كونغرس البطة العرجاء: صراع الجمهوريين مع الديمقراطيين

04-12-2006

كونغرس البطة العرجاء: صراع الجمهوريين مع الديمقراطيين

الجمل:بدأت التحليلات السياسية الصادرة في واشنطن تشير إلى سيناريوهات الصراع السياسي الأمريكي الداخلي، بين الجمهوريين والديمقراطيين حول أجندة السياسات الأمريكية الداخلية والخارجية.
• تقرير ديفيد إسبو: ونشرته وكالة الاسوشيتيد برس، وقامت بعرضه صحيفة الواشنطن بوست. ويقول التقرير بأن الديمقراطيين يخططون لإنفاذ أجندة مبكرة –من العيار الثقيل- ويشير كاتب التقرير إلى تصريح نانسي بيلوزي (النائبة الديمقراطية عن ولاية كاليفورنيا، والتي سوف تصبح زعيمة الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي) والذي قالت فيه بأنها قد أعدت العدة من أجل تمرير مشروعات البنود التشريعية، ودفع مجلس النواب لكي يصدر القوانين الخاصة بها، خلال فترة الأسابيع الثلاثة الأول، التي سوف تبدأ من أول جلسة لمجلس النواب الأمريكي الجديد، والمحدد لانقضائها يوم 4 كانون الثاني 2007م. ويقول التقرير:إن هذه البنود تمثل الأساس الذي اعتمدت عليه حملة الديمقراطيين الانتخابية الماضية، كذلك فإن تشديد النائبة نانسي بيلوزي على فترة الأسابيع الثلاثة الأولى كحد أقصى، معناه أن يتم تمرير هذه القوانين قبل أن يلغي الرئيس جورج بوش خطابه الوطني العام الرسمي الرئيسي، والذي تحدد تقديمه في يوم 23 كانون الثاني 2007م.
كذلك أكدت النائبة بيلوزي بأنها سوف تعمل خلال فترة الأسابيع الثلاثة المشار إليها، من أجل وضع وصياغة وإجازة مجلس النواب للقواعد الأخلاقية الأكثر تشدداً في ضبط سلوك وأخلاقيات  أعضاء مجلس النواب الأمريكي، وذلك تنفيذاً لوعدها السابق الذي التزمت به أمام الرأي العام خلال حملتها الانتخابية (نانسي بيلوزي عندما انفجرت أخبار فضائح الشذوذ الجنسي ودعارة الصبيان التي تورط فيها أعضاء الكونغرس الجمهوريين صرّحت أمام الناخبين بأنها سوف تستأجر امرأة لكي تقوم بتنظيف الكونغرس الأمريكي وشطفه من الأوساخ والقاذورات بحيث يغدو نظيفاً...).
مشروعات القوانين التي سوف يسعى الديمقراطيون لتمريرها، خلال الأسابيع الثلاثة الأولى، الهدف منها هو إحراج الرئيس بوش أمام الرأي العام الأمريكي، لأنه سبق أن رفض واستهزأ بهذه الموضوعات الستة، والتي تتمثل في الآتي:
- رفع الحد الأدنى للأجور.
- رفع وزيادة تمويل بحوث الخلايا الجذعية.
- السماح للحكومة التفاوض مع شركات صنع الأدوية من أجل تخفيض أسعار بيع الأدوية.
- الكشف والإعلان عن مخالفات شركات النفط الامريكية للقوانين وتهربها من دفع الضرائب.
- تنفيذ وتطبيق توصيات اللجنة التي حققت في احداث الحادي عشر من أيلول عام 2001م.
- تقليل وتخفيض الفوائد والتكاليف على القروض التي يتم تقديمها للطلاب.
أبرز المشاكل التي سوف تواجه الديمقراطيين (الأغلبية)، تتمثل في حق الجمهوريين (الأقلية) في تعطيل وعرقلة عملية التصويت، عن طريق طلب التعديلات، على النحو الذي يؤدي لتأخير صدور هذه القوانين، وهو أمر لن يتردد الجمهوريين في استخدامه، كما يقول معظم المحللين.
• تقرير والتربينكس: ونشرته صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ اليوم 4 كانون الأول 2006م، ويقول فيه: إن الديمقراطيين المعارضين للحرب، انتقلوا إلى –تولي- المناصب الرئيسية. ويقول كاتب التقرير ما قاله الديمقراطيون (الذين كانوا أقلية –آنذاك)، حول حرب العراق قبل شنها، وتم رفضه من قبل الجمهوريين، باعتبار أنه غير صحيح، سوف يتبين في اجتماع الكونغرس الجديد القادم بأن ما قاله الديمقراطيون كان صحيحاً، وما قاله الجمهوريون كان خاطئاً، وأبرز النقاط المتعلقة بذلك تتمثل في الآتي:
- التداعيات والتأثيرات السلبية التي سوف تنتج عن حرب العراق، وما يترتب عليها من نتائج ضارة بالمصالح الأمريكية.
- معارضة إعطاء الرئيس بوش تفويضاً مفتوحاً من الكونغرس بشن الحرب ضد العراق، بسبب ما يترتب على ذلك من احتمال قيام الرئيس الأمريكي، من تجاوزات وسوء استغلاله للسلطة.
أبرز الديمقراطيين الذين  سوف يتقلدون المناصب الرسمية التشريعية الرئيسية المؤثرة في الأجهزة التشريعية:
* النائبة نانسي بيلوزي، سوف تصبح رئيسة الأغلبية بمجلس النواب الأمريكي.
* السيناتور الديمقراطي هاري ريد: سوف يصبح رئيس لجنة خدمات القوات المسلحة.
* النائب الديمقراطي ديفيد آر أوبي: وسوف يكون رئيس لجنة المخصصات المالية.
ويعمل الديمقراطيون حالياً من أجل اختيار لجان المخابرات، والأمن القومي، والسياسية الخارجية.
ويقول كاتب التقرير: إن هذه اللجان تلعب الدور الرئيسي في إعداد وصياغة مشروعات القوانين وتعديلاتها، إضافة إلى صلاحياتها الكبيرة في تقصي الحقائق.
• تقرير جوناثان وايزمان الثاني: ونشرته أيضاً صحيفة الواشنطن بوست: وقد عمل عنواناً ساخراً (كونغرس البطة العرجاء نفذ الوقت أمامه). تحدث فيه عن:
- القوانين التي كان الكونغرس يسعى لتمريرها والمصادقة عليها، خاص قانون برنامج التنصت على الأمريكيين دون إذن مسبق، ولكن لم يعد أمامه متسع من الوقت للقيام بذلك.
- القوانين التي قام الكونغرس بتمريرها والمصادقة عليها وفقاً لذرائع، تبين أن من أيدوها كانوا مخطئين، ومن عارضوها كانوا صائبين.
ويقول كاتب التقرير: إن الديمقراطيين الذين كانوا يشكلون أقلية أمام الجمهوريين في الفترة السابقة قد عانوا من تجاهل وازدراء الجمهوريين لما كانوا يطالبون به، وقد ثبت أنه قد كان صحيحاً.. ومن ثم يقول الكاتب: إن خبرة المواجهات السابقة بين الجمهوريين والديمقراطيين، قد أجهدت العلاقة بينهما في المؤسسات التشريعية الأمريكية، على النحو الذي سوف ينعكس خلال فترة الكونغرس القادمة.
• تحليل ستيفن زينوس: وقد نشره مركز الدراسات التابع لمركز العلاقات الخارجية، والذي يحمل اسم سياسة خارجية تحت دائرة التركيز. وقد كان عنوان التحليل (حرب الديمقراطيين)، قال ستيفن زينوس في بدايته: (باستلام السلطة تأتي المسؤولية، وبمجرد ما يتولى – الديمقراطيون- كل من مجلسي كونغرس (مجلس النواب- ومجلس الشيوخ) في 3 كانون الثاني 2007م، فإن الديمقراطيين سوف تكون لهم المسؤولية في عملية إخراج القوات الأمريكية من العراق على وجه السرعة بقدر ما كان ذلك ممكناً من الناحية العملية).
وتحدث الكاتب عن العراقيل التي يمكن أن يحاول الجمهوريون القيام بها، ولكنه استدرك ذلك قائلاً: إن ذلك لا يعني شيئاً في نهاية الأمر طالما أن الديمقراطيين يملكون الأغلبية في المجلسين وبالتالي في الكونغرس.
وأخيراً تجدر الإشارة إلى ما قاله أحد صقور الحزب الجمهوري، من المؤيدين لإسرائيل، والاستمرار والتصعيد في حرب العراق، والقيام بضرب إيران، في تعليق له على حالة الخلاف التي سوف تحدث داخل الكونغرس الامريكي بين الجمهوريين والديمقراطيين، يقول: (أن ننقسم وتنتصر في الحرب ضد الإرهاب، خير من أن نتفق وننهزم فيها).. وعلى ما يبدو فإن حديث هذا الجمهوري هو بمثابة إشارة إلى أن ثمة معركة كبيرة بين المعسكرين سوف تدور رحاها في الكونغرس.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...