رغم التحديات معمل عودة “وادي الهدة” لمعالجة النفايات الصلبة في طرطوس للعمل
ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ ﻋﺪﺓ ﺳﻨﻮﺍﺕ على دوران عجلة المركز المتكامل لمعالجة النفايات الصلبة في وادي الهدة، ﺃﺻﺒﺢ المركز ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻳﻊ الرائدة والفريدة من نوعها على ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻘﻄﺮ والمهمة في ﻤﺤﺎﻓﻈﺔ طرطوس.
ويقع معمل وادي الهدة على بعد 13 كم جنوبي شرقي مركز محافظة طرطوس، شمال طريق عام صافيتا – طرطوس في قرية الفطاسية .
وقال مدير إدارة النفايات الصلبة في محافظة طرطوس وسام عيسى لتلفزيون الخبر، “تم إنشاء معمل وادي الهدة في عام 2004، حيث شُكّل فريق عمل على مستوى القطر”.
وأضاف “تم وضع مخطط توجيهي لإدارة النفايات الصلبة في سوريا، وكان نصيب محافظة طرطوس، إقرار وإحداث مركز متكامل لمعالجة النفايات الصلبة في وادي الهدة “.
وتابع عيسى ” كما تم إحداث 10 محطات ترحيل مستقلة وموزعة في مناطق المحافظة، ومرتبطة بشكل مباشر مع المركز المتكامل”.
وعن الغاية الأساسية من وجود المعمل، أوضح عيسى “أنها تكمن بإغلاق كافة المكبات العشوائية الموجودة على مساحة المحافظة والبالغ عددها 62 مكبا وتأهيلها من جديد، والمحافظة على البيئة، وتخفيف الأعباء عن الوحدات الإدارية، ومعالجة النفايات وفرزها وتحويلها إلى سماد” .
وفي عرض لأقسام المعمل وآلية العمل، أفاد عيسى لتلفزيون الخبر، “أن المركز (المعمل) يقسم إلى ثلاثة أقسام، معمل السماد، معمل الفرز الميكانيكي واليدوي للقمامة، المطمر السطحي الصحي” .
وعن آلية العمل بيّن عيسى، “أنه يتم فرز النفايات في محطة الفرز الميكانيكية واليدوية، واستخلاص المواد القابلة لإعادة التدوير من كرتون وبلاستيك، ونايلون وألمنيوم، وزجاج وحديد وورق وأقمشة، وبيعها وفق مناقصات في السوق المحلية”.
وأشار إلى “أن عائدها يعود للموازنة المستقلة للمحافظة”، مضيفاً “يتم إنتاج السماد العضوي الذي يباع للمزارعين بسعر (3000 ليرة سورية) للطن الواحد” .
وأوضح عيسى “أن القمامة التي تدخل إلى المعمل، يتم فرزها لثلاثة أقسام، (10-5%) مفرزات قابلة للتدوير، (60 %) مواد عضوية ويتم تحويلها إلى سماد بطريقة التخمر الهوائي، (35%) مرفوضات غير صالحة للاستخدام ويتم طمرها في المطمر السطحي الصحي المجاور” .
وتابع عيسى “أنه تم وضع المركز (المعمل) في وادي الهدة بالتشغيل التجريبي في الشهر الرابع من عام 2014، حيث بدأ المركز بمعالجة 120 طن يومياً من النفايات لبعض القرى المجاورة”.
وأردف عيسى قائلاً، ” في بداية عام 2017، وضع المعمل بالطاقة التصميمية القصوى، والتي تبلغ 630 طن يومياً، على ورديتي عمل بمعدل 16 ساعة بشكل يومي”، مبيناً، “أي كل وردية عمل 8 ساعات، و 315 طن معالجة للنفايات”.
وأضاف عيسى ” في الوقت الحالي يتم تشغيل المعمل بورديتي عمل 12 ساعة يومياً، عدا يوم الجمعة وهو يوم عطلة، وبطاقة تتراوح بين ( 500-600 طن) يومياً”.
وأشار عيسى إلى “أن عدد عمال معمل وادي الهدة يبلغ 200 عامل (مراقبين وفنيين، وسائقين وعمال نظافة وعمال فرز)”.
وأضاف “خلال عام 2018، غادر بعض العمال المعمل نتيجة ظروف العمل القاسية فيه، وعلى ضوء ذلك تمت مخاطبة وزارة الإدارة المحلية، لإجراء مسابقة لتعيين 125 عامل جديد في المعمل”، مؤكداً، “أنه تمت الموافقة عليها، وسيتم إجراء المسابقة خلال الشهر القادم لتعيين 125 عامل وسائق في المعمل” .
وطالب مدير إدارة النفايات الصلبة وسام عيسى عبر تلفزيون الخبر، “بتحسين واقع العمال في معمل وادي الهدة، لأنهم على تماس مباشر مع القمامة، وزيادة الحوافز وطبيعة العمل والتعويضات الخاصة بهم، وزيادة حصتهم من الوجبة الغذائية”.
وتساءل عيسى “هل من المعقول أن يبلغ مخصص الوجبة للعامل الواحد 30 ليرة سورية أي مايعادل نصف بيضة”، وتابع بالقول “هل من المعقول أن تبلغ طبيعة عمل عمال النظافة 4000 ل.س بالشهر للعامل الواحد”.
ونوه عيسى إلى “أن هذه الأجور هي وفق قانون العاملين الأساسي الموحد” مضيفاً، “ولكن هؤلاء العمال لهم خصوصية معينة، وتلك التعديلات تتطلب قرارات مركزية من الحكومة، بما يخص الزيادة في طبيعة العمل والحوافز والوجبة الغذائية للعمال” .
ومن أبرز المشاكل والصعوبات التي يواجهها المعمل، قال عيسى، “إن كمية النفايات التي تأتي إلى معمل وادي الهدة، مقدرة لإجمالي محافظة طرطوس (400-450 طن) في عام 2004″.
وأضاف عيسى ” بعد الحرب وتوافد المهجرين من مختلف المحافظات إلى محافظة طرطوس، إضافة لزيادة عدد السكان، أدى إلى زيادة في كمية النفايات فاقت (800 طن)، وبالتالي أصبح معمل وادي الهدة غير قادر على استيعاب ومعالجة كل النفايات الموجودة في المحافظة”.
وأكد عيسى، “أن المعمل حالياً يستقبل (500-600 طن) يومياً من النفايات، ولأجل ذلك فهو بحاجة إلى مطامر جديدة من أجل المواد المرفوضة الناتجة عن عملية المعالجة” .
وأوضح عيسى، “أنه من الصعب جداً إيجاد مطمر في محافظة طرطوس، كونها منطقة سياحية وزراعية” مشيراً إلى” أنه تم التنسيق مع وزارة الصناعة ومدير معمل الإسمنت في سوريا، وتم تشكيل لجان، وإعداد الدراسات اللازمة، وتمت مراسلة رئاسة مجلس الوزراء والقيادة القطرية، لإمكانية الاستفادة من هذه المرفوضات”.
وأكد “أنها تجربة عالمية في إنتاج الوقود الصلب (RDF) في معامل الإسمنت”، مبيناً ” أنه في حال إنجاز هذه التجربة، سيتم الاستغناء عن حوالي (90%) من أعمال الطمر” .
وأفاد عيسى لتلفزيون الخبر، “أنه تم تنفيذ محطات الترحيل الوسيطة في مناطق المحافظة وموزعة في، صافيتا ودريكيش، والقدموس والشيخ بدر وأرواد، وبانياس وبعشتر ومدينة طرطوس، هذه المناطق تم تنفيذها حالياً، ويتم استكمال تركيب بعض التجهيزات اللازمة، وخلال عدة أشهر سيتم الانتهاء منها” .
وأشار عيسى إلى، ” أنه مع بداية عام 2018 تم وضع محطة صافيتا في الخدمة” مؤكداً ،”أن محطات الترحيل هي أفرع المعمل في تلك المناطق وغايتها تخفيف الأعباء عن الوحدات الإدارية” .
وعن أبرز الإنجازات التي حصلت خلال العام الماضي على مستوى المحافظة، قال عيسى، “إنه تم إغلاق عدد من المكبات، منها مكب طرطوس (يوجد في مقالع معمل الإسمنت)، ومكبات صافيتا والشيخ بدر، والقدموس والدريكيش،”.
“كما تم إغلاق عدة مكبات صغيرة، منها مكبات جنينة رسلان والمعمورة ويحمور، وعدة مكبات منتشرة على مساحة المحافظة، شكّل إغلاقها ارتياحاً كبيراً لدى المواطنين”.
وأوضح مدير إدارة النفايات الصلبة وسام عيسى، “أنه تم الانتهاء من العقد مع جامعتي تشرين والبعث، الخاص بإعداد دراسة لتأهيل كافة المكبات العشوائية، وإعداد أضابير تنفيذية لتسعة مكبات عشوائية هي الأكثر خطورة، وهي صافيتا وعين الزرقا، والدريكيش والشيخ بدر، إضافة إلى الحميدية وبعشتر ومشتى الحلو، والقدموس وطرطوس”.
وأشار إلى، “أنه تم التعاقد مع الشركة العامة للطرق والجسور، لتأهيل مكبي عين الزرقا وصافيتا بقيمة (205 مليون ليرة سورية) للمكبين” .
وأكمل عيسى، “حالياً العمل جارٍ في تأهيل مكب عين الزرقاء، وسيتم البدء في تنفيذ مكب صافيتا خلال الشهرين القادمين” مضيفاً ،”بعد الانتهاء من تأهيل المكبين، سنطرح في كل عام مكبين للتأهيل وفق الاعتمادات المتاحة من قبل وزارة الإدارة المحلية” .
يُشار إلى أن مشكلة النفايات الصلبة في طرطوس من المشكلات الملحة، نظراً لأهمية المحافظة من الناحية السياحية، والزراعية، ولكثرة المكبات العشوائية فيها، والتي تنتشر على جوانب الطرق، وقرب المناطق السياحية والسكنية، وضمن الأراضي الحراجية، ومجاري الأنهار، وعلى شاطئ البحر .
علي رحال
إضافة تعليق جديد