كلهم في عيوننا حزب الله

23-07-2006

كلهم في عيوننا حزب الله

كانوا (حزب الله) يقودهم جعفر بن أبي طالب رسول نبيهم إلى ارض كريمة عندما أوصاهم النبي بان يتوجهوا إلى الحبشة ففيها ملك لا يُظلم عنده أحد، وهي أرض صدق حتى يجعل الله لكم مخرجاً مما انتم فيه .
فدخلوا ارض الحبشة دخول الفاتحين وبعدما عَلِم ملك الحبشة الأنصاري مقصد ونيّة (حزب الله)، قال "اذهبوا فأنتم آمنون من سبكم غُرم، ما أحب أن لي جبلاً من ذهب واني آذيت رجلاً منكم"..
هكذا كانوا واليوم عادوا والتاريخ اخبرنا كيف أصبحت نهاية الحكاية..
نقطة تلاحم لا عبور هكذا أستطيع أن نصف مشهد الحدود السورية في (الجديدة). عائلات سورية تذهب بسياراتها لتستقبل العائلات اللبنانية وتقدم المساعدة، وشباب متطوعون يتجولون بين السيارات و الباصات اللبنانية ويسألونهم إن كانوا يحتاجون أية مساعدة وعندما يجيب أحدهم أنه قاصد سورية وليس لديه أحد بها، يقوم الشباب بتوجيههم إلى المراكز التي تتكفل بهم من للاقامة  والضيافة والعمل إن احتاجوا ...
أثناء توزيعي للبطاقات كمتطوعة بين الشباب سمعت بكاء طفل قربي، نظرت الى يميني فوجدت حافلة تضم ما يقارب 25 شخصا نساء وأطفال . صعدت إليه وسألتهم إن كانوا يحتاجون أي
مساعدات .فجاوبتني هدى(في الثلاثين من عمرها)عيناها تكاد تدمعان : أتينا من الجنوب وقصدناكم ولا نعرف أحداً هنا"، فطمأنتها بأ نهم  سيجدون أكثر مما يتوقعون، وسألتها كيف استطاعوا الوصول !
فقالت: الجسور قُصفت، فأتينا عبر البساتين .الطريق خطر فهم يتقصدون قتل الأبرياء. قاطعها طفل في العاشرة من عمره وقال لي (انظري) فرأيت مصحفاً مفتوحاً في مقدمة الباص واخبرني أنهم لم يتوقفوا عن قراءته إلا بعد أن وصلوا إلى الحدود السورية ، خلالها لاحظت امرأة مسنة في السبعين من عمرها تمسح دموعها ، فسألتها : ما الأمر يا خالة ؟ ، فقالت : "الشباب ولادي بقوا بالجنوب، أنا ما بدي أجي يا بنتي بس بناتي ما خلوني لأني مقعدة" .. طمأنتهم وودعتهم وهم مبتسمين راضين وبعدها أكملوا المسير .
اهلنا اللبنانيون عندما يصلون إلى الجمعيات الأهلية يستقبلهم الشباب المتطوعون بحمد الله على سلامتهم ويقدمون لهم أهم الاحتياجات إلى أن يؤمنوا لهم السكن باتصالهم بالعائلات السورية التي تتناسب مع عدد الأشخاص والاحتياجات . وبعد أن تاتي العائلة السورية لتستقبل لبنانيين يتعهد كل منهما بسلامة الآخر و يغادرونا بعد أن نكون قد أمنا احتياجاتهم من لباس وطعام ودواء ومأوى مؤكدين عليهم أن يبقوا على تواصل معنا لأي حاجة أو استفسار .
وممن استوقفنا:
-    السيد علي من البقاع : أب لاسرة من خمسة أشخاص أتى إلينا بعدما قصف مكان عمله ، فسألته : " ماذا تتوقع يحصل لك بعد أن ؟!!" فأجابني :"النصر"..
-    أما آسياوهي أم لأربعة أطفال أتت من الضاحية الجنوبية مع عائلتها الكبيرة التي تتكون مما يقارب 25 شخصاًفقد أخبرتني وهي تبكي "نحن لسنا خائفين ولا هربانين ، رجالنا بقوا بلبنان كرمال الولاد  أجينا .. أنا ما بترك أرضي لولاهم"..
فقلت لها :" إنهم سيرجعون قريباً مرفوعي الرأس" .
-أما عن أهل بلدي ، اللذين يستقبلون العائلات ...
نعم، كنت أتوقع الاندفاع ولكنني لم أتوقعه بهذا الشكل الذي حدث، فمنذ أن بُعثت الرسالة عبر الخليوي بإمكانية مساعدة العائلات اللبنانية ، والاتصالات ترد متواصلة دون توقف على مدار النهار  ...
الناس تقدم بيوتها ومزارعها وتؤمن عملا إن لزم الأمر .
اغلب الاتصالات كانت من عائلات متوسطة الحال: موظفون يستأجرون المنازل كي يستضيفوا الأسر .. مطاعم تقدم الوجبات .. سائقوا تكسي يقدمون خدماتهم بكل الأوقات .. الصيدليات .. محلات الألبسة والأغذية وغيرهم وغيرهم  يقدمون المساعدات .
لفت انتباهي شاب يقيم قريبا من مقر الجمعية حيث تُحضر والدته الطعام ويأتي به إلينا ويقدم المساعدات ، سألته عن اسمه ؟ فقال: "أنا مواطن سوري وما أقوم به لسورية ، إن ذليتي بلدك بتذلك ، وإن عزيتيها بتعزك وأنا عزيز فيها وبها " ، ثم روى لي حادثة وقعت له قبل يوم عندما كان يوزع الطعام أتى إليه طفل وقال له (عمو أنا جوعان بقدر آكل شوية رز اليوم مو آكل شي) ..
لم استطع أن امنع عيناي من ألا تذرف الدموع ولن تتصوري كيف حضنت هذا الطفل وأطعمته من طعامي، أكرر جوابي لك  لا يوجد لدي اسم إلا "سوري"،  فقلت "وهل لك فخر أكبر من هذا".
يا أخوتي دخلتم وطنا كريم بأرضه عزيز بشعبه وسننتصر..
كلكم في عيوننا (حزب الله) وكلنا (النجاشي) فادخلوها سالمين آمنين .


ريم محمود

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...