جولة الصحافة الأمريكية اليوم
يستحوذ الشأن العراقي على اهتمام الصحف الأميركية اليوم الأحد التي تحدثت عن غياب القيادة والصراحة من البيت الأبيض الأمر الذي يجعل من الدرب في العراق طويلا، كما تناولت التصويت في مجلس النواب الذي جاء لصالح سياسات بوش في العراق، معرجة على دعم النساء الصوماليات للمحاكم الإسلامية.
تحت عنوان "درب طويل في العراق" تقول صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحيتها إن الرئيس الأميركي جورج بوش والكونغرس الجمهوري انشغل في الأمور الحزبية بدلا من الانخراط في جدل جاد إزاء مستقبل أميركا في العراق.
وقالت إنه رغم كل ما صمم في الأسبوع الأخير من صور لأخبار التقدم في العراق، فإن شيئا لن يمحو الصورة الفعلية والأكثر شمولية للتوجهات المشكوك فيها.
وأخذت الصحيفة تضرب بعض الأمثلة التي تفند تلك الصور المزخرفة، منها الحديث عن تسليم العراق زمام الأمن في وقت تعج فيه المدن بالمليشيات الطائفية وفرق الموت التي ربما عاجلا تشعل حربا أهلية بدلا من إخمادها.
وقالت الصحيفة إن وزير الداخلية يمكنه القيام بمهمته إذا ما تسلح بقوة سياسية لا تخضع لأحزاب تنضوي تحت راية المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بالعراق التي تدير بعض المليشيات.
واستشهدت الصحيفة أيضا بمستوى العنف الطائفي الذي سجل خمس حوادث عام 2003 ثم عشر حوادث عام 2004 وارتفعت إلى 20 عام 2005 حتى وصلت ذروتها الشهر المضي بتسجيل 250 حادثة.
وعرجت كذلك الصحيفة على الشلل التام الذي أصاب جهود إعادة الإعمار بسبب حالة عدم الاستقرار الأمني فضلا عن عدم كفاءة الطاقة الكهرائية وما يعتريها من انقطاعات متواصلة وتراجع الإنتاج النفطي إلى مستويات محبطة.
وقالت الصحيفة إن الادعاء بأن الأمور تسري على ما يرام لا يجعلها كذلك، مشيرا إلى أن لدى أميركا خيارات إستراتيجية غاية في التعقيد تتعدى تحديد موعد للانسحاب من العراق.
وخلصت إلى أن مأساة العراق الحقيقية لا تكمن فقط في مقتل الآلاف من العراقيين والأميركيين أو العار الذي جلبته فضائح أبو غريب وحديثة، بل تكمن في غياب القيادة والصراحة من البيت الأبيض، مشيرة إلى أن الـ130 ألف أميركي يمضون سنتهم الرابعة ضمن مهمة خطرة وغير محددة وتفتقر إلى خطة عملية لتحقيق النجاح.
وفي موضوع ذي صلة ذكرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن الجمهوريين في مجلس النواب حصلوا على تخويل يدعم سياسات الرئيس الأميركي جورج بوش في العراق.
وكان الديمقراطيون وصفوا عملية التصويت بأنها تمثيلية تخدم الجانب الدعائي للحزب قبيل الانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
أما الجمهوريون الذين حصلوا على 256 صوتا مقابل 153 فقط لصالح الديمقراطيين، فقد وصفوا التصويت الذي أجري يوم الجمعة بأنه رفض صارخ لما وصفوه بـ"الفرار" من العراق.
ونقلت الصحيفة عن رئيس مجلس النواب دينيس هاستيرت قوله "اليوم صوت الممثلون لصالح الحرية"، مضيفا "لقد سررنا بأن 42 ديمقراطيا تحدوا قيادتهم ووقفوا إلى جانب الجمهوريين لدعم جنودنا ومهمتهم في حربهم الكونية على الإرهاب".
وفي الشأن الصومالي سلطت صحيفة واشنطن بوست في تقريرها الضوء على الدعم الذي قدمته الصوماليات للمحاكم الإسلامية.
وقالت الصحيفة إن وباء العنف الجنسي الذي تعرضت له النساء والفتيات على مدى أكثر من 15 عاما من الانفلات الأمني بالصومال كان أحد العوامل الجوهرية لترسيخ مناهضة أمراء الحرب، وفقا للمواطنين.
وحظي مسلحو المحاكم الإسلامية الذين دحروا أمراء الحرب بدعم الجمهور، كقوة رادعة وورعة بقدر يؤهلها لتأمين حياة الفتيات.
ونقلت الصحيفة عن خديجة علي (47 عاما) المؤسسة لجماعة حقوق المرأة قولها إن "الصومال نجت بدعم النساء"، وأضافت أن "أولويات النساء تكمن في كبح عمليات القتل والاغتصاب والقتل في أكثر مدن العالم خطورة.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد