تخوف إسرائيلي من نوايا الأسد
تبقي إسرائيل على مستوى استنفار عال في صفوف قواتها عند الحدود مع سوريا، لمواجهة تبدل في الوضع الهادئ للحدود عند هضبة الجولان المحتلة، وسط سجال داخلي حول مدى احتمال الانزلاق إلى حرب مع دمشق.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد قال لصحيفة الأنباء الكويتية ان سوريا تتوقع عدوانا إسرائيليا في أي وقت... ويجب ان نبقى مستعدين دائما مضيفا الشيء الطبيعي ان تتوقع ان لم يكن هناك سلام، ربما تأتي الحرب. فحالة اللاحرب واللاسلم تعني إما حربا وإما سلما، لذلك بدأنا بالاستعداد ضمن إمكاناتنا .
ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر أمني، ان الجيش الإسرائيلي في هضبة الجولان ما زال في حالة تأهب منذ انتهاء الحرب على لبنان. أضاف ان وزير الدفاع عمير بيرتس طالب القوات المنتشرة في الهضبة، خلال زيارته للجولان يوم الخميس الماضي، بالبقاء في حالة تأهب.
ورأت مصادر أمنية إسرائيلية أن هناك جهات متطرفة حول الأسد قد تستغل أقواله لتنفيذ هجمات على طول الحدود مع إسرائيل عند هضبة الجولان . وذكرت يديعوت أحرونوت أن الجيش الإسرائيلي يحافظ على مستوى استنفار عال في صفوف قواته عند الحدود مع سوريا، مشيرة الى ان قيادة الجبهة الشمالية للجيش الإسرائيلي تتابع بقلق نشاطات التنظيم الشعبي لتحرير الجولان الذي افادت الصحيفة أنه تنظيم جديد نشأ في سوريا خلال الأسابيع الأخيرة.
وتتخوف المصادر الأمنية الإسرائيلية من أن تنفيذ هجوم كبير واحد ضد أهداف إسرائيلية عند الحدود قد يقود إلى تصعيد من شأنه أن يتطور إلى حد مواجهة عسكرية بين إسرائيل وسوريا، وهو ما لا تريده إسرائيل . وذكرت يديعوت ان المستوى السياسي في إسرائيل أمر أجهزة الاستخبارات باستخدام كل طاقاتها لمعرفة النوايا الحقيقية للأسد.
وأفادت صحيفة معاريف أن التقديرات في الجيش
الإسرائيلي تشير إلى أن الرئيس السوري لا يريد الحرب ولا يعتزم المبادرة إليها . غير انها نقلت عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى تحذيرها من أنه ربما يعتقد الأسد أن إسرائيل خرجت ضعيفة من حرب لبنان ويشعر بأن أمامه فرصة لاستغلال هذا الضعف .
وأشار مصدر رفيع المستوى في الجيش الإسرائيلي إلى أن من شأن الجيش السوري أن يشكل تحديا للجيش الإسرائيلي خصوصا على ضوء امتلاكه صواريخ بعيدة المدى، قد تضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وقذائف مضادة للمدرعات... والجيش السوري ليس جيشا صدئا .
من جهته، كتب المراسل العسكري ل معاريف عمير رافبورات أن احتمال نشوب حرب مع سوريا وارد لكن الحديث ليس عن مواجهة لا يمكن منعها وذلك لأن السوريين وأيضا الإسرائيليين لا يرغبون باندلاع مواجهة كهذه . اضاف رافبورات، المقرب من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، أن أمرا واحدا يكاد يكون واضحا وهو أنه ما كان في مقابل سوريا طوال أكثر من 30 عاما، منذ حرب يوم الغفران (1973)، أي حدود هادئة تماما بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان، لم يعد على حاله كما كان .
وأشار إلى أن إسرائيل وسوريا تنشران قوات معززة ومتأهبة على جانبي الحدود في الجولان منذ اندلاع الحرب على لبنان في 12 تموز الماضي. أضاف أن سوريا قد تلجأ إلى تسخين الجبهة من خلال قيام خلايا إرهابية بتنفيذ هجمات ضد دوريات عسكرية إسرائيلية عند الحدود في الجولان أو من خلال إعادة تسخين الجبهة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان. وتابع أن التوتر عند الحدود بين سوريا وإسرائيل قد يؤدي إلى سلام مع سوريا وثمنه معروف مسبقا وهو انسحاب إسرائيلي كامل حتى آخر متر من هضبة الجولان، وهذا تطور لا يمكن استبعاده بشكل كامل .
وقال رئيس الطاقم الأمني السياسي في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، وهو جنرال متقاعد، ينبغي أخذ كلام الاسد على محمل الجد مضيفا يجب درس تصريحات مسؤول تغلب عليها لهجة التهديد بتأن، فلتصريحات الأسد أهمية بالغة على المدى البعيد، ولكن لا تغيير في الوضع الأمني حاليا، ولا تحذير لرفع حالة التأهب ولا تهديد محددا . وتابع لا يوجد أي خطر على من يزور الجولان للسياحة .
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر أمني كبير قوله على إسرائيل أن تدرس تهديدات الأسد بحذر، حتى لو كانت إيحائية معتبرا إن الأسد يتحدث من فترة إلى أخرى عن الحاجة للسلام، ولكن توجهه على المدى الطويل ليس للسلام . وقال مصدر أمني آخر إنه لا يوجد لدى إسرائيل نوايا عدوانية ضد سوريا، ولا يوجد أي أساس لخشية الأسد .
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى إنه ينبغي ألا نرى في تصريحات الرئيس السوري عن استعداد بلاده لهجوم إسرائيلي، تهديدا حقيقيا لكن يتعين عدم الاستخفاف بها في الوقت نفسه. أضافت ان الأساس لتلك التصريحات الأخيرة للأسد هو الضغط الدولي الذي يتعرض له، وتقول التقديرات إن الأسد يخشى من نتائج تحقيق الأمم المتحدة في قضية اغتيال (الرئيس رفيق) الحريري .
من جهتها، رأت مصادر أمنية إسرائيلية أن الرئيس السوري تحدث بلهجة قتالية... على أمل تخويف الإدارة الأميركية ودفع الولايات المتحدة إلى تجديد الحوار مع سوريا لمنع التصعيد معتبرة أن الأسد خائب الأمل كون تصريحاته حول السلام التي أطلقها مؤخرا لم تليّن العدائية الأميركية حياله .
أما وزير الخارجية السابق سيلفان شالوم من الليكود، فقال ان على إسرائيل ان تعمل على المستوى الدولي لمحاولة خفض التوتر المتزايد مع سوريا مضيفا إذا كان الأسد جديا في نواياه حيال السلام، عليه أن يغلق أولا مكاتب التنظيمات الإرهابية في دمشق ومعسكرات التدريب التابعة لها . وتابع على إسرائيل الاستعداد بصورة جدية لتهديدات الحرب لكي لا تفاجأ .
من جهته، قال رئيس حزب ميرتس اليساري يوسي بيلين إن القرار بعدم التنازل عن هضبة الجولان هو تفويت فرصة فظيع ويفتقر إلى المسؤولية السياسية مضيفا أن إغلاق مكاتب المنظمات الإرهابية في دمشق لا يتوجب أن يكون شرطا لمحادثات بل نتيجة لها .
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد