طهران: عقوبات أميركية تطال الطيران الإيراني واعتقال أحد حلفاء نجاد
قامت السلطات القضائية الإيرانية أمس، باعتقال مساعد وزير الخارجية المستقيل، محمد شريف مالك زادة، في أحدث ضربة للرئيس محمود أحمدي نجاد من معسكر المحافظين في النظام، كون مالك زادة يعدّ من المقربين لمدير مكتب نجاد وصهره اسفنديار مشائي الذي يعتبره المحافظون زعيم «التيار المنحرف»، فيما اعتبر نجاد أن مساعي «العدو» تصب «في اتجاه إشغالنا بأنفسنا للحيلولة دون تطور البلاد». وفي هذا الوقت، كانت واشنطن تعلن عقوبات جديدة على شركة الطيران الايرانية الرسمية، ومؤسسة أخرى تعمل في إدارة المرافئ في البلاد.
وذكرت وكالة «فارس» الايرانية للانباء نقلا عن «مصدر مطلع» لم تحدده، أن السلطات القضائية قامت بتوقيف مالك زادة من دون تقديم تفاصيل إضافية. وكان وزير الخارجية علي أكبر صالحي، تعرض لطلب استجواب من مجلس الشـورى الايراني، عقب تعيينه لمالك زادة مساعدا له. لكن إجراءات الاستجواب ألغيت بعدما استقال مالك زادة الذي يتهمه النواب بالفساد «المالي وغير المالي» من منصبه. ومالك زادة مسؤول سابق في المجلس الأعلى للايرانيين في الخارج، الذي يقف وراءه اسفنديار مشائي، كبير موظفي الرئاسة.
وبحسب النواب جرى اعتقال العديد من افراد المجلس الاعلى للايرانيين بالخارج الذي يتولاه مشائي، بموجب اوامر قضائية خلال الاسابيع الاخيرة بتهم متعددة تشمل الاختلاس. كما نقلت مواقع ايرانية معارضة، عن المسؤول في الحرس الثوري الايراني اللواء حسن فيروز ابادي، قوله إن اعتقال مشائي نفسه «وشيك»، وإنه يخضع لرقابة مشددة.
من جهته، قال نجاد خلال مراسم افتتاح أكبر محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في الشرق الأوسط، في طهران، إن «أعداء البشرية معارضون لتطور ايران»، وأضاف انه «اذا لم تستطع بلادنا تحقيق التطور فإن الدول الاخرى هي التي ستتخذ لها القرار وهو امر بعيد عن عزة ومكانة الشعب الايراني». وأوضح ان الشعب الايراني «كان على الدوام مؤثرا في العلاقات والقضايا العالمية وحتى انه كان له الدور الحاسم في بعض الاحيان» وقال ان «هذا الامر رهن ببناء ايران في جميع المجالات».
وأضاف نجاد «ان اي امر يثبط عزائم الشعب الايراني عن بناء البلاد يصب في الحقيقة في مسار اهداف العدو، وأن مساعيهم تصب في اتجاه إشغالنا بأنفسنا للحيلولة دون نمو وتطور البلاد».
كما أكد نجاد أن «ايران إذا أرادت صنع قنبلة نووية، فلن تخاف من أحد. لكن الشعب الايراني لا يسعى وراء القنبلة النووية». واعتبر أن «الأفراد الذين ينشطون في الوكالة الدولية للطاقة الذرية هم ألعوبة في يد عدد من الدول الكامنة وراء الستار».
في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أنها وضعت على لائحتها السوداء، شركة «تايدواتر ميدل ايست» التي تدير 7 مرافئ ايرانية، وشركة الخطوط الجوية الايرانية الدولية. وتمنع هذه الخطوة، أي كيان اميركي من التعامل مع المؤسستين، وتقضي بتجميد أية أموال لهما تحت التشريع الأميركي.
كما اتهمت السلطات الاميركية شركات في كل من فرنسا والامارات العربية المتحدة بالتواطؤ لتصدير مكونات لمروحيات هجومية ومقاتلات لايران بشكل غير مرخص به.
وقالت وزارة العدل الاميركية ان بين الافراد والخمس شركات المتهمة شركة «ايروتكنيك» التي تتخذ من بينساغيل في فرنسا مقرا لها فضلا عن رئيسها فيليب سانشير ومدير مبيعات الشركة لوك تولي. وقالت وزارة العدل الاميركية ان المتهمين ما زالا فارين.
وقال بيان لوزارة العدل الاميركية «بمقتضى عريضة الاتهام فقد انخرط هؤلاء الافراد والشركات في تمويل صفقات سلاح غير مشروعة وساعدوا في شراء مكونات عسكرية اميركية تلقوها من الولايات المتحدة، ونقلوها الى ايران ما يعد انتهاكا للحظر المفروض على ايران فضلا عن عدة قوانين اميركية تخص الصادرات وأخرى تتعلق بمكافحة التزوير».
وقال المسؤولون ان متهمين آخرين يتخذان من الامارات مقرا لهما يواجهان ايضا اتهامات رسمية، وهما شركة «اليترا جنرال تريدينغ» وهي شركة في دبي تنشط تحت اسم «شركة ارمان وسلطان تريدينغ» وسيد امير احمد النجفي، وهو مواطن ايراني وأحد المشترين من «اليترا». وما زال النجفي هاربا من العدالة، بحسب المصادر الاميركية.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد