توزيع أسئلة الإنكليزي محلولة على طلاب الحقوق وإعادة سحبها
يمكن أن يكون الإهمال مقبولاً في بعض الحالات وضمن نسب منطقية لكن أن يصل الاستهتار والإهمال وعدم المبالاة بأستاذ المادة وبالمعنيين في امتحانات كلية الحقوق في جامعة دمشق إلى درجة توزيع أسئلة الامتحان محلولة على الطلاب لمادة اللغة الإنكليزية للسنة الرابعة فهذا يخرج عن إطار الإهمال المألوف ليرتقي إلى مستوى الفضيحة.
مجريات القصة بدقة متناهية أن رئيس القاعة في مدرج البيولوجيا الأول ومعه 17 مراقباً في قاعة تضم 13 طالباً قاموا بتوزيع أسئلة الامتحان لمادة اللغة الإنكليزية للسنة الرابعة والأسئلة مربوطة مع ورقة الإجابة (مؤتمتة) وبعد نصف ساعة من بدء الامتحان يكتشف أحد الطلاب أن ورقة الأسئلة مكتوب عليها تاريخ الامتحان باللغة الإنكليزية 22/8/2011 وتحت هذه العبارة مكتوب بخط اليد 15 /1/2012 واليوم الذي يجري فيه امتحان المادة هو 13/7/2016 ويوجد خط تحت الإجابات الصحيحة على كامل الأسئلة ويطلب من الدكتور رئيس القاعة استفساراً حول الموضوع ويأخذ الدكتور من الطالب ورقة الإجابة والأسئلة المربوطة فيها ويراجع أمينة المركز ليعود ويسحب جميع الأوراق من الطلاب ويعيد توزيع أوراق الأسئلة العادية وهي ذات الأسئلة التي تم سحبها لكن بتاريخ 13/7/2016 ودون أي حل. ويؤكد الطلاب أن عملية سحب الأسئلة المحلولة وإعادة توزيع الأسئلة غير المحلولة تمت بهدوء وتم منحهم وقتاً إضافياً نصف ساعة لتعويض الوقت الذي قضوه في نقل الحل للأسئلة المحلولة إلى ورقات الإجابة.
هذه الحادثة تترك عشرات الإشارات على مستوى الاستهتار في أداء الامتحانات بالدرجة الأولى وعلى الجدية في وضع الأسئلة لأن أسئلة الدورة الإضافية لعام 2011 تتكرر ذاتها بالرقم والجواب حرفياً في عام 2012 وفي 2016 هذا يشير إلى استسهال غير مبرر من قبل أستاذ المادة في كلية الحقوق. وفي المقلب الآخر يتساءل الطلاب: لنفترض أن هذا الطالب لم يكتشف هذه الواقعة لكانت قد طبقت عليه وعلى زملائه كل القوانين وطردوا من الجامعة لأنهم جاؤوا بأسئلة محلولة وضبطت مع ورقة الإجابة وركبت عليهم آلاف التهم ولن تجد لهم شفيعاً ويصبح الجميع حريصين على سلامة الامتحانات وعلى مستوى الشهادة السورية وما إلى هنالك من عبارات كثيراً ما نسمعها. من باب الأمانة الصحفية تواصلنا مع الدكتور ماهر ملندي عميد كلية الحقوق الذي أكد صحة الحادثة وأنهم قاموا بمعالجة الموضوع فوراً وسحب الأوراق وتوزيع أوراق الأسئلة من جديد ومنح الطلاب وقتاً إضافياً يعادل الوقت الذي ضاع عليهم وأكد فتح تحقيق فوري بهذه الحادثة لمعرفة السبب في ذلك ومحاسبة كل من يظهر له علاقة بهذا الموضوع. وأضاف: إن العملية الامتحانية استمرت بهدوء ومن دون أي ضجة – وهذا ما أكده الطلاب- إذاً هذه تفاصيل توزيع أسئلة اللغة الإنكليزية للسنة الرابعة محلولة على الطلاب في جامعة دمشق.
من جهتها جامعة دمشق وعلى لسان رئيس الجامعة الدكتور حسان الكردي قال إن التحقيق سيتم بهذه الحادثة وسيتم محاسبة المسؤولين عنها.
الجدير بالذكر أن أستاذ المادة هو الدكتور فاروق أبو الشامات الذي كان عضو قيادة قطرية في حزب البعث العربي الاشتراكي.
محمود الصالح
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد