حزب «التحرير الإسلامي» يهاجم العالم ويدعو لإنشاء دولة الخلافة في سورية
دعا (حزب التحرير الإسلامي – ولاية الشام) المحظور إلى إقامة «حكم إسلامي» في سورية يكون «نواة لدولة الخلافة الإسلامية في بلاد الشام» معلناً رفضه قيام أي «دولة مدنية علمانية». وعقد الحزب مؤتمره العام في 27 كانون الأول الماضي في مدينة طرابلس اللبنانية استمر يوماً واحداً فقط تلاه مؤتمر صحفي لإعلان موقفه مما وصفه بـ«الثورة السورية».
وفي البيان الختامي لمؤتمره العام رأى الحزب أن «المشروع الحقيقي للأمة في الشام وفي كل البلاد الإسلامية هو مشروع واحد لا ثاني له، إلا وهو إقامة دولة الخلافة الإسلامية الراشدة في الشام أو في أي بلد من بلاد المسلمين» وأعلن «رفض الدعوة إلى الدولة المدنية» معتبراً أن المقصود منها «إبعاد الدين عن الحكم وعن تسيير الحياة»، كما رفض الدعوة إلى الديمقراطية «إذ المقصود منها أن يكون الحكم للشعب وليس للـه، والدعوة إلى تمكين المرأة والكافر من تبوؤ الحكم وهذا حرام في الإسلام».
وطالب الحزب بـ«مبايعة خليفة للمسلمين على الحكم بما أنزل اللـه يكون حاكماً للمسلمين في الشام كنواة لدولة الخلافة العائدة بإذن اللـه، والتي ستعم كل بلاد المسلمين، إن شاء اللـه تعالى. وتطبيق الإسلام كاملاً ودفعةً واحدةً من أول يومٍ تتم فيه مبايعة خليفة المسلمين».
ورفض الحزب أي مرحلة انتقالية في هذا الشأن ودعا إلى «تطبيق فوري للإسلام يأخذ بعين الاعتبار تهيئة مستلزمات تنفيذ الأحكام الشرعية المتعلقة بدولة الخلافة الإسلامية العتيدة»، وحذر من العلمانيين «من أبناء جلدتنا من المسلمين الذين تربوا على أفكار الغرب وعلى طريقة عيشه وتفكيره» وقال إنهم «باتوا أعداء للإسلام من حيث لا يدرون، خاصة بعد أن فهموا الإسلام على طريقة الغرب في فهم الدين، والذين راحوا في معمعة هذه الثورات ينافحون عن أحكام الكفر ويهاجمون الدعوة إلى تحكيم شرع اللـه ظناً منهم أن ليس في الإسلام شيء منه». كما دعا الحزب إلى «العمل فوراً على إعادة كرامة البشر، وإعادة الحقوق إلى أهلها، والاقتصاص من المجرمين بأحكام الشرع الإسلامي العادلة».
ورفض الحزب في بيانه الختامي مبادرة المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي «جملة وتفصيلاً» وطالب بـ«طرده من أرض الشام الطاهرة، فهو يعمل بوحي العمالة لأميركا؛ وماضيه أبيض عندها وأسود عند المسلمين، واعتبار كل من يجلس معه أو مع من يمثله هو خائناً للـه ولرسوله ولدينه ولقضايا المسلمين». كما أعلن أيضاً «رفض الاستعانة بالأجنبي، أياً كان هذا الأجنبي، وتدخله؛ لأنه يؤمن بأفكار الرأسمالية الكافرة والفاجرة، ولا يجوز شرعاً التحاكم إليه».
وحذر الحزب من «كل حكام العالم الإسلامي، لأنهم كلهم من غير استثناء عملاء أذناب للغرب الرأسمالي الكافر، وخاصة أولئك الذين يتظاهرون أنهم مع الثورة، فهؤلاء أذناب للغرب كغيرهم، وخطة الغرب الماكر تقضي بتوزيع الأدوار بينهم» كما حذر من «اللجوء إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي للتحاكم إليهما وإلى المنظمات المشبوهة التابعة له؛ لأنها كلها أدوات بيد الدول الغربية لاستعمار بلادنا، والتدخل في شؤوننا، وفرض قوانينِها الدولية الكافرة علينا، بل اتخاذ الذرائع لشن الحروب علينا تحت ستار مكافحة الإرهاب ومحاربة التطرف، ويعنون بذلك محاربة الإسلام والمسلمين العاملين للتغيير الحقيقي».
وحذر الحزب أيضاً من القنوات الفضائية «سواء منها الأجنبية الناطقة باللغة العربية أم العربية المأجورة التي تَعي نفاقاً أنها مع الثورة لتؤثر بها بشكل يحرفها عن وجهتها الصحيحة نحو الإسلام، وتلوثها بالعمالة لدول الغرب الماكرة». ورأى الحزب أن العالم تآمر على ما سماه «الثورة السورية» لما تتحلى به من «هوية إسلامية» ودعا المسلمين لنصرتها «إذ صار الموقف منها دليلاً على إيمان صاحبه أو نفاقه».
وفي بداية المؤتمر الصحفي، قال رئيس المكتب الإعلامي للحزب في سورية هشام البابا إن الحزب كان ينوي الاجتماع في ريف حلب «لكن صعوبة وصول وسائل الإعلام إلى هناك دفعت لعقده في طرابلس التي تحتضن الثورة السورية وتتفاعل مع الحراك السوري» وفق تعبيره.
وشن البابا حملة على من وصفهم بأنهم «حلفاء النظام السوري» فنالت روسيا والصين وإيران نصيباً وافراً من النقد والهجوم، وكذلك الولايات المتحدة الأميركية التي قال إنها عدو الشعوب العربية الأكبر، كما هاجم تركيا وبريطانيا وفرنسا وقطر والسعودية، قائلاً: إن هدف هذه الدول هو الإمساك بزمام الأمور وإجهاض ثورة بلاد الشام ومنع إقامة دولة الخلافة.
ونفى البابا وجود جناح مسلح للحزب، وزعم أن «شباب الحزب في سورية يحملون السلاح للدفاع عن أنفسهم»، ووصف بقية الجماعات المسلحة بأنها «ثورية، تحمل السلاح للدفاع عن الثورة»، زاعماً أن الحراك الشعبي مازال سلمياً وأن الثورة برمتها سلمية ولكنها مضطرة للدفاع عن نفسها بالسلاح. كما نفى إرسال الحزب مسلحين من لبنان للقتال في سورية.
وهاجم البابا بشدة ائتلاف الدوحة المعارض وقال إن السفير الأميركي بدمشق روبرت فورد «خطط هيكليته بيديه الحاقدتين ويُحركه بأوامر الشيطان الأميركي»، كما هاجم قطر والسعودية «اللتين تغدقان الأموال على هذا الائتلاف لتجعلا منه ممثلاً للشعب السوري».
وقال البابا: نحن لسنا ضد الائتلاف الوطني المعارض ولا ضد المجلس العسكري ودعوناهما لتبني مشروعنا الإسلامي فإن وافقا فعليهما الأمان وإلا فإنهم سيبقيان عملاء وأذناب للغرب والدول الإقليمية.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد