درج بكركي

18-10-2006

درج بكركي

ما كان ينقص اللبنانيين إلاّ أن يصرّح وليد جنبلاط من إلى عن على.. دَرَج بكركي .., لماذا? لأنه فلقَ الهواء اللبناني والعربي بما صّرح به ذات يوم من على درج الإليزيه, وتحمّلت المقاومة منة لا سابق سياسياً لها, إذ كلما دقّ الكوز بالجرّة طلع علينا البيك بقصة درج الإليزيه وأتبعه بدرج كوندوليسا رايس .

دَرَج البطريركية المارونية حالياً في بكركي يعجّ كعادته بالتصريحات , فكل يتيم في السياسة ,وكل لاجىء إلى غطاء الصرح , وكل من يعلم أنه سيشرّف اللبنانيين في نشرة أخبار المساء على الفضائية اللبنانية للإرسال يجيء إلى غبطة البطريرك وعند خروجه يفقع تصريحاً, وأحيانا تنأى بكركي عن ألسنة الآتين إليها وأحيانا أخرى تغض الطرف ومرات عديدة تتبرأ من كلام البعض مباشرة أو مداورة, عبر مطارنة أو عبر مقربين.‏‏

وأربعتعش شباط حاليا بأمسّ الحاجة إلى بكركي ودرجها, لتسطير رسالة تقول للداخل والخارج أن البطريرك يقف في صفها, وهذا له حساب في الشأن الداخلي اللبناني , وهذه الرسالة تعني في مكان ما أن وليد بيك ومن يُدار من تحت أنفه يستشعرون مياهاً حارة تسري تحت حكومة السنيورة , لا بل تحت ثورة الأرز التي حولتها سياسة هذه الحكومة في خمسة عشر شهراً فقط إلى ثورة البلوط, في اسرع عملية تطعيم سياسي وتحول بيئي عبر التاريخ.‏‏

طبعاً قادة الحكومة في المختارة وقريطم يحاولون استنباط أمصال تبقي الوضع على ما هو عليه , ومن هذه الأمصال التهويل على العباد بالفراغ السياسي , وبالإنقضاض على المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة الرئيس الحريري , وبباريس 3 والوعود العرقوبية بازدهار خلّبي, لكن جائزة نوبل للطب منحت لعالمين أمريكيين تناولا موضوع الوراثة لا الأمصال .‏‏

لقد همس أحدهم في أذن بكركي أن حكومة الوحدة الوطنية ستلغي المحكمة الدولية فتكلم الدرج من تلقاء نفسه واستبين اللبنانيون أن بطريركية, يفترض أنها لأنطاكية وسائر المشرق للموارنة, مالت عن 70% من رعيتها إلى أقليتهم , ودخلت في الزاروب السياسي , طبعاً لأسباب سيجيء يوم يتكلم فيه التاريخ عنها, فنحن دعاة جمع أولاً وأخيراً.‏‏

لذلك يهرع بيك المختارة إلى بكركي ليذكر بالمصالحة التاريخية اثناء زيارة البطريرك إلى الجبل عام 2001 , وهي في الواقع مصالحة ما قبل الإنقلاب عن حليفه السوري , مصالحة الثنائية الطائفية في الجبل , التي ستبقى في خانتها التطييفية ما لم تتحول إلى انتماء وطني , بمعنى أن القسم المسيحي من الجبل أعطى أصواته للمرشح البرتقالي العوني ..لا لمرشح ثورة البطم.‏‏

نعم يقول البعض أن أنف وليد جنبلاط لا يخطىء , لكن في حالة الزكام يخطىء أنف موسوليني نفسه , ولذلك لا تعود الأدراج تنفع , لا الإليزيه ولا بكركي ولا درج الياسمين أو درج الفن حتى, لا بل أن الوقوف على الأدراج يمكن أن يعرّض المرء إلى ...‏‏

غسان الشامي

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...