فؤاد عبود بوصفه عقدة الدبلوماسية الأمريكية في علاقاتها اللبنانية

07-03-2007

فؤاد عبود بوصفه عقدة الدبلوماسية الأمريكية في علاقاتها اللبنانية

الجمل:   بدأت ماكينة اللوبي الإسرائيلي تشن حملتها الجديدة، التي تستهدف في هذه المرة السيد فريد عبود، السفير اللبناني في واشنطن. وعلى ما يبدو فإن مواقف فريد عبود لم تتماشَ مع توجهات إسرائيل وجماعة المحافظين الجدد الهادفة للسيطرة على السياسة الخارجية اللبنانية وتوظيف السفارات والدبلوماسيين اللبنانيين في الصراع ضد سوريا والمقاومة الوطنية اللبنانية وإيران.
كتب الباحث اليهودي في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع للوبي الإسرائيلي، مقالاً تم نشره في مجلة الويكلي ستنادرا التابعة لجماعة المحافظين الجدد، وقد حمل المقال عنون (اطردوا عبود: لماذا تحتاج سوريا إلى سفيرين في واشنطن؟).
يبدأ ديفيد شينكر مقاله متهكماً، زاعماً أن لسوريا سفيرين في واشنطن، هما: عماد مصطفى السفير السوري الرسمي، وفريد عبود سفير لبنان في واشنطن.. ثم يتحول بعد ذلك إلى اتهام عبود بالآتي:
- إن فترة عمل السفراء هي أربع سنوات، ولكن فريد عبود امتدت فترة عمله إلى ثماني سنوات.
- الارتباط بسوريا وبالرئيس اللبناني إميل لحود المرتبط بسوريا أيضاً.
- سياسات حكومة السنيورة.
- معاداة تحالف قوى 14 آذار.
- عدم القيام بأي دور إيجابي في دعم جهود التحقيق الدولية وإنشاء المحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال الحريري.
كذلك حاول الباحث اليهودي ديفيد شينكر تناول بعض الجوانب التي تقلل من مصداقية تولي فريد عبود لمنصب السفير اللبناني في واشنطن، ومن أبرزها:
• حاول رئيس الوزراء اللبناني نقل فريد عبود من واشنطن إلى تونس.. ولكن الرئيس اللبناني إميل لحود رفض الموافقة على ذلك.
• حاول رئيس الوزراء اللبناني تعيين 58 سفيراً ودبلوماسياً في الخارجية اللبنانية، ولكن الرئيس اللبناني اميل لحود رفض ذلك أيضاً.
كذلك أشار ديفيد شينكر إلى عمل الإدارة الأمريكية لعزل عبود عن اتصالاتها وتعاملاتها مع حكومة فؤاد السنيورة وذلك باللجوء لاستخدام بعض القنوات الأخرى.. والتي من أبرزها: اللبنانية كارلا الجزار، والتي تعمل نائبة لرئيس البعثة الدبلوماسية اللبنانية.. وذلك لإدراك الأمريكيين بأنها (غير مرتبطة بسوريا) ولا بـ(رئيس الجمهورية اللبنانية اميل لحود). ويقول الباحث ديفيد شينكر بأن اللبنانية كارلا الجزار ظلت تمثل واجهة لبنان أمام الإدارة الأمريكية ووزارة خارجيتها.
كذلك يضيف ديفيد شينكر قائلاً: إن أجهزة الإعلام الأمريكية مثل شبكة أخبار فوكس نيوز (تابعة للوبي الإسرائيلي ويملكها اليهودي روبرت مردوخ زعيم جماعة المحافظين الجدد) وغيرها، ظلت تفسح المجال دائماً للبنانية كارلا الجزار لكي تتحدث للرأي العام الأمريكي والعالمي عن مشاكل لبنان واللبنانيين.
يرى الباحث اليهودي ديفيد شينكر بأن التحديات التي تواجه حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أصبحت أكثر تعقيداً، وبأن الأوضاع سوف تزداد سوءاً في علاقة حكومة السنيورة مع واشنطن إذا استمر فؤاد عبود في منصبه سفيراً للبنان. وذلك لأن الإدارة الأمريكية –وبالطبع من ورائها إسرائيل وجماعة المحافظين الجدد- مقتنعة بأن السفير عبود (لن يناصر وجهات نظر حكومة السنيورة إزاء المحكمة الدولية ونزع سلاح حزب الله وسوريا وإيران)..
ويضيف ديفيد شينكر قائلاً بضرورة أن تقوم حكومة السنيورة بإقصاء السفير فؤاد عبود. وتعيين سفيراً لبنانياً جديداً.. وذلك لأن الإدارة الأمريكية لا تود طرد السفير فؤاد عبود واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه.. وقد لمح ديفيد شينكر إلى أن أفضل من يتولى منصب السفير اللبناني في واشنطن هو كارلا الجزار.
وعموماً نقول: إن كارلا الجزار لا تصلح لأن تكون سفيرة لبنان في واشنطن.. بل واستناداً إلى أحاديثها الصحفية في شبكة فوكس نيوز والـ(سي.إن.إن) وبعض القنوات الفضائية العربية، يمكن القول بأنها تصلح لأن تكون سفيرة لإسرائيل  وجماعة المحافظين الجدد لدى حكومة السنيورة وقوى 14 آذار.. أما فيما يتعلق بعدم رغبة الإدارة الأمريكية اعتبار السيد فؤاد عبود شخصاً غير مرغوب فيه في واشنطن، فإن الإدارة الامريكية لم تفعل ذلك من قبيل الاحترام للعلاقات الدبلوماسية، بل تخاف من أن يؤدي ذلك إلى قيام الرئيس اللبناني بتطبيق القاعدة الدبلوماسية التي تنص على مبدأ المعاملة بالمثل، ويقوم بالتالي (رداً على إجراء واشنطن) باعتبار السفير الأمريكي في لبنان شخصاً غير مرغوب فيه، وبالتالي يتم طرد فيلتمان السفير الأمريكي في لبنان، صديق السنيورة- الحريري- جنبلاط وسمير جعجع، وتفقد قوى 14 آذار واحداً من ابرز حلفائها.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...