قرغيزستان: الحكومة المؤقتة لن تفاوض باكاييف
شهدت شوارع العاصمة القرغيزية بشكيك، أمس، هدوءاً حذراً، في وقت أكد الرئيس المخلوع كرمان بك باكاييف أنه لن يستقيل من منصبه، لكنه أعرب في المقابل عن استعداده التفاوض مع المعارضة، وهو ما رفضته رئيسة الحكومة المؤقتة روزا أوتونباييفا، متهمة باكييف بالتخطيط للعودة مجدداً إلى السلطة.
وذكرت وكالة «آكيبر يس» القرغيزية، نقلا عن مصادر في الحكومة المؤقتة، ان قوات عسكرية وعناصر من وزارة الداخلية وميليشيات مدنية تتعاون لإحلال الهدوء في شوارع العاصمة، فيما أفادت وزارة الداخلية بأنه جرى تفريق من تبقى من «قطّاع الطرق» وجماعات «الشباب المتطرف»، باستخدام القنابل المسيلة للدموع والطلقات التحذيرية.
وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن الموقف في العاصمة القرغيزية «ما زال مضطربا»، مضيفة أنها تواجه صعوبات في التحرك في بشكيك لإيصال المساعدات، بينما ذكر شهود عيان أنّ مواجهات اندلعت مساء أمس الأول بين قوات الأمن ومثيري الشغب، حيث سمع إطلاق نار مرات عديدة في شوارع العاصمة.
إلى ذلك، قال باكاييف، في مقابلة أجرتها معه وكالة «فرانس برس» في مدينة جلال أباد في جنوبي البلاد، إنه لا ينوي الاستقالة من منصبه أو مغادرة قرغيزستان، مستبعداً وجود أي دور لروسيا أو الولايات المتحدة في الأزمة الحالية.
وأصر باكاييف على انه لم يصدر أي أمر للقوات الأمنية بإطلاق النار على المتظاهرين، لكنه أشار إلى أن الشرطة قامت بذلك في اطار القانون القرغيزي، الذي يتيح استخدام القوة في حال تعرض مبنى الرئاسة لهجمات. وأضاف «لست أنا من لطخت يداه بالدماء... وإنما هؤلاء الأشخاص الذين نظموا مجموعات مسلحة لاقتحام البيت الأبيض (مقر الرئاسة)».
وأبدى باكاييف استعداده للتفاوض مع القيادة الجديدة التي نصبت نفسها في البلاد، قائلاً «سأكون سعيدا للجلوس مع المعــارضة إلى طاولة المفاوضات».
لكن أوتونباييفا أكدت أنّه «ليس من المقرر التفاوض مع باكاييف»، متسائلة «ما هي الشروط اللازمة ليستقيل بعدما كان أكثر من الف مواطن من ضحاياه؟». وحذرت من أن «مناصري باكاييف في الجنوب يحاولون إعادته إلى السلطة»، لكنها أوضحت أنّ «جميع محاولات باكاييف للاستيلاء على السلطة مجدداً هي عبارة عن أحلام وردية»، مشيرة إلى أن حاكمين من حكام الولايات الجنوبية هما من أنصار الحكومة المؤقتة.
وأعلن المدعي العام الجديد في قرغيزستان بيتمير أبراييف، أنه تم فتح تحقيق جنائي مع مكسيم باكييف، ابن الرئيس المخلوع، وشقيقيه غني بك ومراد، موضحاً أنّ «لدينا أدلة على أن هؤلاء الأشخاص تلقوا أوامر بإطلاق الرصاص على المدنيين».
المصدر: وكالات
إقرأ أيضاً:
التغيير في كيرغيزستان إلى أين؟
انقلاب وشيك في معادلة الحسابات الاستراتيجية في آسيا الوسطى
إضافة تعليق جديد