فليتمان يستدرج لبنان للضغط على سوريا والتضييق عليها

23-05-2011

فليتمان يستدرج لبنان للضغط على سوريا والتضييق عليها

تكشفت الزيارة الأخيرة لمساعد وزير الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان الى بيروت عن محاولة لاستدراج لبنان الى الضغط على سوريا والتضييق عليها، في إطار المسعى الغربي لمحاصرة الرئيس بشار الأسد وتخييره بين الخضوع للشروط الأميركية.. وبين تحمل تبعات زرع الفوضى في سوريا.
وكان لافتاً للانتباه أن فيلتمان، الذي أهمل الشأن الحكومي، جاء حاملاً أسئلة محددة الى المسؤولين اللبنانيين حول مرحلة إحكام الحصار والعقوبات الدولية ضد سوريا، وقال أمام مستقبليه إن واشنطن تريد أن تعمم النموذج الكوري الشمالي على سوريا وأن تجعل بشار الأسد محاصراً في دمشق على طريقة الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ إيل.
وسأل فيلتمان الرئيس ميشال سليمان عن كيفية تعامل الحكومة اللبنانية مع خيار العقوبات المتدرجة التي ستتخذ بحق سوريا وقيادتها، خاصة، وكان جواب الرئيس سليمان واضحاً وحاداً ومفاجئاً لفيلتمان والسفيرة الأميركية مورا كونيللي، حيث أكد لهم أن علاقات لبنان وسوريا هي من عمر البلدين، وأن ظروف التاريخ والجغرافيا والحاضر والمستقبل، كلها تجعل واقع العلاقات بين البلدين، مترابطاً ووثيقاً، كما أن اتفاق الطائف الذي تحول الى دستور، يتحدث بشكل واضح عن العلاقات المميزة بين البلدين، فكيف تريدون منا أن نتحول الى جسر أو ممر لمحاصرة سوريا ومعاقبتها على خياراتها الوطنية والقومية؟
وكرر فيلتمان الأسئلة ذاتها أمام رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي وأمام النائب وليد جنبلاط والآخرين ممن التقاهم سراً أو علناً، وكان واضحاً أن الادارة الأميركية تريد مواصلة الضغط وتوسيع العقوبات بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، وبالتالي على لبنان أن يحدد كيفية تعامله مع قضايا الحدود والترانزيت والمصارف والتبادلات على أنواعها بين البلدين، فضلاً عن المستوى السياسي بين قيادتي البلدين الخ...
وتوقف الرئيس نبيه بري عند محاولة الأميركيين توريط لبنان بإجراءات سلبية حيال سوريا، مشدداً على أن استقرار وضعها هو في كفة وباقي التفاصيل في كفة أخرى.
وقال بري إنه تأكد من صوابية قراره بعدم استقبال فيلتمان بعدما قرأ البيان الصادر حول فحوى زيارته الى لبنان، مبدياً استهجانه الكبير للتدخل الفاضح من قبل فيلتمان في الشؤون الداخلية اللبنانية من خلال ربطه مستقبل الموقف من الحكومة المقبلة بطبيعة تركيبتها ومحتوى بيانها الوزاري.
ورأى بري أن فيلتمان أراد أيضاً من خلال مجيئه الى بيروت ان يعبر بشكل أساسي عن قلق بلاده مما جرى في مارون الراس، وانعكاساته على أمن إسرائيل، متجاهلاً ما تعرض له المتظاهرون المدنيون المسالمون على الحدود من اعتداء إسرائيلي وحشي أوقع في صفوفهم عدداً من الشهداء والجرحى، فأين فيلتمان وإدارته من حقوق الإنسان التي يتغنون بها في بياناتهم ومواقفهم؟
الى ذلك، ورداً على سؤال  حول توقعاته للمرحلة المقبلة، خاصة بعد لقائه فيلتمان، قال النائب وليد جنبلاط إن على لبنان أن يتمسك باتفاق الطائف، داعياً الى الإسراع في تشكيل الحكومة في مواجهة بعض الأصوات العبثية من 8 و14 آذار التي تحاول التعطيل، لافتاً الانتباه الى أن تشكيل الحكومة هو ضمانة للاقتصاد والأمن والمقاومة وسوريا.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...