ اكثر من خمس سنوات نتيجة كذبة نيسان فقد قال لي هناك قرار قرأته بفصلك من الجامعة وهو موجود في لوحة الإعلانات بالكلية فهرعت مسرعاً الى الجامعة لأتأكد من صحة الموضوع فإذا بها كذبة نيسان.
الكذب في التاريخ يعود الى زمن بعيد وذلك عندما جلس ملك فرنسا شارل التاسع على العرش عام 1560 وكان في العاشرة من عمره ودام ملكه أربعة عشر عاماً حيث مات عام 1574 م وفي عهده كثرت الاضطرابات والحروب والفوضى في البلاد وذلك لأن شارل التاسع كان كاذباً.. وتاريخ الكذب يشير الى انه عام 1560 حيث كان معظم الناس غير متفقين على تقويم واحد للسنين والشهور والأيام وفي اول نيسان من كل عام كان الغربيون يحتفلون بعيد رأس السنة ويتبادلون الهدايا والتهاني وماكان من شارل التاسع إلا أن أصدر مرسوماً ملكياً بنقل رأس السنة الى الأول من كانون الثاني وكان الذين أيدوا التغيير يرسلون في اول نيسان الى معارفهم هدايا كاذبة فيضعون لهم في علب جميلة قطعاً من الحلوى ممزوجة بالملح والخل أويرسلون لهم رسائل من أشخاص وهميين وكان الهدف هو إغاظة المتمسكين بالتقويم القديم ومن هنا ولدت كذبة نيسان وغزت العالم وقد أطلق عليها الفرنسيون اسم (سمكة نيسان) وقد جاء الاسم من أن الشمس في اول نيسان تخرج من برج الحوت واسمه عند الغربيين برج السمك فأطلقوا على كذبة نيسان( سمكة نيسان)..
ويقال أيضاً أنه منذ وقت بعيد وفي اليوم الاول من نيسان أعلنت احدى صحف هولندا في صفحتها الاولى أنه نظراً للرائحة الكريهة التي تنبعث من حبر الطباعة العادي فإنها ستستخدم حبراً جديداً تنبعث منه رائحة الزنبق وعلى موائد الافطار وفي كل انحاء هولندا رفع كل القراء صحفهم وقربوها الى انوفهم بطريقة الية.
واصبح مثل هذا المزاح الذي بزغ في اول نيسان متعة في هولندا وبينما يقتصر الاحتفال به في اكثر الدول على ألاعيب الاطفال نجد ان الكبار في هولندا
يقضون شهوراً طويلة وينفقون مبالغ كثيرة لابتكار مقالب وطنية في نيسان واغلب هذه المقالب تديرها الصحف والاذاعات ومحطات التلفزة فلدى رؤساء تحرير الصحف والمجلات الهولندية متعة كبيرة في خداع منافسيهم واكبر لعبة دبرتها صحيفة يومية في امستردام هي قصة قرد يتكلم عن طريق استخدام جهاز ميكانيكي اسمه (جاور يزويتور) يقوم بترجمة نبضات حنجرة القرد الى كلمات بشرية مفهومة وعندها ذهب آلاف البشر الى حديقة الحيوانات ليشاهدوا هذا القرد المتكلم.
وفي الختام نقول: علينا جميعاً ان نستخدم كذبة نيسان بلطف ومودة و أن تكون كذبة خفيفة بحيث لاتؤذي الآخرين.
سهام رمضان
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد