قتل طبي برخصة رسمية

15-04-2007

قتل طبي برخصة رسمية

الطب مهنة انسانية والاطباء أقسموا يمين الإخلاص لمهنتهم ليكونوا رحمة للعالمين لاقتلة في ثياب ملائكة...

والقصة التي بين أيدينا كما رواها لنا والد ووالدة الشاب الضحية معززة بالوثائق والصور والتحاليل تظهر مدى الاستهتار بحياة المواطنين وهي بالرغم من مأساويتها حيل دون الوالد وامه من نشرها طوال هذا الوقت، لأن الطبيب مدعوم والضحية من خلق الله... والغريب أن مشافينا في العاصمة خاصة قد زودتها الجهات المعنية بكل ماتحتاج وبكل الاجهزة الحديثة المتطورة التي قد تفتقر لها المشافي الخاصة ذات العشر نجوم من اجل التصدي لأمراض وعمليات جراحية غاية في التعقيد والصعوبة حتى اصبح للمشفى الذي قتل فيه علي علم في رأسه نار.. حتى بات من الصعب ان يصدق الانسان ان يمر خطأ مثل الذي قتل علي وأودى بحياته، لكن على مايبدو ان مهارة مشافينا العامة وبعض اطبائنا هنا انتقائية « فهي عشر نجوم لأبناء الست والموت لأبناء الخادمات لايحظى بها اي مريض ولاتكون منصبة على الجوانب الانسانية بقدر ماهي لغاية الظهور والشهرة، المهندس الاب عبد العزيز اسد حضر الى مقر الصحيفة بصحبة الام وروى لنا والألم يعتصر جنباته... والأم بكت وبكت حتى تجمع كل الزملاء على صوتها... وقد ابيضت عيناها من البكاء وتعمدنا نشرها كما كتبت بخط الاب دون اضافة او تصرف . ‏

يقول الأبوان.. ابننا علي وهو شاب في المرحلة الثانوية ادخلناه الى أحد المشافي العامة في دمشق ذات السمعة المتميزة بموجب احالة طبية من الطبيب الاختصاصي (ي. أ) بتاريخ13/10/ 2002 واجرى له تجريفاً في البؤرة الورمية المتوضعة عند رأس الفخذ الايسر متوضعة بصورة لاتتجاوز /2ھ1/ سم وبعد إجراء التحاليل اللازمة للخزعة العظمية في مخبر التشخيص المختص بالمرضى في المشفى ذاته وظهور النتيجة بالوثيقةرقم/11313/ تاريخ 15/ 10/2002 وهي عبارة عن خلايا العرطلة اي انه ورم سليم وتمت القراءة من قبل الطبيب (س.ب) وخرج الشاب علي من المشفى المذكور بتاريخ16/10/اي بعد ان اعطي له العلاج اللازم وبتاريخ 27/ 10 فكت القطب لعلي واعطي التوجيهات الطبية اللازمة بعدم الاستناد على الساق واستخدام العكاز وعدم حمل اي وزن قبل شهر ونصف. ‏

وبتاريخ 3/12 كانت المراجعة الثانية وبتاريخ13/12/ جرت المراجعة الثالثة للطبيب ذاته اي للدكتور/ي.أ) وعند تدقيقه بالصور الشعاعية لعظم الورك المصاب، رأى شيئاً آخر شيئاً مختلفاً عن قراءته الاولى فكتب الى المشفى يؤكد وجود أذية حالة للعظم خلافاً للنتيجة الاولى المعلنة والتي تشير الى ورم سليم في عنق الفخذ وبالتالي يجب اعادة النظر بدراسة الخزعة المأخوذة والمحفوظة لدى المشفى. ‏

مرة ثانية وعند إعادة النظر بالخزعة من قبل الطبيب (س. ب) تبين له وجود ورم من نوع (اوستوستراغوما) وليس ورماً سليماً كمابينت القراءة الاولى للخزعة من المشفى ذاته الذي ادى خطأه في التشخيص الى مضاعفات اخرى هي ان المريض لهشاشة منطقة الإصابة اصيب بكسر اضطر الى نقله للمشفى ذاته فأجري له عمل جراحي بتاريخ 16/12/ تم بموجبه استئصال النهاية العلوية للفخذ مع رأس الفخذ المكسور وتجريف الحوض الحقي وتركيب مفصل وركي له، وأخذت عينات من كتلة المرورين وعنق الفخذ ورأسه مع بطن الانسجة العضلية المرتكزة على العظم وحزمة من قناة نقي جسم الفخذ المتبقي وحواف الحوض الحقي واخرى من المحفظة العضلية، وحفظت النتائج كلها بالوثيقة رقم/122147/ تاريخ 6/12/ 2002 الصادرة عن مخبر( ش ـ س) وهي تؤكد ان العظم كان سليماً ولكن الانتقالات كانت عبر النسيج مايؤكد ان الطبيب المعالج( ي.أ) منذ البداية لم يكن مهتماً بالمريض ولم يهتم بنفسه كما اظهرت تطورات المرض بإجراء العمل الجراحي الاول بل ترك المريض لأطباء متمرنين. ‏

فهل ماحصل بدليل استغرابه مما تبديه الصور في المراجعة الثالثة مع الإشارة الى اننا طلبنا انذاك من رئيس قسم التشخيص المرضي منذ اخذت من الضحية الخزعة الاولى احالتنا الى مخبر خارج المشفى لتحليلها فقال لاضرورة لذلك ونحن سنهتم بالامر. ‏

بعد هذه التطورات احتاج المريض( علي) للعلاج الكيميائي فرفض الطبيب المعالج ذاته (ي.أ) ذلك واعطاه شهراً للاستراحة ولكن لم يمضِِ الشهر حتى اضطررنا تحت وطأة ألمه الشديد مراجعة الطبيب في عيادته الخاصة وعندما رأى وضعه اقتنع اخيراً بضرورة العلاج الكيميائي بعد ان بلغ الانتشار مبلغه وأحال مريضنا ( ابننا علي) الى الطبيب (ف.د) فأخذ جرعتين دون تحسن، وأخذ الفخذ بالتورم ودخل مرحلة النزف وانخفاض الخضاب فاضطررنا الى نقله الى مشفى الاسد الجامعي في اللاذقية لاجراء الضماد اليومي وتعامل الكادر الطبي في المشفى المذكور مع حالته«مشكوراً» بجدية واهتمام إلا ان وضعه كان قد اصبح خارج السيطرة وفاضت روحه بعد رحلة العذاب والالم ‏

وتضيف الام والاب خلاصة المعاناة ان الطبيب(ي. أ) مع المسؤولين في مخبر التشخيص المرضي قتلوا ابننا وقتلوا في انفسنا الحلم فلو انه اخذ الامر على محمل الجد وقرأ صواباً تحليل الخزعة من المرحلة الاولى لاختلفت المعطيات وتم التعامل مع الحالة بطريقة اخرى كان من الممكن انقاذ حياة المريض فيها ولكن اذا كان الاستهتار والاستخفاف بحياة الانسان والاطمئنان الى أن موت المريض بسبب خطأ الطبيب لايعني له شيئاً لتمتعه بالحماية المهنية فإنه في نظرنا قاتل قتل ابننا برخصة وسبب لنا كارثة ولن نسامحه ‏.

المصدر: تشرين


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...