علمـاء يبحثـون سبـب وجـود الكـون

12-03-2012

علمـاء يبحثـون سبـب وجـود الكـون

عززت معالجة ذرة مضادة للهيدروجين للمرة الاولى، آمال العلماء في التعرف على سبب وجود الكون.
وقام علماء بريطانيون بإجراء تجارب مبتكرة على المادة التي تحتوي على جسيمات مضادة للمادة العادية للكون، وهو ما من شأنه أن يعزز أبحاثاً استمرت عقوداً من الزمن على نظريات علمية، ويقدم إجابة عن أسئلة جوهرية مثل تلك التي تبحث في سبب وجود الكون.
واعلن باحثون بريطانيون وزملاؤهما العاملون في مختبر «سيرن» في سويسرا، أنهم تمكنوا من معالجة ذرة مضادة للهيدروجين للمرة الأولى. وكان من نتائج التجربة أن وثبت الذرات المضادة المراوغة - التي اصطادها العلماء بعد جهد جهيد، الواحدة تلو الأخرى وفحصوها بموجات كهرومغناطيسية قصيرة جداً ـ «وثبة» بالغة الصغر.
وتعتبر التجربة - التي نشرت نتائجها مجلة «نيتشر» الطبيعة - أول تفاعل ناجح مع ذرة مضادة للمادة، وتشيع الأمل في أن يتمكن العلماء من معرفة المزيد عن خواصها.
ووفقا للنظريات العلمية فإن أي نوع من أنواع المادة في الكون وُجد بعد الانفجار العظيم يجب أن يصاحبه عدد مماثل من المادة المضادة مطابق لها في البنية، ومعاكس لها في الخواص المباشرة.
وتكمن مشكلة النظرية في أن ذرات المادة حينما تتصادم مع نظيراتها من المادة المضادة، فإن الفريقين يقضيان على بعضهما البعض في الحال، وهو ما يجعل السبب في قدرة الأشياء على الوجود في هذا الكون لغزاً محيراً.
ويكمن الجواب بنظر العلماء في وجود فوارق دقيـــقة بين حالتي المادة، والتي جعــلت المادة العادية التي تُشكل هذا الكون تفــوق المادة المضادة عدداً وقدرة على الاستمرار وتُبيدها.
ولأن المادة المضادة أُبيدت مباشرة بعد خلقها لاصطدامها بالمادة العادية، تعين على العلماء اصطيادها في فراغ - وهو ما استطاعوا فعله أول مرة الصيف الماضي - لكي يتمكنوا من دراستها لدقائق معدودة.
ويأمل العلماء بذلك تسليط الضوء على الاختلافات التي تجعل من وجود الكون ممكناً بالشكل الذي عليه حالياً.
وقال المتحدث باسم فريق العلماء جيفري هنغست «أثبتنا أننا قادرون على دراسة البنية الداخلية للذرة المضادة للهيدروجين، ونحن متحمّسون جداً. إننا ندرك الآن أن بالإمكان إجراء تجارب لتحديد قياسات مفصلة للذرات المضادة».
وأضاف «الهيدروجين هو أكثر العناصر وفرة بالكون، ونحن نعرف بنيتها تمام المعرفة. وبمقدورنا الآن أن نشرع في استخلاص الحقيقة من الذرة المضادة للهيدروجين. فهل هي مختلفة؟ يمكننا القول بكل ثقة إن الزمن كفيل بإعطاء الجواب».


(«عن الـ«دايلي تلغراف»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...