رسالة روسية لواشنطن: تعليق اتفاق البلوتونيوم

04-10-2016

رسالة روسية لواشنطن: تعليق اتفاق البلوتونيوم

علقت موسكو، أمس، اتفاقاً مع الولايات المتحدة حول التخلص من فائض البلوتونيوم ذي الاستخدام العسكري، بسبب «خطوات غير ودية» من جانب واشنطن وظهور «تهديد للاستقرار الإستراتيجي»، وذلك في خضم تصاعد التوتر بين البلدين، رغم رمزية القرار الذي يؤكد أنه لم يعد هناك مجال للتعاون بين البلدين في هذا الإطار.
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مرسوم بتعليق الاتفاق بسبب «التغير الجذري في الظروف، وظهور تهديد للاستقرار الاستراتيجي، وكنتيجة للخطوات غير الودية من جانب الولايات المتحدة حيال روسيا، وعجز الأميركيين عن ضمان الوفاء بالتزاماتهم حول معالجة البلوتونيوم العسكري الفائض وفقاً للاتفاقات الدولية».
وأوضح المرسوم أن الحديث يدور عن البلوتونيوم، «الذي لا يستخدم لأهداف صنع أسلحة نووية أو معدات تفجير نووية أخرى، ولا يستخدم في دراسات وتجارب وأعمال تخطيط متعلقة بتلك المعدات أو لأي أهداف عسكرية أخرى».
واعتبر الكرملين والوكالة الذرية الروسية «روس آتوم» أن «هذا يعني ان روسيا لا تريد بعد اليوم ان تكون الوحيدة التي تفي بالتزاماتها بموجب هذا الاتفاق»، موضحاً أن «الجانب الأميركي نفذ الاتفاق تنفيذا يخالف بنوده، واحتفظ بإمكانية العودة لاستخدام البلوتونيوم المعالج للأغراض العسكرية».
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تعليق الاتفاق مع واشنطن بشأن معالجة البلوتونيوم إجراء اضطراري وإشارة إلى أنها لن تتمكن من التعامل مع روسيا من منطلق القوة وبلغة العقوبات والإنذارات النهائية مع الحفاظ على التعاون مع روسيا في مجالات تخدم مصالح الولايات المتحدة، مؤكدا أن موسكو ستكون مستعدة لاستئناف العمل بالاتفاقية إذا غيرت الولايات المتحدة سياستها الخارجية.
واعتبر لافروف في بيان أن خطوات واشنطن غير الودية تؤدي إلى تغيير الوضع في مجال الاستقرار الاستراتيجي والحد من فرص تقليص الأسلحة النووية.
من جهته، عبّر البيت الأبيض عن خيبة أمله من القرار الروسي، مذكراً بأن المعاهدة تنص على «التخلص من بلوتونيوم يكفي لصنع آلاف الأسلحة النووية».
وكان الرئيس الروسي قد اتهم في نيسان الماضي واشنطن بعدم تنفيذ التزاماتها الخاصة بتصفية البلوتونيوم العسكري، مشيرا إلى أن واشنطن أعلنت عن تغيير تكنولوجيا معالجة البلوتونيوم من جانب واحد بما يسمح لها بالحفاظ على إمكانية إعادة معالجة المادة وتحويل البلوتونيوم إلى البلوتونيوم العسكري من جديد.
وكان بوتين قد وقع هذا الاتفاق العام 2000 مع نظيره بيل كلينتون، وهو يهدف الى السماح للقوتين النوويتين بالتخلص من فائض البلوتونيوم ذي الاستخدام العسكري، بمعدل 34 طنا لكل بلد، عبر تحويله خصوصا وقودا للمحطات النووية.
ويعتبر هذا الاتفاق أساسيا في عملية نزع السلاح النووي لكنه لم ينفذ البتة. وفي 2010، وقعت واشنطن وموسكو بروتوكولا إضافيا ليدخل حيز التنفيذ اعتبارا من 2018.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...