عبدلله غل يتعهد بالدفاع عن علمانية تركية
تعهد وزير الخارجية التركي عبد الله غل المرشح للانتخابات الرئاسية بالدفاع عن مبادئ الجمهورية وبينها الأسس العلمانية, إضافة إلى تكثيف مساعي الانضمام للاتحاد الأوروبي.
وأعلن غل بعد تسلم ترشيحه رسميا أن "تعزيز قيم الجمهورية التي ينص عليها الدستور والدفاع عنها ستكون هدفي الرئيسي".وكان الرجل سلم رئيس البرلمان كوكسال توبتان رسميا أمس الثلاثاء ترشيحه للانتخابات الرئاسية المقررة نهاية أغسطس/آب الحالي.في غضون ذلك قرر حزب الشعب الجمهوري الذي يقود القوى العلمانية بالبرلمان مقاطعة التصويت على انتخاب رئيس الجمهورية.وتعد هذه المقاطعة خطوة غير كافية لعرقلة التصويت, وتوصف بأنها تحرك رمزي.يُذكر في هذا الصدد أن غل هو المرشح الوحيد حتى الآن, ويواجه في الوقت نفسه مصاعب في التصويت البرلماني بسبب انتمائه الإسلامي فضلا عن ارتداء زوجته الحجاب الذي يواجه حظرا في الدوائر العامة.
وكان حزب العدالة والتنمية بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان والذي حقق فوزا ساحقا بالانتخابات التشريعية الأخيرة قد قرر الإبقاء على ترشيح غل، في تحد للأوساط العلمانية والمؤسسة العسكرية بعد أن عارضت ترشيح إسلامي لمنصب رئاسة الجمهورية الربيع الماضي مما أدى لأزمة دستورية حادة.
ومن المقرر أن يجري البرلمان الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية يوم الاثنين المقبل.وتعقد جلسة التصويت الأولى –وفق جدول أقره البرلمان الأسبوع الماضي- الاثنين المقبل, تتبعها بعد أربعة أيام جولة ثانية ثم ثالثة بعد ثمانية أيام.وتحتاج سلامة عملية انتخاب رئيس الجمهورية اكتمال نصاب البرلمان أي ثلثي الأصوات في جولته الأولى والثانية, لكنه لا يحتاج هذا النصاب في الثالثة.ولا يملك العدالة والتنمية أغلبية الثلثين بالبرلمان الذي أفرزته انتخابات الشهر الماضي, حيث يعود له 46.5% من المقاعد.
المصدر: وكالات
عبد الله غول: سيرة ذاتية:
ادى طموح وزير الخارجية التركي عبد الله جول لرئاسة البلاد الى انقسام الرأي العام التركي، لكنه يستعد لتحدى العلمانيين، بما في ذلك الجيش، للمرة الثانية.
فقد قرر حزب العدالة والتنمية اعادة ترشيح عبد الله جول للرئاسة، ويقول الحزب ان ذلك ما يريده الناخبون الاتراك، لكن معارضة العلمانيين لترشيحه تبقى قوية.
وفي مايو ايار الماضي، تظاهر ملايين الاتراك معارضين فكرة تنصيب رئيس من حزب العدالة والتنمية، كما هدد الجيش بالتدخل لحماية النظام العلماني ان تطلب الامر ذلك.
لكن حزب العدالة والتنمية فاز بعد ذلك بالانتخابات البرلمانية المبكرة بحصد نصف الاصوات تقريبا.
ويقول جول البالغ من العمر 56 عاما انه قطع كل صلاته بالاسلام السياسي، كما يشير الى السنين الاربعة التي قضاها كوزير للخارجية، يعمل من اجل الاصلاحات الديموقراطية وملف تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
ولا يحب الاتراك ارتداء زوجة جول الحجاب الاسلامي. وان صار جول رئيسا، فستكون زوجته اول سيدة اولى تركية ترتدي الحجاب، ولو ان الامر صعب نظرا لمنع الحجاب في كل المؤسسات الرسمية التركية.
يذكر ان تركيا حافظت على نظامها العلماني منذ اصبحت جمهورية في 1923. وللرئيس التركي الحق في نقض مشاريع القوانين وحل البرلمان، كما يعين رئيس الوزراء.
جول بلا شك سياسي محنك، فقد عمل على الدفع بمحادثات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي منذ شغل منصب وزير للخارجية في 2003، كما كان رئيسا للوزراء في 2002 واوائل 2003، لكنه كان فقط يملأ الفراغ الذي تركه اردوغان.
فإردوغان كان قد ادين بتهمة جنائية بعدما قرأ قصيدة شعرية اسلامية خلال تجمع سياسي، ومنع من المشاركة في انتخابات 2002. واشرف جول عندها على تغييرات دستورية ثم تنحى لصالح جول بعد انتخابات فرعية.
لكن جول ليس غريبا عن الجدل حول العلمانية والدين في بلاده، ويقول بعض المحللين انه مثل اردوغان في تشبثه بجذوره الاسلامية، ان لم يكن اكثر تشبثا بها.
ويتخوف العلمانيون من تطبيق حزب العدالة والتنمية برنامجا اسلاميا في حال سيطرته على البرلمان والرئاسة.
حاول عبد الله جول اظهار شيء من المرونة بتعهده بالالتزام بالمبادئ العلمانية التركية، وفيما يخص الحجاب، قال انه "اختيار شخصي على الجميع احترامه".
لكن قضية قبرص كانت دائما حجر عثرة بالنسبة لجول، فخلال الفترة المحدودة التي قضاها رئيسا للوزراء، اشار الى انها من اهم اولوياته، لكنها بعد اربعة سنوات مازالت تعرقل مساعي تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وفي العام الماضي، قال جول ان قبرص تعطل جهود الانضمام التركية.
وانتقد عبد الله جول ايضا السياسة الامريكية في الشرق الاوسط قائلا ان دعم واشنطن لاسرائيل في حربها على لبنان الصيف الماضي اغضبت الاتراك، وان حتى المعتدلين منهم قد يصبحوا معادين لامريكا.
ومن القضايا الهامة الاخرى في برنامجه العلاقات مع سوريا وقضية الانفصاليين الاكراد.
ولد عبد الله جول في قيصري في 10 اكتوبر عام 1950. وحصل على شهادة للتعليم العالي في الاقتصاد عام 1971 ودكتوراه من جامعة اسطنبول في 1983.
ودخل جول الذي يتحدث الانجليزية والالمانية البرلمان في 1991 كعضو في حزب الرفاه، وفي 1999، اعيد انتخابه في حزب الفضيلة الذي حل محل حزب الرفاه.
وفشل جول في نيل منصب رجائي كوتان على رأس حزب الفضيلة عام 2000، وذلك بفارق قليل من الاصوات.
وفي 2001، اصبح عبد الله جول من الاعضاء المؤسسين في حزب العدالة والتنمية.
ولجول ابنان اثنان وبنت مع زوجته خير النسا اوزيورت التي تزوجها في 1980.
إضافة تعليق جديد