زياد الرحباني: مطلوب إله واحد لجميع اللبنانيين
لم يكن ممكناً أن يكون نصرنا كلبنانيين إلّا على قدرٍ كبيرٍ من «الإلهيّة». فكلّ استلهامات الرئيس بوش، قراراته وانتصاراته الأميركية الشخصية: إلهيّة. إلهيّة بإصراره وبدون نقاش ولا مراجعة. إلهيّة عن كل منطق تفهمه المؤسسات الحاكمة في أميركا، ومنها الجيش ثم الشعب (إذا أراد يوماً الحياة). إلهيّة ولشخصه بكل بساطة، وكأن الميزان العسكري، المريع لصالحه، لا يكفي. إن كل الاجتياحات الأميركية الحديثة المدمّرة كالخيال العلمي، لمناطق عدّة في العالم تحت عنوان «رؤى إلهيّة»، اصطَفَت بوش الإبن لإنقاذ العالم المتحضّر، كيف يُردّ عليها؟ بالصّبر والسلوان السعوديين، أو بصالونات الحوار الديمقراطي عن شرعية سلاح المقاومة، تحت القصف الإسرائيلي على مجمل جسورنا؟ او بالكاتيوشا و «وعد» حصراً؟
لقد أثبتت التجربة المكتملة للمقاومة، أن عاملاً إضافياً مركزياً يكمن في مكان آخر. عندما تصرخ قيادة الامبريالية الحالية بنا: «اللّه معنا» تجاوبها شعوب منطقتنا: «نعم لكن، اللّه أكبر».
هل هذا ما تريده الولايات المتحدة؟ ربما كان «نعم» في البدايات، منذ ما يقارب الـ15 الى 20 عاماً خلت. لقد بدا وقتها على الورق والخرائط، هذا الجهاد، محدود الضّرر. أما وقد تفشّى وتبنّته شعوب لم تجتمع يوماً لا في غرف سريّة ولا خلسةً في فنادق خليجية ولا تعرف شيئاً عن مقرّات السي. آي. إي في أوروبا فقد أصبح خطراً دينياً مجنوناً، مجهول القياس. إن الولايات المتحدة تقف أمامه اليوم، تريده، تشتهيه، فهو أبهى من شافيز و كاسترو وبوتين وكوريا الشمالية والصين حتى ألمانيا، لكنه خرج عن أطواره، لذا تريد أن تتخلّص منه. تريده ولا تريده إطلاقا. كيف ينجح ذلك؟ لن ينجح. إن إحدى حسنات التاريخ أنه لا يفهم إلا بغالب ومغلوب، فهو ينتظر انتهاء الصراع ليسجّل.
- لدى الشيخ سعد الحريري، العديد من المواصفات الجميلة. لكن أجملها على الاطلاق: العمّة بهيّة. هذا ما يجعل إمكان الحوار معه مفتوحاً في المستقبل. في المستقبل متى أفرج عنه لبعض الوقت في سبيل هذا الحوار بالذات. إن عائلة الحريري عائلة صيداوية في النهاية. لقد أنسونا ذلك، أعلامه، أحلامه، أزلامه، وكثرة الكلام الممركز حول بيروت وزعامة بيروت و «بيروت لنا» الخ... إن بيت الحريري، من الجنوب والجنوب أطيب من بيروت. كذلك الشمال. وأما البقاع فأطيبهم. إن الشيطان الرجيم مقيم في بيروت. ونادراً ما يغادرها. لا تهمّه المربّعات الأمنية ويتجوّل دون مرافقين. فما العمل؟ أعوذ بالله منه.
زياد الرحباني
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد