جمعة «الكلب الأخضر عضني»: كيف تفبرك تظاهرة في المريخ؟

21-01-2012

جمعة «الكلب الأخضر عضني»: كيف تفبرك تظاهرة في المريخ؟

كيف تفبرك تظاهرة أو مشهداً؟ وكيف تنسب مكاناً لآخر؟ وكيف تؤكد بورقة مكتوبة بخط اليد وقوفك الوهمي أمام تظاهرة عابرة من هنا، أو مشهد قتل وتدمير من هناك؟ «جمعة الكلب الأخضر عضني» تفسر كل الحكاية.
إنه فيلم صغير على موقع «يوتيوب»، يشرح بالتفصيل كيفية تحضير ورقة مكتوبة لوضعها من ضمن مشهد معين، كالمشاهد التي تغزو محطات التلفزة العربية لاعتصامات ليلية ونهارية من سوريا. مقدم الفيلم القصير لا نسمع الا لكنته الشامية، ينفذ بالتفصيل خطوات محددة تؤدي الغرض: اظهار بطاقة مكتوب عليها «جمعة الكلب الأخضر عضني» مرفقة بالتاريخ المحدد على خلفية مختارة محددة: تظاهرة!
المطلوب، يشرح الصوت، خلفية خضراء، وقلم وورقة، وهاتف خلوي، نكتب العبارة المطلوبة على الورقة، نضعها أمام الخلفية الخضراء - وهي في الفيلم من ورق الكرتون الملون - ونصورها، مع مراعاة حركة اليد التي تمتد وتسحب مرات عدة، تماماً كتلك التي تظهر في الأفلام المصورة المنقولة ـ على ذمة الناقل - من الداخل السوري، من تظاهرات، لا يمكن بعد مشاهدة الفيلم المذكور من الوثوق بصحتها!
الصورة أخذت، لورقة محمولة بيد كاتبها، مؤرخة بتاريخ 3/3/2022، نراها بعد حين توضع على تظاهرات حدثت مؤخراً في «وول ستريت» في مدينة نيويورك، في مشاهد مأخوذة من قناة «اون تي في» المصرية. «جمعة الكلب الأخضر عضني» باتت أميركية، لا تمت للشارع السوري بصلة، وبالتالي يمكن إسقاطها على تظاهرة في الموزمبيق، أو استبدال الكلمات المكتوبة أو المشهد ككل بسواه. قد يقول بأن التظاهرة تجري في أحد شوارع المريخ مثلاً.. من يمنع الكاتب من الفبركة التي تناسب هواه؟
يختتم الفيلم بعبارة مكتوبة تقول ان من نفذه لم يشرح كيفية فصل اليد عن الخلفية، كي لا تستخدم هذه التقنية لأغراض أخرى، ويعتبر ان هذا الفيديو يوضـح فكرة محددة، مفادها أنه «يمكن عمل أي شيء من خلال الخلفية الخضراء»، كاختلاق مشهد أو عبارة مضللة، ما الفرق طالما أن النتيجة واحدة؟
الإعلام المتهم بالفبركة، يملك تقنيات حديثة لا يعرف المواطن البسيط مدى خطورتها، يصدق بكل براءة مشهداً يمر على الشاشة أمامه، يتلقفه، ولا يميز كونه مركباً أم مفبركاً، ولا يعنيه مدى خطورة الأمر، حين تأخذه العاطفة متأثرا بدم شهيد أو بكاء ثكلى.
الإعلام قادر على ابتكار المعجزات، كأن يخترع حدثاً في مكان، أو أن يطمس كارثة في مكان آخر، تماما كما تفعل قناة «الجزيرة» المتهم الأول في الفبركة، التي يقدم فيلم «الكلب الأخضر» نفسه على أساس أنه برعايتها. ذلك أن تحوير وتوجيه الثورات العربية، التي انطلقت باسم الديموقراطية والحرية، سوّق لها «محارب» من نوع آخر، مجهز بسلاح المصالح السياسية والتقنيات و«الرأي والرأي الآخر».
الفبركة جزء من معركة الإعلام في سوريا اليوم، وهو سلاح لا يلقى رادعاً رسميا أو خاصاً يقابله في القوة حتى اليوم!
رابط فيلم «جمعة الكلب الأخضر عضني» على موقع «يوتيوب»:
http://www.youtube.com/watch?v=QAEoa9a1c2U

دينا أبي صعب

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...