لا تقارنوا أطفالكم بآخرين
يطلب بعض الأهالي من طفلهم ـــــ بهدف تحسين سلوكه ـــــ التصرف كطفل آخر، فهم يعتقدون أن الطفل الثاني يتمتع بشخصية متوازنة، ولكنهم لا يدركون أن طلبهم يسبّب الألم لابنهم.
ترى المعالجة النفسية والاختصاصية في علم النفس العيادي كلوديا نعمة أن أبشع ما يتعرض له الطفل هو مقارنته بطفل آخر، كأن يقول له أهله إن الطفل الغريب عنهم أحسن منه، ويجعلوه مثالاً أعلى له. هذه المقارنة لا تحسّن سلوك الطفل بل تسبّب له مشاكل نفسية عديدة.
تشدد نعمة على أن الأهل هم المثال الأعلى للطفل، والأطفال الآخرين قد يُعدّون منافسين له. أما في حال غياب الأهل، كأن تكون الأم متوفاة مثلاً، فإن الجدة أو العمة أو الخالة، يجب أن تكون المثال الأعلى.
وفي حديثها عن المشاكل التي تنتج عن مقارنة الطفل بآخر أفضل منه في عيون الأهل، تقول نعمة «إن هذا السلوك يُشعل الغيرة في قلب الابن، ما يدفعه إلى الحقد والتصرف بعدوانية تجاه ذلك «المثال الأعلى». إن الطفل يشعر بأن أهله لا يحبونه ولا يرضون به، ويفضّلون الآخر عليه»، وتتابع «وهنا يكون للطفل ردّا فعل؛ فإما أن يتطرف بسلوكه ويتصرف على عكس ما يطلبه أهله ليستفزّهم، أو يصبح خاضعاً ويضطر إلى تقليد الطفل الآخر ظاهرياً، لكنه في الحقيقة يشعر بأنه لا يشبهه».
تنصح المعالجة النفسية الأهل بعدم مقارنة أبنائهم بالآخرين، وبألّا يطلبوا منهم تقليد أي ولد، ومن نافل القول إن الولد الذي لا يشعر برضى والديه عنه لن يشعر بالثقة بالنفس.
دعاء السبلاني
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد