دول «الثماني» تتوعد بيونغ يانغ
أبقت كوريا الشمالية العالم متأهباً بتهديداتها المتصاعدة، واحتمال إطلاقها لتجربة صاروخية تستهدف جارتها الجنوبية، فقد أكدت أمس أنها مستعدة لإطلاق النار. ويأتي ذلك، بعدما كانت رفعت كل من سيول وواشنطن من حالة التأهب، وبعدما أكدت الأولى استعدادها للرد على أي صاروخ يطلق من اتجاهها، كما نشرت الولايات المتحدة راداراً لرصد الصواريخ. وكما كان متوقعاً، نددت مجموعة الدول الثماني، بعد اجتماعها في لندن، باستفزازات بيونغ يانغ، محذرة من أن ذلك سيؤدي بها إلى المزيد من العزلة.
وتزامناً مع الاحتفال بالذكرى الأولى لتولي الزعيم الحالي كيم جونغ أون الحكم في 11 نيسان، نقل التلفزيون الحكومي الكوري الشمالي، عن بيان لـ«لجنة إعادة التوحيد السلمي في كوريا الشمالية» أن «أسلحتنا جاهزة لإطلاق النار، وأدخلت الإحداثيات الدقيقة على الرؤوس الحربية. بمجرد أن نضغط على الزر فإنها ستطلق وستتحول معاقل أعدائنا إلى بحر من اللهب».
سيول من جهتها، أكدت أنها على استعداد لإسقاط أي صاروخ كوري شمالي، خصوصاً بعدما نشرت أنظمة «باتريوت» (باك-2) المضادة للصواريخ.
وقال المتحدث باسم وزارة دفاع سيول كيم مين سيوك، في بيان صحافي، «إذا حلقت الصواريخ الكورية الشمالية في مدى صواريخ الباتريوت فقد نسقطها»، مضيفاً أنه «من المحتمل بدرجة كبيرة أن تطلق بيونغ يانغ صاروخاً بحلول يوم 15 نيسان للاحتفال بمولد زعيمها الراحل كيم إيل سونغ (وهو جد الزعيم الحالي)». وأوضح أنه «وفقاً لمجموعتنا الاستشارية فإن كوريا الشمالية تستخدم حمض النيتريك الأحمر كوقود لصواريخها متعددة المراحل، لذا فمن الناحية التقنية يمكن أن ينتظروا أكثر من أسبوعين كي يطلقونها». وتستعد بيونغ يانغ للاحتفال يوم الاثنين المقبل بالعيد الـ101 لمولد كيم إيل سونغ الذي توفي في العام 1994.
أما من جانب واشنطن، فأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية مساء أمس الأول، نشر بلاده راداراً عسكرياً واسع المدى بحراً لرصد أي إطلاق لصاروخ محتمل تجريه كوريا الشمالية. ومن دون تقديم مزيد من التفاصيل، لفت إلى أن الرادار عبارة عن منصة قابلة للعمل تحت الماء تعلوها قبة هائلة.
وبحسب البنتاغون فإن نشر الرادار «اس بي اكس» تم في الثاني من نيسان الحالي، وهو يندرج في مهمة «روتينية»، و«لا علاقة» لها رسمياً بالتوتر في شبه الجزيرة الكورية. ويمكن للرادار، ويبلغ ارتفاعه 85 متراً، رصد إطلاق صاروخ في محيط شعاعه 2000 كيلومتر. وهو مكمل لمجموعة رادارات أميركية في المنطقة قادرة على تحديد مصدر إطلاق صاروخ ومتابعة مساره، ولا سيما على مدمرتين مجهزتين بنظام «ايجيس» المضاد للصواريخ.
وفي لندن، دان وزراء خارجية مجموعة الدول الثماني «بأشد العبارات» موقف كوريا الشمالية، وتوعدوا بفرض عقوبات جديدة على نظام بيونغ يانغ في حال أجرى تجربة صاروخية.
وجاء في البيان الختامي، الصادر عن المجموعة في لندن، أن الدول الثماني «دانوا التطور المستمر لبرنامج الأسلحة النووية والصواريخ البالستية» لكوريا الشمالية، وخصوصاً تخصيب اليورانيوم. وأكدوا أن أعمالها «تشكل انتهاكاً مباشراً لقرارات مجلس الأمن الدولي»، مشددين على تأييدهم للقرار الدولي «بتشديد العقوبات» في حال إجراء الشمال تجربة نووية أو صاروخية. وحذرت الدول الثماني من أن ما يحصل لا يؤدي إلا إلى «عزل بيونغ يانغ أكثر»، ما يتطلب ضرورة وقف أعمالها «الاستفزازية».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد