رغم تصاعد خسائرها واشنطن تبحث تواجد عسكري مديد في العراق
أعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن الولايات المتحدة تبحث مسألة وجود عسكري بعيد المدى في العراق بموجب ترتيبات ثنائية مع الحكومة العراقية.
وقال غيتس للصحفيين إن تقويما للإستراتيجية الأميركية في العراق لا يزال مقررا في سبتمبر/أيلول القادم، لكنه يفكر في وجود أميركي في هذا البلد على المدى البعيد شبيه بذلك القائم بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بعد انتهاء الحرب الكورية في خمسينيات القرن الماضي.
من جهته أقر الرجل الثاني في الجيش الأميركي بالعراق الجنرال ريموند أودييرنو بأن القوات الأميركية والعراقية لم تحقق تقدما كافيا في بغداد, رغم انخفاض عدد ضحايا العنف الطائفي.
وقال أودييرنو إن القوات الأميركية أعطيت صلاحيات للقيام باتصالات مع بعض العشائر ومجموعات مسلحة لعقد تحالفات وهدنة لدعم الجهود الأمنية المبذولة في العراق، رغم اعترافه بوجود جماعات غير مستعدة للمصالحة من بينها تنظيم القاعدة.
وفي هذا السياق تعهد الرئيس الأميركي جورج بوش بدعم الحكومة العراقية لتمكينها من تحقيق المصالحة الوطنية ودحر تنظيم القاعدة.
وقال بوش للصحفيين بعد لقائه نظيره العراقي جلال الطالباني في البيت الأبيض إنه عازم على عدم السماح للقاعدة بإيجاد ملاذ آمن في العراق، والتصدي لما سماه العنف الأعمى الذي ترتكبه ضد العراقيين.
وأشار إلى ضرورة صدور قانون النفط الذي ينتظر منذ أشهر وتعديل قانون اجتثاث البعث وإجراء إصلاح بشأن تنظيم انتخابات في المحافظات، مؤكدا أن الطالباني يدرك ضرورة هذه الأهداف وأنه منصرف إلى إنجاز هذه المهمة.
من جهته قال الرئيس العراقي إن هناك مشاكل وصعوبات تواجه الحكومة العراقية، لكنها عازمة على تخطيها وتحقيق المصالحة الوطنية.
وعلى هامش اللقاء أعلن بوش أنه سيرسل إلى العراق مستشارته ميغان أوسوليفان للعمل مع السفير ريان كروكر ومساعدة العراقيين على بلوغ ما سماه الأهداف المحددة.
وقد شهد شهر مايو/أيار المنصرم أكبر خسائر بشرية للجيش الأميركي في العراق منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2004.
وأعلن الجيش الأميركي مقتل ثلاثة من جنوده، اثنان سقطا في تفجير عبوة ناسفة في بغداد الأربعاء والآخر توفي متأثرا بجروح أصيب بها الثلاثاء في انفجار عبوة في الشمال الغربي منها، ليرتفع إلى 122 عدد قتلى الجيش الأميركي في مايو/أيار الماضي ليكون بذلك ثالث أسوأ شهر عليه منذ اجتياح العراق في مارس/آذار 2003.
كما أعلن الجيش الأميركي أيضا إصابة ثمانية من جنوده عندما فجر انتحاري سيارته المفخخة في نقطة مراقبة الأعظمية شمال بغداد.
وتكبد الجيش الأميركي 137 قتيلا في نوفمبر/تشرين الثاني 2004 الذي شهد أيضا معركة الفلوجة، لكنه في الشهر المنصرم لم يشهد أي عملية عسكرية واسعة.
واعترف الجنرال بيري ويغينز نائب مدير العمليات الإقليمية في هيئة الأركان المشتركة للجيوش الأميركية أن شهر مايو/أيار كان "قاسيا"، وعزا سبب هذه الخسائر المرتفعة إلى الإستراتيجية التي تبنتها واشنطن مطلع العام والتي جعلت من وقف العنف في بغداد أولوية يجري تنفيذها عبر تعزيز القوات الأميركية في العراق
وعلى الصعيد الميداني تبنت ما تسمى دولة العراق الإسلامية قتل عراقي وزوجته يعملان بالسفارة الأميركية في بغداد.
كما تبنت هذه الجماعة المرتبطة بالقاعدة التفجير الانتحاري الذي استهدف مركزا للتطوع في الشرطة بالفلوجة أمس وخلف 20 قتيلا ومثلهم من الجرحى.وفي الرمادي قتل عشرة عراقيين عندما فجر انتحاري شاحنته الملغومة في هذه المدينة الواقعة غربي بغداد.
وفي تطور آخر ذكرت مصادر أمنية عراقية أن ما يقرب من 12 مسلحا قتلوا في اشتباكات بين مسلحين ينتمون إلى تنظيم القاعدة وآخرين ينتمون إلى الجيش الإسلامي في العراق بحي العامرية غربي بغداد.
وفي الحي نفسه قالت وكالة أنباء أسوشيتد برس إن مصورا عراقيا يعمل معها قتل بالرصاص لدى توجهه إلى أحد مساجد الحي أمس. كما لقي عشرات العراقيين حتفهم في هجمات متفرقة.
وبموازاة ذلك واصل جنود أميركيون حملات دهم في مدينة الصدر شرقي بغداد بحثا عن خمسة بريطانيين خطفوا الثلاثاء من مبنى تابع لوزارة المالية العراقية وسط بغداد.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد