عباس النوري يرد على الحملة المصرية الإعلامية عليه

10-07-2007

عباس النوري يرد على الحملة المصرية الإعلامية عليه

استغرب الفنان عباس النوري ما أثارته بعض المواقع الالكترونية والمحطات من ردود فعل تجاه ما جاء في لقائه الذي أجراه في صحيفة الثورة (تاريخ 3 تموز 2007 العدد 13352) وانتقد ما قاموا به من اجتزاء لكلامه بغية الإثارة , وفيما يلي يوضح الفنان عباس النوري ملابسات الأمور ويقول :‏‏

بداية الفنان لا يخشى النقد بل يحتاجه وهنا أقصد نفسي قبل غيري , والكلام الذي قلته في صحيفة الثورة جاء في السياق وتم اقتطافه من قبل بعض المواقع الالكترونية والمحطات على طريقة (ولا تقربوا الصلاة ..) وللعلم فإن المخرجين الذين كانوا راقصين في فرقة الدبكة السورية حصدوا الجوائز كمخرجين في قلب العاصمة المصرية ولا عيب في ما كنا بل العيب في ما نحن عليه .. جاء حديثي في سياق انتقادي لأحد الأعمال المصرية التي كان بطلها نجماً سورياً وقد فُهم من كلامي أني أحيي التجربة وأتمنى لها النجاح وهذا صحيح , لكنني غمزت من قناة الانتباه للمعايير المعتمدة في تقاليد الإنتاج المصرية , وأنا هنا أوضح بأن المعايير عندنا مازالت تقوم على شيء من الاختلاف مع المعايير المصرية واسألوا المخرجين الذين جربوا العمل في مصر .‏‏

إذ ليس من الوارد على سبيل المثال أن ينتظر المخرج حضور ممثليه ولو كانوا نجوماً !. المخرج عندنا صانع أساسي للعمل شأنه شأن المؤلف وله مطلق الحق في قيادة ممثليه نجوماً كانوا أم مبتدئين ..‏‏

وأنا من منطلق حرصي على أفضل النتائج أشاكس في العمل الفني وفي نقده ولا أفرق في ذلك بين عمل لي أو لغيري كما لا أفرق بين عمل سوري أو مصري أو غير ذلك , وأبدأ من بلدي وهي جل اهتمامي أصلاً , إذ إنني أختلف مع الكثيرين من فناني بلدي واختلافي لا يأتي إلا في سياق البحث الدائم عن الأفضل وهناك من يعي ذلك ويقيم حواراً مع كل من يختلف معه وهناك من يغلق باب الحوار مكتفياً بعظمة ما قدم وكأنه أتى ببيضة الديك , وقد علمتنا التجارب أن الديك لا يبيض وإن حكم ..‏‏

لكن ما المقصود من وراء هذه الضجة والإثارة الالكترونية ?.. هل أصبح وراء رأيي علماً ونشيداً ووراء رأي الآخرين كذلك علماً ونشيداً , وبات الاختلاف في الرأي يتم تأويله كما يحلو للبعض على أنه (تعصب وعنصرية وشعوبية .. وما إلى ذلك) !..‏‏

أنا مجرد فنان , سورياً كنت أم أياً كانت جنسيتي لي رأي وأسعى لإسماعه كما أسعى لإقناع غيري أو إقناع نفسي بهذا الرأي أو بعكسه , ولست متشبثاً ولا أقف على قناعة سوى المبادئ , ومازلت كما الفنانين العرب كلهم ننظر للفن المصري على أنه الرائد , تعلمنا منه وما زلنا لكن ذلك لا يعني بأن صلاتنا لا تُقبل إلا على هذه القبلة .‏‏

فمع الحب كله تمنينا سابقاً ونتمنى الآن ولاحقاً أن نرى أعمالنا السورية على الشاشات المصرية , منوهين بأننا نفتح صدورنا للنقد لأننا به وحده نقوى .. وهذا ما يحتاجه غيرنا ولا عيب في سماع من نختلف معهم بل العيب أن نصم آذاننا عن الاستماع للغير .‏‏

إن كان المقصود من وراء هذه الضجة الالكترونية دفعي إلى الاعتذار عن (كفر) فأنا لست بكافر .. وإن كان المقصود هو مجرد الإثارة على الانترنيت فأنا أرجو وأتمنى ألا تكون هذا الإثارة مجانية دون فائدة (كما تبدو حتى الآن) , أما إن كان المقصود هو بهدف فتح الحوار فأنا أبدي استعدادي وسعادتي لذلك وأرحب بهكذا خطوة ستلد تفاهماً وإن كان بالحد الأدنى .‏‏

وبناءً على ما تقدم تعالوا لنختلف باحترام وليسمع أحدنا الآخر فنحن أمة تجيد رصف الكلام دون أن تفكر , تعالوا نفكر وكفى (صف حكي) .‏‏

ومع حبي كله أشكر كل من انتقدني وأبدى بحقي رأياً ساخناً كان أم بارداً (لا يهم) ذلك لأنني أدرك تماماً بعض الغايات الصحفية التي يمكن لها أن تقتطع ما تريد وتُفهم الآخرين ما تريد بعيداً عن الغايات الحقيقية المقصودة وأفهم بأن البعض قد حمل من كلامي ما يريد ليسأل الآخرين تعليقهم على ذلك وهو بذلك ظلمني وظلم أصحاب الآراء والتعليقات سواء التي ساندتني أو انتقدتني , أقبل النقد ولا أخجل من ذلك لكنني لن أعتذر عن كفر لم أقدِم عليه , وكفى .‏‏

فؤاد مسعد

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...