جدول أعمال زيارة رئيس الأمن الخارجي البريطاني إلى إسرائيل
الجمل: تقول التسريبات الاستخبارية بأن السير جون سكارليت رئيس جهاز الأمن الخارجي البريطاني (MI-6) سيصل نهاية هذا الشهر في زيارة إلى إسرائيل سيلتقي خلالها مع الجنرال مائير دايان رئيس جهاز الأمن الخارجي الإسرائيلي (Mossad).
* خلفيات لقاء جون سكارليت – مائير دايان:
تقول المعلومات بأن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني خلال تواجدها في الأيام السابقة في العاصمة البريطانية لندن، عقدت لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون ووزير الخارجية ديفيد ميليبان، وتطرق اللقاء إلى ملفي سوريا وإيران.
وأشارت المعلومات إلى أن حوار ليفني – غوردون براون – ديفيد ميليبان قد أسفر عنه التوصل إلى ضرورة قيام رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطانية سكارليت بعقد لقاء مع الجنرال مائير دايان رئيس جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي.
* أهداف لقاء سكارليت – دايان:
كل الصحف الإسرائيلية اتفقت حول تسريب موحد ركز على أن اللقاء يهدف إلى:
• التغلب على تقرير التخمين الاستخباري السابق الذي أصدرته أجهزة المخابرات الأمريكية حول القدرات النووية الإيرانية الذي قيد حركة وحرية الإدارة الأمريكية.
• إجراء حوار استراتيجي مخابراتي إسرائيلي – بريطاني.
* الأبعاد غير المعلنة في لقاء السير جون سكارليت – الجنرال مائير دايان:
خلال المراحل السابقة وبرغم الخلافات السياسية القوية على خط تل أبيب – لندن، فقد تميزت العلاقات "الخاصة" على هذا الخط بـ"البرود الإنجليزي" الذي فرضه البريطانيون حفاظاً على علاقاتهم ومصالحهم مع الدول العربية، ولكن، بعد مجيء طوني بلير وصعود نفوذ السياسة الأمريكية على السياسة البريطانية، الذي ترتب عليه تبعية قرار "داونينغ ستريت" البريطاني لقرار "البيت الأبيض" الأمريكي، كان واضحاً أن هذه التبعية لن تكون حصراً في مجال السياسة الخارجية، وقد كشفت المعلومات والتسريبات البريطانية عن تسريب لم تنتبه إليه التحليلات السياسية العربية، وهو قيام الحكومة البريطانية بإصدار التعليمات بحذف اسم إسرائيل من التقرير الذي أعدته أجهزة المخابرات البريطانية حول حرب العراق (وهو التقرير الذي لعب فيه سكارليت دوراً كبيراً لجهة تزوير وفبركة الحقائق والوقائع والمعلومات بما يخدم توجهات حليف بوش رئيس الوزراء السابق طوني بلير، وقد قوبل هذا التقرير بعاصفة من الانتقادات والاحتجاجات التي شككت في مصداقيته). وتقول التسريبات بأن تعليمات الحكومة البريطانية هذه كانت بناءً على توصية تم رفعها بواسطة رئيس جهاز المخابرات الخارجية البريطانية وتحديداً السير جون سكارليت الذي سيزور إسرائيل نهاية هذا الشهر، وإذا عرف السبب بطل العجب، فالسير سكارليت وثيق الصلة بجماعات اللوبي الإسرائيلي البريطاني الناشطة حالياً في أروقة مجلس العموم البريطاني، ومجلس الوزراء البريطاني، وتمارس دوراً ملموساً في دفع الحكومة البريطانية من أجل انتهاج سياسة خارجية بريطانية شرق أوسطية متحيزة تجري على نسق نموذج السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية. إضافة لذلك، تقول التسريبات البريطانية بأن السير جون سكارليت متورط في عملية الاغتيال الغامضة التي تعرض لها الخبير النووي البريطاني ديفيد كيلي الذي كان يعرف الكثير عن المعلومات المفبركة بواسطة المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية حول موضوع أسلحة الدمار الشامل، ومحاولة استخدام هذه الأجهزة لأحد القنوات السرية الإيطالية من أجل فبركة دليل مزور عن حصول العراق على اليورانيوم والمواد والعتاد النووي. كذلك تقول التسريبات بأن السير سكارليت قد لعب دوراً بارزاً في لفلفة التحقيق حول مقتل الخبير النووي البريطاني كيلي، بما أدى إلى إغلاق ملف التحقيق الرسمي بسرعة باعتبار أن الوفاة حصلت بسبب انتحار ديفيد كيلي. كذلك تجدر الإشارة إلى أن حزب المحافظين البريطاني قد رفض بشدة في البرلمان ومجلس الوزراء معارضاً تعيين السير سكارليت رئيساً لجهاز الأمن الخارجي البريطاني باعتباره شخصاً غير مناسب وغير مؤهل بالكامل لتولي هذا المنصب الفائق الحساسية.
* أجندة الحوار الاستراتيجي المخابراتي الإسرائيلي – البريطاني:
حوار وتفاهم السير سكارليت – الجنرال دايان، معناه الاتفاق حول كيفية التعاون والتنسيق بين جهازي الأمن الخارجي البريطاني والإسرائيلي في مجالات الأمن الخارجي. وما هو أهم يتمثل في التفاهم حول تعزيز التطابق والانسجام في مجالات "المذهبية العسكرية"، ففي بريطانيا يركزون على عملية جمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها، واستنتاج التخمينات، أما في إسرائيل فإن المذهبية تعتمد على عملية ازدواج المعايير بحيث نجد أن الأجهزة الإسرائيلية تنشط في جمع المعلومات وإعداد التقارير والتخمينات ولكنها عند إعداد كل هذا فإنها تتخلى عن الحقائق والمعلومات التي قامت بجمعها، وبدلاً عن ذلك تقوم بوضع التقارير والتخمينات التي تخدم رغبات وتوجهات القيادة الإسرائيلية ونواياها العدوانية.
من الواضح وبحسب التسريبات التي أوردتها المواقع الإلكترونية أن هدف الحوار الاستراتيجي المخابراتي البريطاني – الإسرائيلي سيكون متعلقاً بالتقارير والتخمينات الاستخبارية المتعلقة بسوريا وإيران. ويشير الاستنتاج والتحليل إلى أن المطلوب إسرائيلياً في الوقت الحالي هو:
• دفع جهاز الأمن الخارجي البريطاني لإعداد تقارير وتخمينات استخبارية حول سوريا وإيران تكون أكثر انسجاماً وتطابقاً مع تقارير وتخمينات الموساد الإسرائيلي المتعلقة بسوريا وإيران.
• إعطاء التقارير والتخمينات والمعلومات الاستخبارية الإسرائيلية -المفبركة- مصداقية أكبر في واشنطن.
• استخدام المخابرات البريطانية كوسيلة للالتفاف على أجهزة المخابرات الأمريكية. بكلمات أخرى، بحيث لا يكون أمام الأمريكيين أي مجال لرفض المعلومات الإسرائيلية طالما أن نفس المعلومات تأتيهم من حليفتهم بريطانيا عبر نافذة علاقات عبر الأطلنطي.
• التنسيق بين الموساد وجهاز الإم آي 6 البريطاني لن يكون حصراً في المواضيع المتعلقة بسوريا وإيران، وإنما سيمتد إلى بقية مناطق الشرقين الأوسط والأدنى وآسيا الوسطى وشبه القارة الهندية وروسيا وشرق أوروبا.
على المدى القصير، فإن أولى مهام جهاز الأمن الخارجي البريطاني هي مساندة الموساد عن طريق إعداد تقارير وتخمينات استخبارية بريطانية تنسجم مع التقارير والتخمينات الاستخبارية الإسرائيلية المفبركة المتعلقة بسوريا وإيران، وذلك، بما يؤدي إلى تقويض مصداقية تقرير المخابرات الأمريكية الأخير حول القدرات النووية الإيرانية ويعزز المزاعم الإسرائيلية – الأمريكية الأخيرة حول سوريا. هذا، ويعتبر هذا التعاون خطوة مخابراتية باتجاه عملية صنع واتخاذ القرار السياسي الذي قد يترتب عليه استهداف سوريا وإيران، إما بإشعال المواجهة مع سوريا وإيران أو بضرب إيران وفرض العقوبات على سوريا.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد