سياسيون لبنانيون يتعيشون من ريع العداء لسوريا

12-08-2006

سياسيون لبنانيون يتعيشون من ريع العداء لسوريا

قدمت قناة " المستقبل" لمشاهديها مساء يوم الأربعاء 2 آب الحالي حوارا أجرته مع الوزيرة اللبنانية للشؤون الاجتماعية السيدة نائلة معوض. وبصرف النظر عن كون السيدة الوزيرة بدت في البرنامج عاجزة عن تكوين جملة واحدة مفيدة وصحيحة باللغة العربية، وتقديم فكرة واضحة ومحددة حول الوضع الحالي المأساوي الذي يمر منه لبنان، مما يؤدي إلى طرح تساؤل حول المعايير التي يتم اعتمادها في عالمنا العربي لإسناد المسؤوليات الحكومية.. بصرف النظر عن هذا الأمر، على اعتبار أنه يشكل جزءا من مأساة الأمة العربية، وواحدا من أسباب تخلفها وارتهانها إلى الخارج.. فإن نائلة معوض تصرفت بطريقة عجيبة وغريبة أمام المشاهدين.

فرغم أن بلدها لبنان قد دمر وتساوت تقريبا كل مبانيه بالأرض من طرف الطيران الإسرائيلي المدعوم بالفيتو الأمريكي، فإن المُحاور الرئيسي الذي ظل يشغل بالها طوال مدة البرنامج وظلت في اشتباك سجالي معه كان هو سوريا، ولم تقل عن إسرائيل إلا بعض العبارات التي كانت تبدو وكأنها تتفوه بها مكرهة، من قبيل العدوان الغاشم.

لقد جاءت نائلة معوض مدججة بكلمة كان قد ألقاها وزير خارجية سوريا وليد المعلم، ووضعتها أمامها، وأخذت تقرأها جملة جملة، وتحاول دحض ما تحتويه.. أما عندما سألتها الصحافية عن الدعم الأمريكي لإسرائيل فإنها لم تتفوه، والحق يقال، ولو بكلمة سوء واحدة ضد سياسة الإدارة الأمريكية ودعمها المطلق للعدوان الإسرائيلي على لبنان، إلى درجة أن كثيرا من المحللين يقولون إن العدوان الإسرائيلي على لبنان هو حرب أمريكية بوكالة إسرائيلية، بل دعت نائلة معوض رعاها الله، وسدد خطاها، وأكثر من مثيلاتها في وطننا العربي الكبير،  إلى ضرورة حفاظنا على حلفائنا، والمقصود طبعا أمريكا التي تفضل عنا جميعا ابنتها المدللة إسرائيل؟؟

السيدة نائلة معوض أفادت اللبنانيين بأن ما تحقق اليوم ليس انتصارا لهم مادام بينهم الكثير من المهجرين.. بمعنى أن الوزيرة في حكومة السنيورة استغلت برنامجا في قناة تلفزيونية لبنانية لكي تقول للرأي العام اللبناني إن الذي انتصر هو إسرائيل، وعلينا القبول بالانصياع لكل اشتراطاتها من أجل الحصول منها على الأمن والاستقرار، أي علينا القبول بالاستسلام..

ليس الهدف من هذا الكلام الدفاع عن النظام الحاكم في سوريا، فهو نظام غير ديمقراطي، ولم يتمكن من حشد طاقات الشعب السوري الجبارة لدحر إسرائيل وطردها من الجولان، ولكن فقط للإشارة إلى أن بعض السياسيين اللبنانيين أصبحوا في السنوات الأخيرة تماما كالمهرجين، يثيرون فعلا الضحك عندما يظهرون على شاشات الفضائيات.

فلقد كان من المنتظر أن يجبرهم العدوان الإسرائيلي الأخير على وطنهم على مراجعة مواقفهم السياسية، وإجراء نقد ذاتي لما ظل يصدر عنهم من تصرفات في السنوات الأخيرة، ولكن، وبسبب أحقاد شخصية ورغبات قديمة في الثأر والانتقام، جعل هؤلاء السياسيون من إشهار العداء لسوريا، ريعا يتعيشون بواسطته من الدوائر الأمريكية والصهيونية، رغم أنهم هم أيضا يتمرغون في نعم السلطة بفضل نظام التوريث اللعين. ووفقا لما تقدمه غادة عيد من حلقات في برنامجها في نيو تيفي عن الفساد، فإنهم هم أيضا يغرقون في قاع الفساد حتى الأذنين.. كان الله في عون لبنان المسكين إذا كان رجال الدولة الذين يحكمونه،  في مثل هذه الظروف العصيبة، على شاكلة هؤلاء.

عبد السلام بنعيسي

المصدر: التجديد العربي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...