توابل الشهية
من المعروف تاريخياً أن التوابل (البهارات) كانت وراء وصول الاستعمار إلى آسيا، فقد كانت في الزمن الغابر تباع بسعر الذهب، بل كانت أثمن منه وأندر، ورحلة ماجلان الشهيرة ومن بعدها رحلة كريستوف كولومبس، لم يكن الدافع إليهما يمت إلى العلم بصلة، بل كانت غايتهما اكتشاف أقصر الممرات إلى بلاد الشمس الساطعة ليملأ البحارة سفنهم بمنتجات الشرق ويبيعونها في بلادهم بأبهظ الأسعار.
اليوم فقدت التوابل قيمتها في سوق الذهب، بل باتت تباع بسعر التراب، كما يقال، غير أنها لم تفقد مكانتها على الموائد، فهي تضفي على المآكل نكهة طيبة وشذى مثيراً للشهية، وفيما يلي أهم التوابل المثيرة للشهية:
> الفلفل، الذي يتربع على رأس التوابل التي يقبل عليها الناس، فتناوله بكمية قليلة يعتبر مشهياً ومحرضاً للمعدة على الهضم الجيد، لاحتوائه على زيت يعرف باسم البيبيرين، الذي يثير البانكرياس على طرح المزيد من عصاراته المشجعة على الهضم.
> كبش القرنفل، الذي يهدئ المعدة، ويقلل من نفخة البطن بمنع تشكل الغازات فيه، كما يشفي من الإسهال، ويحد من حدوث الحازوقة. وغني عن التعريف ما لكبش القرنفل من ميزة في تسكين آلام الأسنان، فوضعه على السن الهائج يخمد من ثورته ويجعل صاحبه ينام ليلته ريثما يذهب إلى الطبيب في اليوم التالي.
> الخردل، على كل من يشكو من بطء في عملية الهضم أن يستعين بالخردل، فهو عامل منشط له، كما أنه يحرض على طرح المزيد من اللعاب في الفم من أجل تسهيل عملية المضغ، ولدى وصول الخردل إلى المعدة، فإنه يزيد من مفرزاتها ويشد من أزرها في إتمام وظيفتها. والخردل معقم ممتاز، من هنا استعماله في إبطال التسمم الذي تسببه الأطعمة الفاسدة.
> الزعفران، كثيرون يظنون أن إضافة الزعفران إلى أطباق الطعام هو بهدف تحسين نكهتها وإعطائها منظراً بهياً فقط، ولكن الحقيقة أن الزعفران يتمتع بخواص أكثر من ذلك، إذ إنه يسهل من هضم الأطعمة، ويستعمل الساخن منه من أجل تهدئة آلام المعدة، كما ينفع عند الأطفال في تخفيف آلام اللثة عند بدء التسنين. ويستعمل الزعفران عند النساء اللواتي يعانين من شح في الطمث من أجل إكثار تسهيل تدفق دم الدورة الشهرية.
> القرفة، وهي تحتوي على زيت أساسي يعتبر العامل الرئيس المقوي والمنشط للدورة الدموية والتنفس، كما أنه مدر للإفرازات الهضمية التي تسهل عملية الهضم. وتستخدم القرفة في طرد الغازات البطنية المزعجة. ولا غرابة في ان يعتبرها علماء التغذية في فرنسا صديقة الجهاز الهضمي.
> جوزة الطيب، التي تتمتع بصفتين أساسيتين: الأولى أنها تحرض عملية الهضم، نظراً الى ما تحتويه من زيت أساسي يلعب دوره في ذلك. والثانية، أن مسحوقها نافع في علاج عسر الهضم والحازوقة والغثيان الصباحي. وطبعاً يجب الحذر من استعمال كميات كبيرة من جوزة الطيب، لأنها تسبب الأذى لصاحبها.
> حب العرعر، الذي يملك جملة من الفوائد، فهو يستعمل لعلاج رائحة الفم الكريهة، ويخفف منقوع حب العرعر من العبء الثقيل على المعدة، كما يساهم في التخلص من ريح البطن، وفي علاج الشهقة.
> الزنجبيل، وهو مفيد في طرد الغازات البطنية، وفي علاج سوء الهضم. ويتمتع الزنجبيل بأنه يمنح الإحساس بالدفء والحرارة، لهذا ينصح به في الطقس البارد.
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد