شهرة «سيد الخواتم» تمزق العائلة
«لقد مزق سيد الخواتم عائلتي». عبارة صادمة أطلقها حفيد «جي. أر. أر. تولكيين» مؤلف الثلاثية الشهيرة التي تحـمل العـنوان نفسه، في حديث صحافي أجراه مؤخرا مع صحيفة «الصنداي تايمز» البريطانية، وتحدث فيه عن النتائج والتأثيرات المتناقضة التي سببها نجاح الاقتباس السينمائي للأجزاء الثلاثة التي كان جده كتبها، وعرفت بدورها نجاحا مختلفا.
ففي الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات حاليا لعودة «تولكيين» إلى السينما، إذ تمّ اقتباس روايته «The Hobbit» وسيعرض الفيلم على الشاشة بدءا من 12 كانون الأول (ديسمبر) المقبل، أبدى سيمون تولكيين، حفيد الكاتب رأيه في الأفلام المقتبسة، كما عبر عن رأيه بالنتائج «المشؤومة» التي سببها نجاح الفيلم في قلب عائلته.
يقول سيمون (53 عاما، وهو محام انتقل إلى كتابة الروايات البوليسية) للصحيفة المذكورة أنه كان من الصعب جدا عليه كما على أفراد عائلته العيش إلى جانب هذا النجاح، إذ بدا (النجاح) «بمثابة وزن ثقيل من الصعب جدا التخلص منه». ويضيف قائلا إن النجاح الساحق لهذه الأفلام ـ (حققت الأفلام الثلاثة المقتبسة ما يزيد على 3 بليون دولار من الأرباح) كان السبب في صراع أليم وعنيف بينه وبين والده، لدرجة أنهما تشاجرا وامتنعا عن الكلام مع بعضهما البعض لفترة من الزمن (طويلة نسبيا).
وبرأي الحفيد أيضا أنه شعر بالاختناق المميت من شهرة جدّه الطاغية، لأنه أحسّ مرارا بأنه لن يستطيع الخروج من تحت عباءة شهرة جده التي ألقاها عليه هذا النجاح الكبير، من هنا لن يقرأ أحد أعماله الأدبية إلا بصفته «حفيد ذاك الكاتب الشهير»، ما سبب له السخرية من قبل رفاقه، ولم يستطع أن يستعيد حياته العادية إلا بفضل زوجته تريسي التي قررت الانتقال إلى العيش في كاليفورنيا ما ساعد على الابتعاد عن الأجواء الخانقة.
يذكر أن ثلاثية تولكيين هذه «سيد الخواتم» (مجتمع الخاتم، البرجان، عودة الملك)، كانت نشرت بين عامي 1954 و1955، وحولها بيتر جاكسون إلى أفلام سينمائية بين 2001 و2003. في أي حال وعشية صدور الفيلم الجديد المأخوذ عن رواية أخرى لجده، لم يجد الحفيد سوى الإعلان: «بالطبع، إن جدي لا يزال يلقي بثقله على حيواتنا، بيد أني لم أعد أنتظر تلك القنبلة الضخمة الشديدة الانفجار، بالخوف عينه الذي عرفته سابقا. فالوزن الثقيل لن ينجح في توجيه ضربة جديدة لي».
السؤال الذي يطرح نفسه إزاء هذه التصريحات، هل جاءت فعلاً من شخص لم يجد النجاح في خط طريـقه الكـتابي، إلا عبر ظل جده، أم هي ضربة إعلامية لتوجيه الأنظار إلى الفيلم الجـديد، إذ لربمـا أفاد ذلك في اشتعـال الإيـرادات مثلـما حـدث مع الأفلام الأولى؟ مهما يكن من أمر، عديدة هي الصحف التي تحدثت مؤخرا عن انتظارها صدور الفيلم على الشاشات. ربما كانت الدعاية له قد بدأت منذ فترة لا بأس بها.
إسكندر حبش
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد