شـراء النـوم: دولار لقـاء كـل دقيقـة !
لا يكفي إغلاق الجفنين ببساطة، وتسليم النفس للنوم، ليأخذ المرء قسطه من الراحة. ثمة مئات الملايين من الناس الذين يعانون اضطرابات في النوم، في أرجاء العالم، بينهم قرابة ٦٠ مليوناً في الولايات المتحدة وحدها، يعانون من الأرق وتداعياته الخطيرة على صحتهم. هل يمكن مساعدة هؤلاء من دون دفعهم للإدمان على أقراص المنوم والمخدر؟
من السهل الإجابة هنا بالنصيحة التقليدية: الرياضة، الغذاء الصحي، العلاج النفسي، لكن الأسهل من ذلك الخدمة التي بدأت تقدمها مؤخراً منتجعات أتلانتا في ولاية جورجيا: »علاج القيلولة« الجديد، بقيمة دولار لكل دقيقة نوم!
يقول مدير مختبر النوم في جامعة »إيموري« في أتلانتا، الطبيب ديفيد شولمان، إن »هناك دراسات تشير إلى أن الأشخاص الذين ينامون ساعات أقل على مرحلة طويلة، هم معرضون أكثر من غيرهم لخطر حوادث السير وبعض الاضطرابات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم واحتمال الإصابة بمرض القلب والسكتة«. ويلفت شولمان إلى أن المعرضين لهذه المخاطر هم الأفراد الذين ينامون أقل من سبع أو ثماني ساعات، وهي المدة الأساسية لكل فرد.
وبرأي الأطباء، فإن الحل لهذا الأرق قد يكون، للبعض، من خلال »شراء النوم«، الذي انضم إلى باقي السلع التي اعتقدنا في وقتٍ ما أننا لن نضطر لدفع أموال مقابل الحصول عليها، كالماء مثلاً.
في مؤسسة »منتجع أتلانتا«، تصف المسؤولة سوزان فانوي خصائص هذه الخدمة: »لدينا نوعان من حجرات القيلولة: حجرة الطاقة وحجرة ألفا، وهما توفران إلى حدٍ ما الشعور الذي يوفره أي منتجع صحي، حيث تنشران عبيراً، وتضمَ كل منهما سريراً حرارياً هزازاً، إضافة إلى مشغل سي دي موصول بسماعات«. تضيف فانوي أن هذا العلاج أسعد بعض الزبائن المستعدين لدفع مال من أجل النوم.
ووفق الطبيب شولمان، فإن أخذ قسط من القيلولة كفيل بإعادة النشاط للفرد الذي يعاني من اضطراب نوم مزمن، حتى أن أخذ »قيلولة بين ١٥ إلى ٣٠ دقيقة خلال اليوم، يمكنها أن تحسن أداءك لساعتين أو أربع«. لكن شولمان يحذّر من أن القيلولة ليست بديلاً للنوم العميق الضروري لكل فرد: »إذا كنت تنام بين خمس إلى ست ساعات في الليلة، فإن قيلولة بين ١٥ إلى ٢٠ دقيقة في اليوم لن تعوّض عن عجز ساعتين من النوم كل ليلة«.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد