عمارة يعقوبيان فيلم دون مستوى الضجة الإعلامية
اعتبر عدد من نقاد السينما المصرية ان فيلم "عمارة يعقوبيان" للمخرج الشاب مروان حامد الذي اقيم له عرضا خاصا مساء الاثنين في المسرحين الكبير والصغير بدار الاوبرا المصرية فيلم جيد الا انه جاء دون التوقعات التي اثارتها الحملة الاعلامية الضخمة المرافقة له.
ولم يؤثر انسحاب بعض المشاهدين على الاقبال الكبير على حفل العرض الخاص خصوصا من نجوم السينما المصرية الذين امتلأت بهم القاعتين اللتين عرض فيهما الفيلم الذي صفق له الجمهور كثيرا في نهاية العرض.
وتغيب الكاتب علاء الاسواني مؤلف الرواية المقتبس منها الفيلم لان الشركة المنتجة لم تقم بدعوته للعرض الخاص الى جانب عدد من النقاد المصريين الذين عبروا عن دهشتهم لهذا التجاهل.
وبغض النظر عن هذه الاجواء فان الانطباع العام عن الفيلم هو انه جيد لكنه طويل (حوالي ثلاث ساعات) واقل من المتوقع خاصة بعد الحملة الاعلامية الضخمة التي روجت له وهذا ما كان حذر منه الفنان نور الشريف احد ابطال الفيلم في مقابلات سابقة معه معتبرا ان "المبالغة في الاعلام قد تضر بالفيلم".
ورأى عدد من النقاد ان الفيلم "رغم هفوات وقع فيها فانه جيد ويسير عكس تيار السينما الحالية بما تقدمه من افلام مقاولات لا يهمها سوى الربح وتسطيح الوعي" كما قال الناقد السينمائي طارق الشناوي.
واعتبرت الناقدة علا الشافعي ان الفيلم "سيساهم في تشكيل منعطف جيد في الزمن المعاصر للسينما المصرية الى جانب ارض الخوف لداود عبد السيد وسهر الليالي لهاني خليفة وبحب السيما لاسامة فوزي التي ابتعدت عن التيار السائد على السينما المصرية خلال السنوات الاخيرة".
واشار الشناوي الى ان الفيلم "ينقل المشاهد الى اجواء رواية الاسواني حيث ان كاتب السيناريو وحيد حامد التزم بالرواية بخطوطها العريضة وحافظ على اجوائها خصوصا في النقد السياسي اللاذع للسلطة".
ويبرز هذا النقد بشكل خاص في مشهد يجمع رمز السلطة كمال الفولي (خالد صالح) مع ماسح الاحذية الذي اصبح من اغنياء البلد وعضو برلمان نتيجة اتجاره في المخدرات (نور الشريف) واقتسامه ثروة الاخير رغم اسقاطه فقرة في الرواية تتهم اعلى قمة السلطة بالمشاركة في اقتسام هذه الثروات.
وحول الاخراج اتفقت علا الشافعي والشناوي على ان "المخرج مروان حامد استطاع ان يدير اداء كبار نجوم السينما المصرية بشكل جيد بحيث نقل النقد السياسي للسلطة ضمن المسموح به رقابيا بشكل جيد ونفس القول ينطبق على تصوير بؤس الحياة فوق السطوح وتنوعها".
وكان اداء الممثلين جيدا ولكن "يبدو ان اداء بعض الشخصيات جاء اقل من مستوى اداء غيرها" كما يشير الناقد اشرف بيومي "خصوصا دور ابن البواب (محمد امام ابن عادل امام) الذي تحول الى ارهابي بعد اغتصابه من قبل رجال الامن بعد اعتقاله اثر مظاهرة للحركات الاسلامية".
واجمع معظم المتحدثين وبينهم الناقد عادل عباس على "الاداء المتميز للفنان عادل امام في هذا الفيلم خصوصا وهو يقدم شخصية جديدة عليه بعد ربع قرن من التفرد في قمة السينما المصرية قبل انتشار سينما الكوميديا".
وبالنسبة لشخصية حاتم رشيد الشاذ جنسيا في الفيلم والتي رفض الكثير من نجوم السينما المصرية اداءها واعتذروا عن الدور بما فيهم الفنان فاروق الفيشاوي فقد لقى الفنان خالد الصاوي الذي قام بادائها استحسان الجميع.
وقال الناقد محمد صلاح "استطاع خالد الصاوي وباسم السمرة في الدور الذي جمعهما بتصوير حالة الفساد الاجتماعي والشذوذ الجنسي وبتأدية دورهما في المشاهد التي جمعتهما بشكل رائع".
ورغم استحسان الجميع للدور الذي اداه الفنان نور الشريف الذي انتقل في وضعه الاجتماعي من ماسح احذية الى مليونير بسبب تجارة المخدرات فان الشناوي اعتبر ان اداء "نور الشريف وسمية الخشاب التي لعبت دور زوجته الثانية كان كلاسيكيا وكان ممكن ان يؤديا افضل من ذلك في الفيلم".
وكان الفيلم عرض في سوق مهرجان كان السينمائي التاسع والخمسين ولاقى استحسان النقاد العرب والاجانب.
كما انتزع جائزة افضل اول عمل اخراجي في مهرجان "تريبكا" في نيويورك وهو مهرجان اسسه الممثل والمنتج روبرت دي نيرو.
كما نال الفنان الكبير عادل امام جائزة تقديرية عن دوره في الفيلم.
و"عمارة يعقوبيان" ثاني الافلام الروائية للشاب مروان حامد الى جانب فيلم روائي قصير عن قصة ليوسف ادريس "لي لي" وبلغت كلفة انتاج هذا الفيلم الذي يعتبر الاغلى في تاريخ السينما المصرية 22 مليون جنيه مصري (اربعة ملايين دولار).
وكان من ابرز الحضور الى جانب نجوم الفيلم المخرجين داود عبد السيد وايناس الدغيدي والمطرب هاني شاكر والفنانين ميرفت امين وشريف منير ومنى زكي واحمد الفيشاوي وهيثم احمد زكي.
المصدر: ميدل إيست أونلاين
إضافة تعليق جديد