سأحبك كعاشق تطارده الحكومات

09-12-2020

سأحبك كعاشق تطارده الحكومات

سيد العديسي:
يعتقدون أنني مجنون
لأني -منذ رحيلك-
أتشاور لساعات
مع جدران بيتكم
في أمور مصيرية
_ لن يفهموها أبدا_ .
كل من شهد هذا العرس
تاه فقط في رقصها
لكن لا أحد سمع أنين الحصى أسفلها
ولا أحد انتبه
لموت ذلك "الخلخال".
أتدرون كيف هو حظي؟
مثل رجل تنفر منه كل النساء
ألقى -بكل غيظه- حجرا في البحر
فقتل -دون قصد-
الحورية التى كانت تحبه.
لم أكن مجنونا
كل ما في الأمر أنني أصغر إخوتي..
فكنت دائما أصنع لي أخا أصغر
أجلس طوال الوقت أوبخه
لأنه لا يسمع الكلام.
وهي صغيرة
كانت كلما فقدت إحدى سناتها
تنبت مكانها وردة
عندما كبرت
صار فمها حديقة..
حبيبتي حين تحدثني،
يطوقني العطر
وحين تقبلني
ترسو فوق رأسي الفراشات والعصافير.
منذ أحببتها،
وأنا أفكر كيف أريحها من عناء حمل الجرة
يا رب
امنحني القوة
لأحول مجرى النهر
كي يمر بحجرتها.
تنشر غسيلها ليلا
فتصحو الشمس مبكرا
لتلحق ما تبقى على الحبال
من عطور.
لن احبك كرجل انجليزي
يضيع عمره في النظر إليك
وأنت نائمة
ويمشي علي أطراف أصابعه
كي لا يوقظك
لن احبك كعاشق فرنسي
يرص الزهور علي سريرك
ويصنع عطرا يخلدك
ولست إيطاليا كي أؤلف أوبرا باسمك
لن احبك كهندي
يعشقك ليلا ويعبدك نهارا
سأحبك كصعيدي قاطع للطريق
يردد علي مسامعك نشيد القتلة
أصنع لك من الجماجم بيتا
-ادخر واحدة لطفل رضيع لأزين بها بابك-
كل يوم سأحكي لك حكاية جديدة
عن الأرواح التي أزهقها
سأصور لك بالضبط
كيف تذلل الرجل كي أتركه يمر بأسرته
وستضحكين حين تعلمين أنني لم أجد في ثياب مسافر قتلته
سوى علبة سجائر رديئة
-ستتعبين يا حبيبتي قليلا
في إزالة الدماء عن ملابسي-
لكنك ستفخرين بأني أحبك
سأحبك كعاشق تطارده الحكومات
وتتفنن وسائل الإعلام في صنع ألقابه
سأحبك كقاطع طريق
يعود منهكا كل ليلة
ليبكي عند قدميك.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...