دريد لحام ينفي حواره مع مجلة «نيوزويك»

09-08-2007

دريد لحام ينفي حواره مع مجلة «نيوزويك»

وضعت تصريحات الفنان السوري دريد لحام لصحيفة نيوزويك العربية الكثير من علامات الاستفهام في الأوساط الثقافية والإعلامية العربية. وذلك رغم نفي الفنان الكوميدي لبعض ما جاء في الحوار من نقاط مثيرة للجدل في حديث لاحق مع موقع الكتروني سوري.

وكانت الصحف ومواقع الإنترنت العربية تناقلت تصريحات لحام، وركزت علي ما يتعلق منها بتأكيده عدم الانتماء لحزب البعث وبأنه لا يتمني أن يكون بعثياً، إلي جانب اعتباره أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر قد جاء إلي العالم العربي بسطوة المخابرات والأجهزة الأمنية، وبنتائج الانتخابات المزورة وبأن حزب البعث والأنظمة العربية الأخري ورثوا عنه دولة المخابرات وتزوير الانتخابات.. .

لكن لحام سرعان ما نفي بعض ما جاء في الحوار الذي أجراه معه الصحفي حسن عبد الله لصحيفة نيوزويك الصادرة عن دار الوطن في الكويت. ونقل موقع سيريا نيوز الالكتروني عن لحام كلاماً ينفي فيه بعض ما جاء في الحوار المذكور..

 وقال لحام: نعم أنا لست بعثياً، وربما لن أكون بالمستقبل، لكن لم أقل لا أتمني أن أكون بعثياً ، وأضاف: فمثلاً أنا لا أنتمي إلي حزب الله لكن مع المقاومة إلي الموت، وكذلك الحال بالنسبة لحزب البعث فأنا لست بعثياً لكن مع الحزب إلي الموت طالما هو قوة ممانعة ضد الأطماع الأمريكية والصهيونية، وفي حال لم يبق كذلك بالطبع لن أكون معه .

والغريب أن لحام لا يتذكر إذا ما كان قد أجري الحوار المذكور أم لا، وفي هذا السياق يقول: بصراحة لا أتذكر لأني أجري ما يقرب 400 حديث ومقابلة سنويا، لكن بالنسبة لمضمون المقابلة بالطبع لم أقل ذلك وعلي الأقل ليس بهذه الصورة .

وبينما ينتقد لحام حزب البعث في حواره مع نيوزويك يعتبر في حديثه للموقع الالكتروني أن البعث يمتلك تاريخاً وحاضراً في النضال علي مستوي سوريا والوطن العربي ، ويضيف: لن أكون كافراً بحق هذا الحزب، وأقول هذا الكلام من دون ضغط من أي جهة كانت .

أما فيما يتعلق بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر فيوضح: أنا شخصياً ضد ما قام به جمال عبد الناصر من حرب اليمن، وإلغاء البرلمان لأنه صوت الشعب، لكن هذا لا يمنعني من قول الحق، فعبد الناصر كان أمل.. وساحر عقول وقلوب الجماهير، وبعد وفاته كنت أكثر من بكي علي رحيله، وحزني كان علي الأمل وليس علي الشخص .

واستبعد الكاتب والصحفي نبيل صالح رئيس تحرير موقع الجمل أن يكون لحام قد أدلي بمثل هذه التصريحات، متسائلاً لماذا ينتظر كل هذا الوقت حتي ينتقد حزب البعث؟.

وقال صالح في حديث لالراية: إن لحام وعبر تاريخه الطويل انتقد الكثير من المظاهر الخاطئة في المجتمع السوري، ولم تنجُ المؤسسات الحكومية وأحزابها ومخابراتها من لسانه، ولكننا لم نسمع منه انتقاداً لحزب البعث بشكل مباشر خلال نصف قرن من تاريخه الفني .

وأعرب صالح عن اعتقاده بأن يكون الأمر مفبركاً ، مشيراً إلي أن لحام لطالما انتقد موظفي البعث وليس البعث كمؤسسة قومية عروبية . وأضاف: علي الرغم من أن لدينا الكثير مما نقوله ضد دريد لحام لكنه يبقي فناناً عربياً وعالمياً بامتياز .

وعن احتمال أن يكون لوسام الاستحقاق الذي منح للحام مؤخراً من قبل الرئيس السوري دور في حرص لحام علي نفي انتقاده للبعث استبعد صالح ذلك مشيراً إلي أن هذا الوسام سبق وأن مُنح لأشخاص آخرين في سوريا، رغم أنهم لم يجاملوا المؤسسات الحكومية والرسمية في أي وقت من الأوقات، من محمد الماغوط وصولاً إلي زكريا تامر . مشيراً في هذا السياق إلي أن تكريم لحام في سوريا جاء متأخراً.. إذ إن الرجل كان يستحق التكريم منذ وقت طويل، وقد تم ذلك في الخارج قبل الداخل .

وعن انتقاد لحام لعبد الناصر قال صالح: إن دريد كان ضد الناصريين، ولكن هذا لا يعني أنه كان ضد الوحدة، هو كان ضد ممارسات موظفي عبد الناصر أيام الوحدة، مثل عبد الحميد السراح والمشير عامر..

وقد عاني منها السوريون ورفضها كل من عايشها وما زالت مرفوضة حتي الآن ، ورأي أن من الخطأ أخذ أي سياسي بكامل أفكاره وسياسته ، وأن هذا الأمر ليس موجهاً ضد عبد الناصر بشكل شخصي, وإنما لأخطائه السياسية أيام الوحدة مع سوريا ، مشيراً إلي ما قاله لحام بأنه بكي علي عبد الناصر، إلا أنه لم يخفِ انتقاده لسياسته والممارسات الخاطئة في عهده .

ويُعتبر دريد لحام المولود عام 1933 واحداً من أهم نجوم الكوميديا العرب، وقد نجح في رسم خط درامي امتزج بالجرأة في طرح القضايا الوطنية والقومية بأسلوب كوميدي ناقد، وارتبط اسمه بشخصية غوار الفكاهية التي أضفت طابعاً خاصاً علي معظم أعماله الفنية سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح.

وعُرف عن دريد لحام ابتعاده عن الصدام المباشر مع السلطة وإثارة نقمتها، وقد اكتفي بانتقاد الخطوط العريضة للسياسات العربية بأسلوب درامي ساخر يميل إلي الطابع الوجداني ويبتعد عن التهريج، إلي جانب انتقاد بعض الظواهر السلبية في المجتمعات العربية.

المصدر: الراية القطرية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...