ست حالات سحايا أطفال في شهر واحد في السويداء والحشرات تغزو غرف المرضى
من يدخل إلى قسم الأطفال في المشفى الوطني في السويداء يخيل إليه أنه في خلية نحل مكتظة حيث إن عدد غرف القسم لا تتجاوز أربع غرف وفي كل غرفة ستة أسرة إلا أن الاستيعاب اليومي من الأطفال المقبولين يتجاوز 50 طفلاً في اليوم ما يدفع إدارة القسم في كثير من الأحيان إلى وضع طفلين في سرير واحد وإدخال سرير سابع إلى كل غرفة على حين تتجاوز أعداد الاستشارات اليومية الـ150 وصولاً إلى 200 طفل وهذا ما أدى إلى نقص كبير في تجهيزات القسم وخاصة الأدوية. كما يعاني القسم إضافة إلى ضيق المكان ونقص في أنواع كثيرة من الأدوية وخاصة أدوية الرذاذ من نقص في العناصر الطبية حيث لا يوجد في كل مناوبة ما يزيد على خمس ممرضات في الحد الأقصى كما أن قسم الحاضنات والذي فيه عشر حاضنات وغواصتان والذي يتطلب بدوره مراقبة ممرضة لكل حاضنتين إلا أن الكادر الموجود حالياً لا يتجاوز ثلاث ممرضات لجميع الحاضنات وفي المناوبة المسائية ممرضة واحدة على أقل تقدير.
هذا ويفتقد القسم إلى غرفة عزل رغم أهمية وجودها مع الجائحات المرضية والحالات الوبائية الحادة الأخيرة من التهاب الكبد والتهاب السحايا التي باتت تظهر مع حالات الأطفال التي يجري استقبالها حيث أشارت سجلات القسم إلى استقبال ست حالات سحايا منذ بداية العام الحالي منها ثلاث حالات فيروسية جرى تخريجها بعد تقديم العلاج المناسب أما حالات السحايا الجرثومية فما زالت قيد العلاج كما استقبل القسم ست حالات نزف دماغي لأطفال حديثي الولادة والذي يفسره الأطباء بنقص فيتامين ك1 الذي يعطى للطفل بعد ولادته مباشرة حيث يرجح البعض إلى نقص نسبة التركيز في المادة ما يؤدي إلى نقص التأثير.
هذا واستقبل القسم حالات عديدة من حالات ذات الرئة والتي احتاجت اثنتين من هذه الحالات إلى فتح صدر حيث يعتبر قسم الأطفال قسم عناية مشددة لما يقدمه للأطفال من خدمات بدء من الأوكسجين والرذاذ حتى عمليات فتح الصدر لإصابات ذات الرئة.
كما أن اللافت في قسم الأطفال انتشار الحشرات وخاصة الصراصير التي تغزو خزائن وغرف القسم ممن يستعملها مرافقو المرضى وافتقار القسم إلى عمال النظافة حيث لا يوجد في القسم سوى عاملة نظافة واحدة تواجه بمفردها أكوام القمامة الناجمة عن أهالي الأطفال وبشهادة جميع المقيمين في القسم من مرضى وممرضات فإن الصراصير باتت لديها مناعة من جميع الأدوية الحشرية التي يتم بخها في الغرف والذي يؤكد بالمطلق عدم فعالية المبيدات الحشرية المستخدمة.
ويؤكد رئيس القسم الدكتور وليد حمزة أن الحشرات التي تغزو الغرف إنما تعود إلى ثقافات بعض الأهالي غير الناضجين اجتماعياً ممن يصطحبون الأطعمة والأشربة إلى القسم علما أن إدارة القسم قامت بطلب استشارة من مديرية الزراعة حول كيفية مكافحة هذه الحشرات بالطرق الفعالة أما ما يتعلق بالأدوية فهناك أنواع كثيرة مفقودة على مستوى القطر جراء الأحداث وخروج كثير من معامل الأدوية من الخدمة فضلاً عن الحصار المفروض إلا أنه يتم استجرار الأدوية حسب الحاجة والمتوافر منها في الصيدليات أما عن نقص تركيز بعض الأدوية وخاصة فيتامين ك1 وتسببها في حالات النزف الدماغي فهذا ما لا نستطيع الجزم به إلا أننا نعطي جرعة مضاعفة للطفل حديث الولادة من الفيتامين تحسباً لأي إصابة متوقعة.
عبير صيموعة
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد