درامـا رمضـان: القديـم بعبـاءة جديـدة
سقط بعض نجوم دراما رمضان 2012، في فخّ التكرار. كثيرون منهم، لم يخرجوا من عباءة أدوار سبق وقدموها في سنوات فائتة، ولم يستطع آخرون النجاة من استعادة أدواتهم التمثيلية في تقديم ما هو مختلف لشخصياتهم المختلفة.. وإن أردت البحث عن «نيولوك»، ستجد أنّ قلّة قليلة من النجوم استطاعوا الخروج بجديد. وحالة التكرار هذه تتقاسمها على حدّ سواء الدراما المصرية والسورية على حد سواء. يتصدّر النجم السوري جمال سليمان القائمة، بسبب التقارب الكبير في المواصفات الشكلانية والنفسية لشخصية فضلون الديناري بطل «سيدنا السيد»، مع شخصيته في مسلسل «حدائق الشيطان». ورغم اختلاف مصائر الشخصيتين في المسلسلين، إلا أن سلوك الشخصيتين بدا واحداً. ذلك التشابه كان من شأنه أن يطيح بالعمل الجديد، لولا قدرة جمال سليمان على التلوين في أدائه. وهذا الأمر لا ينطبق على ممثلين آخرين، عادوا إلى الدراما التلفزيونية بعد سنوات من الغياب، وفي مقدّمتهم الفنان عادل إمام. غاب هذا الأخير عن الشاشة الصغيرة ثلاثة عقود، وعاد ليلملم تفاصيل شخصياته في السينما، ويسكبها في دور ناجي عطا الله. هكذا، جاءت شخصية ناجي عطا الله خليطاً من أدوار عادل أمام، ولاسيما شخصيته في فيلم «التجربة الدنماركية»، بالإضافة إلى المواصفات «السوبرمانية» للبطل، التي اختار إمام أن ينقلها بسذاجة إلى التلفزيون. وتنطبق الملاحظة ذاتها على أحمد السقا في «خطوط حمراء»، وكريم عبد العزيز في «الهروب». إذ بديا كما لو أنهما يقدمان فيلمين سينمائيين طويلين، لا مسلسلين تلفزيونين. وقد استعارا لذلك كامل أدواتهما السينمائية، والتي استهلكاها على مدار السنوات الفائتة. النجمان اللذان خرجا من التلفزيون في بداية مشوارهما، لم ينجحا في العودة إليه كابنين له، بل كأولاد للسينما. بدوره، يستعيد الفنان فتحي عبد الوهاب في مسلسل «الأخوة الأعداء» شخصيته التي أداها منذ سنوات في مسلسل «قلب حبيبة»، رغم ان لا تقارب كبيراً بين الشخصيتين، لكنّه يستعير من الأولى إيفيهات كثيرة في المسلسل الجديد، وخصوصاً لناحية حنو الظهر، والتظارف أمام النساء. من جهته، يعود الممثل السوري بسام كوسا بالتفاصيل الشكلانيّة والنفسيّة الكاملة لشخصيّة قديمة سبق وقدّمها في مسلسل «بيت جدي». لهذا، لا يمكن الحديث عن مفاجآت أو إضافات تحملها شخصيته عاصم بك في «طاحون الشر». والمثير أنّ شخصية عاصم بك هي الدور الوحيد الذي يؤدّيه كوسا في الموسم الدرامي هذا العام؟ بدوره لا يبدو أن الممثل سلوم حداد قد ابتعد كثيراً عن شخصية «الجوهرجي» التي قدمها في مسلسله «طالع الفضة» العام الفائت. في مسلسل «الأميمي»، يؤدّي هذا العام دور موظف كبير في الحكمدارية، ليغيّر ملابس الشخصية فقط، من دون أن يغير طباعها وردود أفعالها وملامح القسوة والدهاء فيها.. شخصية الفنان حداد في «الأميمي» لم تكن ضمن حساباته هذا العام، فقد جاء إليها بديلاً عن الراحل خالد تاجا، في حين كان يستعدّ لأداء دورين مختلفين في عملين آخرين هما «رفة عين» و«زمن البرغوت».
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد