دار الفنون تعيد الحياة لفواز الساجر
مساء الخير، أو مساء فواز الساجر... إذ لا فرق بينهما، لأن ما يجمعهما واحد، وهو «الحب».
بهذه الكلمات بدأ المسرحي المتألق جمال منيّر أمسية فواز الساجر، وسط أهله وأحبابه وطلابه وطلاب طلابه في دار الفنون، التي غصت بالنجوم والمسرحيين ورواد الدار، برعاية من موقع الجمل، في سهرة أعادت الحياة للمسرحي الراحل فواز الساجر.
كان ذلك اللقاء رائعاً ومفاجئاً في آن واحد، ففيه من الوفاء والحب والتقدير لفنان عظيم مرَّ سريعاً، وموهبة نادرة عبرت سماء المسرح السوري كلمعة برق صيفية، وغادرت؛ إلا أن لمعانها وضوءها ما زالا إلى الآن في سماء دمشق. كذلك كانت اللمعة في هذه الأمسية الوفيّة في دار الفنون التي عودتنا على وفائها، ففيها تمّ تكريم الرحابنة، وفيها أُطلقت تحية إلى زياد الرحباني، وفيها كانت التحية لفواز هذا المساء، تحية لكهفه، لملجئه، لبيته، لمعبده، لمسرحه، لأنه حاضر بشخص رجل مضى .. في غيابه حضور عميق.
لقد بدأت الأمسية بعرض مجموعة من الصور الأرشيفية للراحل فواز على شاشة ضخمة أعدّتها الدار خصيصاً لهذه الأمسية، ثم تتالت الكلمات لكل من:
المخرج المسرحي مانويل جيجي
الفنان أيمن زيدان
رفيف الساجر ابنة الراحل
الأستاذ فؤاد حسن
السيد علي النوري، الملقب بأبي رضوان، قرأها عنه جمال منيّر
الكاتب الصحفي حسن م. يوسف
المخرج جواد الأسدي، قرأتها عنه الكاتبة ريم حنا
السيدة فاطمة ضيراوي
شهادة لسعدالله ونوس قرأتها السيدة ندى حمصي
ثم تلاها عرض فيلم وثائقي للراحل فواز الساجر بعنوان «حياة رغم موت الآخرين»، وهو من إنتاج عام 1988، من إخراج ثائر موسى الذي قدم للفيلم بكلمة مختصرة شرح فيها حيثيات إنتاج الفيلم، وأنه كان معداً ليعرض في ذكرى الأربعين للراحل، إلا أن ظروفاً خاصة لم تسمح بعرضه آنذاك.
جاء الفيلم وثيقة جميلة بعفويتها، التي غلفها صدق الطرح وبساطة المشهد الذي أتى جميلاً ورائعاً بما تضمنه من شهادات لوالد فواز وابنته الطفلة وأيمن زيدان، والمعهد العالي للفنون المسرحية وضيعته، وحديث للمسرحي الراحل سعدالله ونوس.
وأنهى جمال منيّر الأمسية بكلمات مؤثرة قال فيها:
«عطاء سريع .. وفاة سريعة .. وسجائر لم تشتعل بعد،
تمثال أبيض محشور في زاوية مهجورة في مكتبة كساه الغبار،
كتبٌ أُهدِيَت باسمه .. أُهملت في غرفة عامة
مقالة .. مسرحية .. مقالتان .. كتاب .. كتابان .. ماذا بعد ذلك؟»
تلاه عرض لصور الراحل مع نشيد الفرح من السيمفونية التاسعة لبيتهوفن الذي ملأ الدار، وأضفى على الحضور شحنة إضافية من الحبور، والحزن، والفرح في آن، حزن قد يكون على أنفسنا لخسارته، وفرح من هذا اللقاء، ومن هذه اللفتة الكريمة لدار الفنون التي جعلتنا نفكر بأن الدنيا ما زالت بخير، ما دمنا نتذكر مبدعينا، ونكرِّمهم، حتى ولو كل بعد حين.
المصدر: اكتشف سورية
إضافة تعليق جديد