لماذا طلبت الرباط تأجيل زيارة ساركوزي؟
رأى مراقبون في تعليل الرباط، تأجيل زيارة العمل التي كان من المقرر أن يقوم بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للمغرب بعد غد بأنه تم بطلب منها، ولأسباب مرتبطة بالأجندة، تبريرا وراءه امتعاض الرباط، من اختيار ساركوزي الجزائر كأول محطة في جولته المغاربية، ما ينقض تقليدا درج عليه الرؤساء الفرنسيون السابقون، وخصوصاً جاك شيراك، عندما كانوا يختارون المغرب أول محطة في المنطقة المغاربية. لاسيما إن فرنسا تعد الشريك الأول للمغرب في كل المجالات، ومحاميها لدى الاتحاد الأوروبي، مايضفي على علاقات البلدين صفة الشراكة الاستراتيجية، وللحيلولة دون وقوع فتور بين الرباط وباريس، وتجنبا لأي تأويل قد يسيء فهم طلب الرباط تأجيل الزيارة، يربط المراقبون بين التأجيل، وإيفاد الطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب في الخارجية وأحد المقربين من الملك محمد السادس مبعوثا إلى ساركوزي، في مسعى لشرح أسباب تأجيل الزيارة، والتي توجد في مقدمتها رغبة الرباط أن تكون زيارة الرئيس الفرنسي، زيارة دولة تستغرق أياما، وليس ساعات، حتى يتمكن الطرفان من بحث كل الملفات.
وتحدثت مصادر عن أن العاهل المغربي أجرى اتصالات بالرئيس الفرنسي في الأيام الماضية من أجل الهدف نفسه. كما يرى مراقبون أن تأجيل الزيارة إلى مابعد الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 7 سبتمبر/ايلول المقبل، يكشف حرص الرباط على أن يحل ساركوزي في المغرب غداة التعرف إلى مكونات المشهد السياسي بعد إعلان نتائج الانتخابات.
وفسر مصدر إعلامي اختيار ساركوزي الجزائر كأول محطة في جولته المغاربية بأنه يتعامل بنوع من البراغماتية في تدبير علاقات فرنسا مع المستعمرات السابقة، خصوصاً أنه توجد بين باريس والجزائر مجموعة من المشكلات العالقة، على غير المغرب الذي تربطه علاقة جيدة مع باريس، كما أن حصر زيارة ساركوزي لثلاث دول مغاربية في أربع وعشرين ساعة، يدل على استخفاف باريس بالعلاقة التي تجمعها بالدول المغاربية التي تعيش أوضاعا اجتماعية واقتصادية وسياسية متفاوتة الاحتقان، لاسيما مع تصاعد التهديدات الإرهابية، ما يفرض على باريس تخصيص مساحة من وقتها للإنصات إلى مشكلات هذه الدول، التي تعد المصدر الأول للمهاجرين في فرنسا.
وقد صرح الناطق باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون أن هدف جولة ساركوزي المغاربية مزدوج، وهو تأكيد “الصداقة العميقة” لبلدان المغرب العربي، وطرح مشروع الاتحاد المتوسطي الذي يعتبر “محوراً كبيراً في سياسة ساركوزي الخارجية”. وأضاف إن الرئيس الفرنسي سيعرض في الجزائر وتونس مشروعه تحويله المتوسط إلى “فضاء تضامن وتعاون” تتمثل ركائزه على مكافحة انعدام الأمن والتنمية المستدامة والاندماج في مجال الطاقة والتنمية المشتركة وإدارة الهجرة بشكل منسق.
وشدد المتحدث على إرادة ساركوزي في “التحاور” وإنه لا يتوجه إلى المغرب العربي بمشروع جاهز يدعو إلى الموافقة أو الرفض.
عبد الصمد بن شريف
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد